وهم الديمقراطية في مجتمعات الشكل
حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة مقتل 6 جنود باكستانيين في هجوم مسلح على موقع أمني قرب الحدود مع أفغانستان غضب إيراني واحتجاج مصري بعد تصنيف مباراة منتخبيهما في مونديال 2026 كمباراة فخر في سياتل زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر اليوم جنوب جزر كيرماديك في نيوزيلندا اليابان تحذر من موجات تسونامي تصل ثلاثة أمتار بعد زلزال بقوة 7,6 درجة ليفربول يستبعد محمد صلاح من رحلة ميلانو وسط توتر مع المدرب سلوت
أخر الأخبار

وهم الديمقراطية في مجتمعات الشكل

وهم الديمقراطية في مجتمعات الشكل

 السعودية اليوم -

وهم الديمقراطية في مجتمعات الشكل

مأمون فندي

 هل الانتقال إلى الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية، التي يسيطر عليها الشكل لا المضمون، فعلا وهم؟ وما هي الشروط التي يجب توافرها في مجتمع ما للانتقال إلى الديمقراطية؟ بالديمقراطية هنا لا أعني الشكل التنظيمي الذي هو خطوة لاحقة أو ربما متأخرة جدا في البناء الديمقراطي. فتعريفا، الديمقراطية تعني تمكن المواطنين من كل المنظمات الاجتماعية وقدرتهم على أن يحاسبوا من يتخذون القرارات التي تؤثر في حياتهم، وهذا يتطلب دستورا حاكما يطبق، وقانونا وقضاء لا توجد به ثغرات، وشفافية، وقدرة الناس على تغيير من يديرون المنظمات الاجتماعية عندما يفشلون. وهنا لا أعني بالمنظمات الاجتماعية البرلمان والمؤسسات الرسمية فقط، بل كل منظمات المجتمع من القاع إلى القمة. ومع ذلك يبقى هذا السؤال تاليا في استيفاء الشروط المنتجة لمجتمع ديمقراطي.

حتى اختيار البرلمان ومن يمثل الشعب ليس طابورا شكليا يقف فيه الناس في طريقهم إلى الصندوق (اللي رايح) بمعنى أن يختار الناس من سيجلسون في مقاعد البرلمان، بل أساسي جدا تلك التشريعات التي سيقوم بها النواب لتحسين حياة من انتخبوهم (اللي جاي). أي أن شارع الديمقراطية (رايح جاي) وليس في اتجاه واحد فقط. تجاربنا العربية هي انبهار بشكل طوابير من البشر تقف بطول الشارع تصورها الكاميرات وهي تختار أناسا يجلسون على المقاعد ثم تنقطع الصلة، سواء كان المنتخب رئيسا أو نائبا عن الشعب (طريق رايح بس).

ما أود قوله هو أن الصندوق له شروط كما أن الصندوق هو العتبة الأخيرة في سلم الديمقراطية. وسآتي على تفسير هذا لاحقا. الصندوق رمزية لفكرتين: الأولى أن الفرد هو أساس الاختيار، الفرد الذي يتحمل تبعات اختياره. والثانية هي الحرية المطلقة في الاختيار لا تبعية لعقلية قطيع، سواء كانت أسرة أو شلة أو قبيلة أو أي تجمع اجتماعي آخر، أي أن الفرد الحر حرية مطلقة هو اللبنة الأولى في البناء الديمقراطي.

طبعا في عالمنا العربي عندما أقول إن الديمقراطية وهم، فهذا يلقى هوى عند من يرفضون ديمقراطية الدول المتقدمة ويرمونها بأنها أكذوبة وعينهم دائما على الولايات المتحدة الأميركية، وهذا جور وتضليل؛ حيث تبقى الديمقراطيات من الهند إلى اليابان إلى ألمانيا وبعض دول أميركا اللاتينية تجارب ناجحة في مشاركة الشعوب في الحكم، فالديمقراطية ليست حكرا على أميركا وغرب أوروبا.

مرة أخرى، الصندوق والانتخابات هي السلمة الأخيرة في السلم الديمقراطي وقبلها مجموعة شروط يجب أن تتوفر في المجتمعات. هذه الشروط تتمثل أولا بالقبول بالفرد الحر القادر على الاختيار في مجتمع ليست فيه أي ضغوط على حرية الفرد. ففي المجتمعات الغربية مثلا يمكن أن يكون في داخل البيت الواحد، كما في أميركا وبريطانيا، من يصوت للمحافظين، ومنهم من يصوت للديمقراطيين أو الأحزاب الليبرالية، ولا يجرؤ أحد في العائلة على إجبار ابنه أو بنته على تبني اختياره. طبعا هناك عائلات لها تاريخ ليبرالي أو محافظ يحكم توجهاتها، ومع ذلك تبقى هناك حالات الاختيار الفردي واضحة لا جبر فيها.

إن لم يكن في المجتمع هذا السياق الحر الذي يجعل الاختيار الفردي القائم على الحرية مقدسا، فالحديث عن فكر ديمقراطي يكون وهما. أن تكون ديمقراطيا يعني - تعريفا - القبول بالاختلاف، ويبقى نظام الحكم بالتعريف هو قدرة مؤسسات أي دولة على إدارة الاختلاف.

ما لدينا، مقارنة باليابان وألمانيا والهند، هو إكسسوار الديمقراطية، أي الصندوق والطوابير واحتفالات الإعلان عن المنتصر. شكل للديمقراطية. وهذا ما أشير إليه على أنه وهم الديمقراطية، أي نلبس ثياب الديمقراطية، أما الجوهر فهو غيرها من حيث متطلبات هذا الملبس، لباس جديد دونما استحمام للجسد الذي يلبسه، لتقريب صورة معقدة بشكل بسيط.

ويمكن تصنيف الحضارة العربية المعاصرة مجملا بأنها حضارة الشكل، أو الحضارة الشكلية، بداية من اللحى الطويلة والجلباب القصير أو غطاء الرأس أو كشفه، ولكن هذا المظهر لا يعكس جوهرا، أي لا الكاشفة ليبرالية ولا المحجبة محافظة.

وهذا ليس حكرا علينا، فبريطانيا في العصر الفيكتوري مثلا كانت مثالا لمجتمع النفاق أو المظهرية والشكل لإرضاء المجتمع، نحن ربما تاريخيا أقرب إلى العهد الفيكتوري، وهذا يحتاج إلى دراسة مقارنة جادة.

النقطة هنا هي أن شكل الديمقراطية من صندوق وطوابير انتخابات إلى آخره لا يعني جوهر الحكم الديمقراطي. الشكل يبقى شكلا وهذا ما عندنا، أما الجوهر فهو موجود في اليابان والهند وألمانيا وأميركا وبريطانيا. قصة قد نصلها بعد عشرات كثيرة من السنين.

بداية الديمقراطية هي الفرد الحر الذي يسبح كما سمكة في بحر من الحرية، وما عندنا ليست بحارا لكنها برك راكدة لا تسمح بحرية سباحة للأسماك، وإنما صالحة لتربية الضفادع.

arabstoday

GMT 18:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف أوكرانيا ورحلة المخاطر المحسوبة

GMT 18:24 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

من باريس إلى الصين

GMT 18:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 18:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 18:03 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 18:02 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

GMT 17:55 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان والاغتيال الثانى للنقراشى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهم الديمقراطية في مجتمعات الشكل وهم الديمقراطية في مجتمعات الشكل



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 13:51 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة منة شلبي تخوض الفترة الحالية نشاطًا دراميًا مكثفًا
 السعودية اليوم - الفنانة منة شلبي تخوض الفترة الحالية نشاطًا دراميًا مكثفًا

GMT 07:13 2012 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

قائمة نيويورك للكتب الأعلى مبيعات في الأسبوع الأخير

GMT 14:18 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

منتخب الأردن في مهمة سهلة أمام نظيره الفلسطيني الثلاثاء

GMT 20:34 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الهلال يؤكد أن الوحدة الخصم الأفضل في الدوري

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الـقـدس .. «قــص والصــق» !

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

اتحاد عزت والفساد الرياضي

GMT 20:58 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أم صلال يتعادل مع الوكرة بدون أهداف في الدوري القطري

GMT 02:26 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

انتحار أمين شرطة في مطار الأقصر الدولي

GMT 18:43 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الريحان ينشط الشهية ويحسن الهضم ومضاد للتشنج
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon