أزمتنا حضارية أم سياسية
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

أزمتنا.. حضارية أم سياسية؟

أزمتنا.. حضارية أم سياسية؟

 السعودية اليوم -

أزمتنا حضارية أم سياسية

مأمون فندي

هل أزمة العالم العربي، وحالة التفكك السائدة في عرى المجتمعات، هي أزمة حضارية ثقافية، أم أزمة شرعية المؤسسات السياسية؟

في عام 1977، كتب زميلنا مايكل هدسون، الأستاذ بجامعة جورجتاون، كتابًا مهمًا بعنوان «العالم العربي والبحث عن الشرعية»، شخّص فيه أزمة العالم العربي على أنها أزمة شرعية في المقام الأول، وكان هذا تنظيرا سائدا حول العالم الثالث بدأه أساتذة كبار في السياسة المقارنة مثل جبرائيل الموند وسيدني فربا وهارد غريف وآخرين، حددوا فيه أزمات بناء الدولة في الدول النامية بأزمات خمس: أولاها أزمة الشرعية التي طبقها هدسون على حالة العالم العربي، وأزمة توزيع الموارد، وأزمة الفجوة في ما تدعيه الدولة من أرض وقدرتها على فرض سيطرتها عليها، وأزمة الهوية الوطنية، وأخيرا أزمة المشاركة السياسية. بمعنى أن الناس جزء من مشروع بناء الوطن، ولهم اهتمام ومصلحة باستقراره.

هذا ما كان سائدا في تنظير السبعينات من القرن الماضي في ما يخص مشاكل العالم الثالث. كل هذه الأزمات الخمس بشكل أو بآخر موجودة بنسب متفاوتة في كل الدول العربية تقريبا، ويمكن النظر إلى أزمتنا الحالية من هذا المنظور الفني جدا في مناقشة مشاكل الدول النامية، لكن عالمنا العربي اليوم يبدو مختلفا كثيرا عما قبل مع ظهور جماعات العنف وانهيار الدول بشكل مفاجئ. ورغم أهمية هذا التنظير السابق الذي تتجلى، وربما بوضوح، بعض ملامحه في العالم العربي، فإن أزمة العالم العربي من وجهة نظري اليوم ليست أزمة سياسية فقط، وإنما هي أزمة السياق الحضاري الذي تسبح فيه السياسة بناسها ومؤسساتها، وهي بهذا تكون حضارية في المقام الأول.

ماذا أعني بالأزمة الحضارية؟ الحضارات كما أي كائن حي تولد هشة ثم لا تلبث أن تكتسي بعنفوان الشباب الحضاري وفورته، ثم تشيخ وتموت، وهذا لا ينطبق على حضارة بعينها وإنما كل الحضارات والثقافات، وكذلك ينطبق على اللغة التي هي العربة التي تحمل الحضارة. الحضارة في معناها البسيط هي لغة حية متجددة يضيف إليها الناس جديدا كل يوم، وهي منظومة قيمية تميز حضارة عن أخرى، يكون الإسمنت أو الصمغ الذي يشدها إلى بعضها بعضا إما قيما دينية أو لحمة خاصة برؤية الفرد لنفسه والعالم وموقعه منه. أول ما ينهار في الثقافات هو ذلك الإسمنت أو الصمغ. وبهذا يكون ما تراه من تطرف ديني عندنا لا يعكس زيادة في التدين أو غلوًا في الدين، بل هو ملمح من ملامح فك الصمغ أو الإسمنت، أي تفكك المنظومة القيمية للدين لا تماسكها.

لماذا نحن في أزمة حضارية؟
عندما ترى الفجوة أو الهوة السحيقة بين القيم الدينية المدعاة للجماعات المتطرفة مثلا، وبين ممارستها لجز الرقاب بالسكين في العراق وسوريا مثلا، لا بد أنك - أو أي فرد سوي - ستتساءل عن أسباب هذا الانفصام بين دين سماحة معلن، وممارسات باسم الدين فيها كل هذه البدائية والوحشية!

بداية، من غير الطبيعي أن يستطيع الإنسان قتل أخيه الإنسان إلا من خلال مشروع ثقافي ينقل العدو خارج فضاء الإنسانية، حيث كان الرجل الأبيض مثلا يقتل الرجل الأسود في أميركا القرنين السابع عشر والثامن عشر بعد أن تحوله الثقافة السائدة إلى أقل من إنسان (subhuman). السلوك نفسه كان موجودا في جنوب أفريقيا ما قبل مانديلا، حيث كانت ثقافة الدولة ترى الأسود في إطار الحيوان، وبهذا يتقبل الإنسان قتل أخيه الإنسان ولا يعذبه ضميره، لأنه نقله من الحالة الإنسانية إلى الحالة الحيوانية.

ولو نظرنا إلى ما تفعله الجماعات المتطرفة باسم الدين من قتل للإيزيديين وسبي لنسائهم، أو ما فعلوه مؤخرا بالدروز في سوريا، نجد أن بداية مشروع القتل هي إخراج هذه الطوائف والملل والنحل خارج عالم الإسلام وإدخالها في عالم الكفر، وبهذا يرضى ضمير الإنسان، وهو هنا ضد طبيعته، القتل كأمر مقبول.
ثقافتنا اليوم، وبما لا يقبل الشك، وإن كان المتطرفون بعيدين عنها إلا أنها لا تبتعد عن ثقافة المتطرفين كثيرا.

إن المسافة بين المتطرف وغير المتطرف عندنا في رؤيتهما للآخر المغاير هي مثل الفرق بين القتل والجلد، وكلاهما عنف. التطرف اليوم، ورمزياته ولغته، هو المرجع الثقافي لنا. نختلف ونتفق مع المتطرفين على أرضيتهم، أرضية التطرف، أي نحتكم إلى الكتب ذاتها، وفي الأخير نقول إنها أزمة تفسير النصوص.

لا تفسير للقتل خارج القانون لا بالدين ولا بالثقافة، فالدولة هي الوحيدة المخولة باستخدام العنف على أراضيها، أما إذا نافستها في ذلك مؤسسات أخرى فهنا نحن أمام حالة تفسخ الدولة.

إن السياق الحاكم لما يحدث وقبوله هو ثقافي في المقام الأول، فالثقافة الحية هي القادرة على الرفض بصرامة لما هو خارج عن منظومة قيمها. أما إذا ما تقبلت ثقافة ما ذلك الذي ترفضه قيمها فتأكد أنها ثقافة مأزومة أو في قلب الأزمة.

ما نشهده اليوم هو حالة مثاقفة بين مساحات التطرف، ويخرج جوهر ثقافتنا العربية والإسلامية خارج هذا الفضاء. إن لم نكن قادرين على استعادة هذا الفضاء من المتطرفين فسنسبح جميعا في بحر التطرف، أو بركة التطرف الآسنة، ولأن الناس لا يشمون العفن إذا ما تعودوا عليه، فإننا بعد أعوام قد لا ندرك أننا نسبح في بركة التطرف العطنة، ولا يشتم هذا العطن إلا قادم من بعيد ومن حضارة أخرى. وللأسف عندما يقولون لنا ذلك إما نتهمهم بالاستشراق أو بالغرور الحضاري. نعم هناك غرور حضاري، ولكن هذا لا يعفينا من أن ثقافتنا وحضارتنا الآن في أزمة حقيقية.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمتنا حضارية أم سياسية أزمتنا حضارية أم سياسية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon