«القاعدة» تتحول إلى الهند استعدادا لمواجهة «داعش»

«القاعدة» تتحول إلى الهند استعدادا لمواجهة «داعش»

«القاعدة» تتحول إلى الهند استعدادا لمواجهة «داعش»

 السعودية اليوم -

«القاعدة» تتحول إلى الهند استعدادا لمواجهة «داعش»

هدى الحسيني

هناك محاولات كثيرة من قبل تنظيم القاعدة للبدء بزعزعة استقرار الهند، وجذب المسلمين الهنود إلى عالمه.

ليس تنظيم القاعدة فقط الذي يريد زعزعة الهند؛ بل جهاز الاستخبارات الباكستانية المعروف بـ«آي إس آي». في الأصل لباكستان مطامع في الهند، تعد أن مقاطعات: كشمير وغوجيرات واسام تعود إليها، ثم إن جوهر الحكم الباكستاني قائم على الاعتقاد بأن هناك مهمة إسلامية على عاتقه، وبالتالي، فإن باكستان الدولة الإسلامية يجب أن تبقى نشطة.

في 3 سبتمبر (أيلول) الحالي أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عن إنشاء فرع له في شبه القارة الهندية. بعض المحللين عدّ الخطوة محاولة يائسة من قبل تنظيم القاعدة لإنقاذ سمعته وسط منافسة من تنظيم «داعش» الذي يقوده أبو بكر البغدادي.

تهديد «القاعدة» للهند خطير، ومنذ سنوات يدرس التنظيم كيفية الاستجابة للصراعات ما بين المسلمين وغيرهم إن كان في آسام الهندية أو في ميانمار (بورما).

وكانت عدة أشرطة فيديو بثت لـ«مولانا عاصم عمر» الذي هو اليوم رئيس الفرع الجديد لـ«منظمة الجهاد - تنظيم (القاعدة في جنوب آسيا)» و«الأستاذ أحمد فاروق»، والاثنان باكستانيان، وجها قيادة تنظيم القاعدة العربية كي تتطور نظريا نحو جنوب آسيا. وكان فاروق حذر في سبتمبر 2012 من أن أعمال الشغب في آسام «توفر قوة دفع لنا لتسريع زحفنا نحو دلهي». في أشرطة الفيديو مناشدة لمسلمي الهند بالهجرة إلى سوريا وحث الكشميريين على التخلي عن الحجارة وامتشاق بنادق الكلاشنيكوف.

حاليا، هناك «هجرة» لمسلمين من الهند إلى أفغانستان وسوريا والعراق. في ذهنهم أن الهجرة لإقامة الدولة الإسلامية لها أهمية دينية مرتبطة بهجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة. وغالبا ما تذكر أشرطة الفيديو الهجرة على أنها واجب ديني، وهذا سبب هجرة شباب من الهند وأوروبا وأميركا إلى سوريا والعراق الآن.

يوم الاثنين الماضي، أعلن الجيش الباكستاني عن تعيين رئيس جديد لجهاز «آي إس آي»، وحل الجنرال رضوان اكتر، محل الجنرال ظهير الإسلام المتوقع أن يحال إلى التقاعد الشهر المقبل، وكانت علاقته سيئة بنواز شريف رئيس الوزراء، ويعد اكتر حليفا لقائد الجيش رحيل شريف، وقاد عمليات ضد الإرهاب في كراتشي أكبر المدن الباكستانية. بعد سنة على بدء العمليات تبين أنها لم تكن ناجحة كما تمنى أبناء كراتشي، لكن الجيش عزا السبب إلى الوضع السياسي في البلاد.

يقول لي خبير ملاحق لشؤون « القاعدة » منذ تأسيسها: «يجب أن نتذكر أن أول هجوم وقع على المركز العالمي للتجارة في نيويورك كان في 21 فبراير (شباط) 1993 وكان المنفذ الأول: رمزي أحمد يوسف من بلوشستان، (مع الشيخ عمر عبد الرحمن)، وهو صهر خالد شيخ محمد (بلوشي)، والأخير هو العقل المدبر للهجوم الثاني على المركز العالمي للتجارة الذي دمر البرجين وأودى بحياة أكثر من 3000 شخص». ويضيف: «عام 1993 لم تكن هناك ( القاعدة )، ومع هذا لم يسأل أحد حتى الآن عمن كان يقف وراء محاولة التفجير الأولى».

ويقول: «على الرغم من أن قادة التنظيم من العرب، إلا أنه منظمة أنشئت في باكستان وترعرعت هناك، ومن باكستان وصلت إلى الشرق الأوسط».

من جهة أخرى، يعد الملا عمر «القائد الشرفي» لـ« القاعدة »؛ إذ عرض بن لادن والظواهري البيعة له أميرا للمسلمين، وهو بنظر كل فصائل منتسبي « القاعدة » و« طالبان » أمير للمؤمنين. ويخبر محدثي أنه قبل عدة سنوات هددت الولايات المتحدة بشن غارات بطائرات من دون طيار على بلوشستان، فجرى نقل الملا عمر من كويتا إلى كراتشي. ويضيف: «على الرغم من أن تنظيم القاعدة يعمل في المجالات العملاتية بشكل منفصل في عدة دول، إلا أنه في شبه الجزيرة الهندية هو جزء فعال من جهاز استخباراتي»، ويشير إلى الهجوم على البرلمان الهندي والهجوم على مومباي.

في شريط الفيديو، يوضح الظواهري أن فرع « القاعدة » في الهند سيعمل على محو الحدود التي رسمتها بريطانيا بحيث «يمكن إنشاء دولة إسلامية أكبر». يقول محدثي: «هدف ( القاعدة ) هذا يشاركه فيه جهاز الاستخبارات الباكستانية، فهو يتخيل نفسه الحارس الآيديولوجي للدولة الإسلامية في باكستان، التي يصفها المفكرون الباكستانيون بأنها (المدينة الثانية)».

من خلال إنشاء منظمة مناهضة للهند، فإن تنظيم القاعدة يدفع إلى الأمام بأهداف جهاز «آي إس آي». وكان لافتا في الفيديو أن الظواهري يتمتع بصحة جيدة وكأنه يقيم في روالبندي وليس في الجبال.

هنا يطرأ أمر لافت؛ إذ إن أول عملية قام بها تنظيم « قاعدة الهند » كانت هجوما في ليل 6 سبتمبر الحالي على مرفأ كراتشي، مستهدفا، حسب اعتقاده، حاملة طائرات أميركية. لكن واجهت المهاجمين فرقاطة باكستانية قتلت 3 منهم واعتقلت 7. وقال بيان لـ«القاعدة» إن «المهاجمين هم رجال سابقون في البحرية الباكستانية، وكانوا يستهدفون باستشهادهم رجال البحرية الأميركية والمقربين منهم (...)» (صحيفة «ديلي تلغراف» يوم 12 من الشهر الحالي). محققو الجيش شككوا في أن « القاعدة » وراء هذه العملية، «بل إنها جهد مجموعة أخرى قد تكون طالبان باكستان».

بعد يومين من إعلان الظواهري، تبين أن 23 مسلما هنديا من مانيبور ذهبوا للانضمام إلى فرع «قاعدة الهند».

هل هذا التطور الإرهابي سيغير موقف الهند؟

يقول محدثي: «المشكلة أن الهند كمن يعيش في المريخ. كلهم غاندي، ورجال الاستخبارات هناك يعتقلون الأشخاص الخطأ». ويضيف أنه «لوحظ بعد عملية مومباي الضخمة أن الهند تجاهلت رسائل كانت تصل إلى المهاجمين من حفيظ محمد سعيد زعيم تنظيم (لاشكاري طيبة) حيث كان يصدر إليهم الأوامر». هو مقيم في كراتشي ولم تقم الهند بأي رد فعل لاسترداده.

وماذا عن التوقعات الآن؟

سوف نرى معارك شعواء بين «القاعدة» والمنظمات المقيمة في باكستان، وتنظيم «داعش». إنه صراع على السلطة. وكما أن «داعش» يحارب المنظمات المتشددة الأخرى، فإن تنظيم القاعدة الذي انطلق منه «داعش» يشعر بأن الأخير صار يشكل خطرا عليه وعلى طموحاته. لذلك تحاول باكستان تقوية «القاعدة» لأن «داعش» يريد أن يفرض سيطرته على عالم «الجهاد الإسلامي».

يقول محدثي: «فاجأ أبو بكر البغدادي الاستخبارات الباكستانية بإعلانه الخلافة، فلجأت إلى ( القاعدة )، مع العلم بأن طالبان أفغانستان نتاج آخر لها، لكنهم محددون بأفغانستان». من هنا ساعدت الظواهري، وقد تكون هي السبب الذي حمل الظواهري على عدم إعلان موقف محدد من « داعش ». ويتوقع عندما تحتد المعركة بين « القاعدة » و« داعش » أن يكشف الأخير دور الاستخبارات الباكستانية، ويقول: «هذه الخلافة والحركات الكثيرة تربك العالم الغربي الذي لم يعد يدرك ما يجري».

إن تسريع زعزعة الهند مرتبط بأفغانستان أولا، وتريد الاستخبارات الباكستانية أن يثبت تنظيم القاعدة وجوده بعدما خطف «داعش » الشرق الأوسط.

كل هذا لن يمنع أن تكون هناك عمليات للجيش الباكستاني خارج الحدود، إن كان ضد إيران أو ضد « داعش ». إنه المبدأ نفسه الذي يعمل به البغدادي لجهة بيع نفطه إلى أوروبا. في النهاية الكل يريد أموالا طائلة للاستمرار.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القاعدة» تتحول إلى الهند استعدادا لمواجهة «داعش» «القاعدة» تتحول إلى الهند استعدادا لمواجهة «داعش»



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:49 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 16:37 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ريتشارد ديرلوف نادم على دعم بوتين في الانتخابات

GMT 07:08 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

تعرفي على أصول وقواعد ارتداء الحجاب

GMT 11:20 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

صفاء سلطان تُذبح و"الانستغرام" يحذف الفيديو

GMT 22:44 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

Haute Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 12:12 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

"Mulberry" يقدم مجموعة تسيطر عليها ألوان الباستيل

GMT 23:43 2017 الخميس ,18 أيار / مايو

عمر خربين يرفض المقارنة مع مواطنه السومة

GMT 08:58 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

السر الحقيقي للقصر المسكون في "ما يطلبه المستمعون"

GMT 12:55 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

كندي يقتل 8 أشخاص "مثليين" ويدفنهم في حديقة أحد زبائنه

GMT 11:52 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل الجنية السوداني الاحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab