بيغ براذر أبوظبي
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

بيغ براذر: أبوظبي

بيغ براذر: أبوظبي

 السعودية اليوم -

بيغ براذر أبوظبي

مأمون فندي

 عندما تم إلقاء القبض على طالب مصري بتهمة أنه يحمل في حقيبته رواية جورج أورويل «1984»، كانت التهمة - حسب الأخبار التي نشرت وليست بالضرورة حقيقية - أن الطالب والرواية ينتقدان نظام الأخ الأكبر (Big Brother) الذي تراقب عينه كل ما يجري كما صورها أورويل في روايته، وكما حللها في ما بعد الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو من خلال مفهوم «البيبتكون» أو العين التي ترى كل ما يدور في السجن. فكرة الـ«بيغ براذر» ليست بالضرورة موجودة فقط في النظام الديكتاتوري، فبريطانيا وهي من أعرق الديمقراطيات يتم تصوير أي مواطن فيها كل ثمانية أمتار. الفارق هو ما بين الأخ الأكبر الغشيم الذي لا يراقب، بل يعاقب بقسوة، وبين المراقبة الناعمة عن طريق الكاميرات الإلكترونية التي تحافظ على الأمن ولا تتدخل في خصوصية الأفراد.

«بيغ براذر» ليس سيئا دائما إلا إذا كان بدائيا وغشيما. كاميرات لندن هي التي كشفت جناة الإرهاب في 7/7، وبسرعة يحسد البريطانيون عليها. هذا تقريبا ما حدث في أبوظبي بعد تتبع المتهمة التي قتلت المعلمة الأميركية، تلك المتهمة المغطاة تماما تم كشفها من خلال كاميرات المراقبة «بيغ براذر» والقبض عليها في وقت قياسي.

الجريمة التي حدثت في أبوظبي لن تكون المحاولة الأخيرة في جرائم الإرهاب في الإمارات، لذلك يجب فهمها في إطارها الأوسع.

بداية، توقيت الحدث في أعقاب احتفالات الإمارات بعيد الاتحاد الثالث والأربعين أمر لا بد من التوقف عنده. من حضر الاحتفالات يدرك أن الإماراتيين فخورون بما أنجزوه في عمر فرد في بعض الدول لا يستطيع أن يمتلك فيه مسكنا بعد 43 سنة من العمر. هذا الزهو بالإنجاز لا بد أنه يستفز من فشلوا في تحقيق شيء في حياتهم ويصيبهم بالإحباط، لذا ربما كانت رغبة القوى الظلامية كبيرة في إفساد الفرحة وإفساد الاحتفال بالنجاح. قوى الفشل في منطقتنا، أفرادا ودولا، هم أعداء النجاح، ولهذا لم يكن مستغربا أن تستخدم امرأة في قتل معلمة أميركية، وأن تستخدم في وضع قنبلة تفشل في الغدر بمصري أميركي مقيم. إنها رغبة الهدم ضد رغبة البناء، رغبة الدول الفاشلة ضد رغبة الدول الناجحة.

العملية الإرهابية ورد فعل أبوظبي عليها كاشفان للإماراتيين أكثر من أنهما كاشفان للإرهابيين وجماعات العنف والتطرف في منطقتنا. بداية، الإمارات أخذت بسبل التكنولوجيا الحديثة، كما أنها دولة لا يضرب بها الفساد، وتضع المواطن كأولوية، وواضحة في بناء نموذج دولة حديثة تسمح بدرجة عالية من التعددية الثقافية وتقف حائلا بين جماعات الإرهاب وآيديولوجيا التخلف في المنطقة. أعتقد أن هذه العناصر مجتمعة هي التي تجعل نموذج الإمارات يجب أن يكون محل دراسة لمنطقتنا.

طبعا هذا لا يعني أن نموذج الإمارات وصل إلى حد الكمال، أو أن الجماعة في أبوظبي يجب أن يربتوا على أكتاف بعضهم مهنئين بعضهم بعضا بالنجاح، على العكس، فكما يجب على الدول المحيطة التعلم من تجربة الإمارات، على الإمارات أيضا أن تعتبر مما يحدث مع أشقائها.

بمعنى، على المستوى الفردي لو كان هناك مرض وراثي بين الأشقاء، كالجلطات مثلا، فإن بقية الأشقاء يجب أن يمارسوا الرياضة ويغيروا من طريقة أكلهم، ويواظبوا على التحاليل. الإمارات لا تختلف إذا ما نظرت إلى أشقائها في سوريا ومصر وليبيا واليمن، فلا بد أن تواظب على التمارين وتغير من أسلوب حياتها، لأن الجلطات السياسية جزء من تاريخ العائلة في الدول الشقيقة. إذن النوم على أمل أن أمراض المنطقة لن تصيب الإمارات يعني تراخيا وتواكلا يضع الإنجازات الإماراتية أمام تحد وخطر شديدين.

يحسب للإمارات كدولة أنها لم تحاول أن تؤلف في مسألة الأمن الوطني، بل أخذت بأسباب التكنولوجيا المتقدمة في التصوير والإنذار كما هو الحال في دول مثل بريطانيا وبقية دول أوروبا التي أدركت أنه لا يمكن حماية المدن الحديثة بمولاتها التجارية وبذلك العدد الكبير من الزوار من مختلف الجنسيات ومختلف الديانات والمشارب الفكرية. لم يستخدم الإماراتيون نظاما شرطيا تقليديا، بل استفادوا من كل ما تقدمه التكنولوجيا. فالأساس في بناء الدول الحديثة هو عدم التأليف وعدم الإصرار على إعادة صناعة العجلة. تكنولوجيا التصوير في كل 18 قدما موجودة في بريطانيا، وساعدت البوليس البريطاني في القبض على مجرمي 7/7 في وقت قصير جدا، وهي التكنولوجيا ذاتها التي تستخدمها أبوظبي في الكشف عن المجرمين وآخرهم المرأة المنتقبة التي قتلت مدرسة الابتدائية الأميركية في أبوظبي. لم تمر 48 ساعة إلا وكانت الداخلية الإماراتية قد قبضت على المرأة المشتبه بها وأحالتها للتحقيق. هذا هو الفارق بين من يستوردون التكنولوجيا ويسخرونها لمصلحة بلادهم، وبين من استوردوا الآيديولوجيات كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا، فأصبحت بلدانهم نهبا للضياع.

عندما تزور الإمارات تحس بأن قيادة ذاك البلد وشعبه مصرون على بناء دولة حديثة لا مكان فيها لقوى الظلام، تحس بأن هناك إصرارا على بناء واحة للحداثة في المنطقة لا تساوم على الأسس التي بنيت عليها الدولة.

لافت في الإمارات أن هناك معادلة لا بد أن تدرس، فالإماراتيون رغم أن بلدهم يحوي أكثر من مائة جنسية أجنبية فإن أهل البلاد المتسامحين مع كل اختلافات الزوار ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الأصلية، بمعنى أنه شعب يتمتع بالثقة الحضارية التي تجعله يتقبل الآخر دونما إحساس بتهديد لهويته الوطنية.

جريمة أبوظبي تؤكد على نجاح نظام حكم مبني على فكرة الـ«بيغ براذر»، ولكن ليس الأخ الأكبر الغشيم.

أتصور أنه ستحدث من آن لآخر اعتداءات من الإرهابيين وقوى الظلام على التجربة الإماراتية التي هي النقيض الناصع لتيارات الظلام والتخلف، ولكن في نهاية المطاف سينتصر من يتخذ بالأسباب وبالتكنولوجيا الحديثة، وفي ذلك القضاء على أي حلم لجماعات التطرف بأن تتغلغل في الإمارات.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيغ براذر أبوظبي بيغ براذر أبوظبي



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon