إسرائيل والثورات والأنظمة
السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنوية بالملاريا وسط أزمات إنسانية وكوليرا متفشية انفجار سيارة محملة بالذخيرة على الطريق الدولي حلب - دمشق قرب بلدة خان السبل في إدلب أوكرانيا تنفذ أول هجوم بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين إستقالة مفاجئة لحكومة بلغاريا بعد إحتجاجات حاشدة في العاصمة صوفيا تشعل الساحة السياسية حلف الناتو يُحذر من حرب كبرى مع روسيا ويدعو أوروبا للاستعداد الفوري قصف إسرائيلي دموي على جباليا شمال قطاع غزة يرفع حصيلة الشهداء ويعيد المشهد الميداني للاشتعال النمسا تحظر الحجاب على الطالبات دون الرابعة عشرة وسط جدل سياسي وحقوقي إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى اكثر من إلى 70 ألفا و373 شهيداً مع تواصل الانتهاكات وصعوبة وصول فرق الإنقاذ محكمة باكستانية تصدر حكماً بالسجن 14 عاماً على الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات تحذير من ارتفاع نشاط الإنفلونزا ومنظمة الصحة العالمية تؤكد تطور السلالات واستمرار فعالية اللقاحات
أخر الأخبار

إسرائيل والثورات والأنظمة

إسرائيل والثورات والأنظمة

 السعودية اليوم -

إسرائيل والثورات والأنظمة

حازم صاغية

مع اندلاع الثورات العربيّة، خصوصاً السوريّة، خفّ التراشق بالتهمة الإسرائيليّة بين الأطراف المتصارعة في العالم العربيّ، وفي البلدان بلداً بلداً. صحيحٌ أنّ النظام السوريّ واستطالاته الإعلاميّة واظبت على التذكير بأنّ تصديع الحكم الأسديّ يخدم إسرائيل ومصالحها. وبدورهم، لم يفوّت المعارضون فرصة لإعلان أنّ ذاك النظام لا تهمّه محاربة الدولة العبريّة، هذا إن لم يكن متواطئاً ضمناً معها، أو شريكاً لها في مصلحة «موضوعيّة» تخدم الطرفين. لكنْ عموماً، بدا الأمر عند الجهات جميعاً أقرب إلى استسهال لغة الماضي المألوفة واستخدامها بما تيسّر من ابتزاز للخصم، ممّا إلى استنباط معانٍ جديدة تشبه الحاضر ومجرياته.

وقد تغيّر الأمر لاحقاً، إنّما نسبيّاً، مع وقوع الجبهة الجنوبيّة في أيدي معارضين للنظام السوريّ، ونقل بعض المصابين منهم للعلاج في إسرائيل. ذاك أنّ الصوت الذي يردّ أفعال الخصم إلى صناعة إسرائيليّة ظلّ خافتاً بالقياس إلى المعهود: فالنظام لم يصل به الأمر إلى تنسيب «المؤامرة» عليه إلى إسرائيل، وحين كان يقترب من إصدار تهمة كهذه، كان يرسم الدولة العبريّة أباً أصغر قياساً بأبوّة الأتراك والخليجيّين الأكبر. والمعارضون، كذلك، لم يقولوا إنّ إسرائيل مَن يمدّ نظام الأسد بأسباب بقائه التي كاد يحتكرها الروس والإيرانيّون. وعند الطرفين المتحاربين ظلّ الاتّهام تأويلاً أكثر منه وقائع ومعطيات.

وهذه نقلة سياسيّة، وربّما ثقافيّة، نُزعت بموجبها أبوّة الشرّ الأولى عن «العدوّ الصهيونيّ»، فصار الأخير شرّيراً صغيراً، أو شرّيراً عاديّاً، إلاّ أنّه كفّ عن أن يكون مصنع الخطايا والسموم في العالم العربيّ. وكلّما اتّجه الكلام إلى بلدان أبعد عن مهد النزاع، كليبيا أو اليمن، زاد تقلّص الشرّ الإسرائيليّ.

وحجم هذه النقلة إنّما يتبدّى بالقياس إلى اللغة اللاساميّة المعهودة من أنّ الشرّ يهوديّ واليهود شرّ، كما بالقياس إلى اللغة الأشدّ تسييساً وحذلقة عن شرّيّة «التحالف الصهيونيّ – الإمبرياليّ».

وهذا لا يعني، بطبيعة الحال، أنّ إسرائيل صارت خيّرة، كما لا يعني أنّ خصوبة البطن اللاساميّ قد جفّت، أو أنّ الحقّ الفلسطينيّ لم يعد حقّاً. ما يعنيه ذلك، في المقابل، أنّ الواقع العربيّ صار، للمرّة الأولى منذ نشأة دولنا المستقلّة، أشدّ خياليّةً من الخيال الذي تستدعيه عقليّة المؤامرة. فحين تصبح الكراهيّات الأهليّة مرئيّة على هذا النحو الفاضح، وحين يناط بالظاهرة «الداعشيّة» أن تتوّج المسار الذي اختطّته بلدان عربيّة عدّة، يغدو تضخيم العنصر الإسرائيليّ سلعةً لا طلب عليها لأنّ طلباً كهذا يُحرج طالبه في المحلّ الأوّل.

والحرج إنّما يفاقمه السلوك الإسرائيليّ نفسه الذي يتدخّل بالمراقبة والتوقّع، وأغلب الظنّ بطرقٍ خفاؤها يفوق علنيّتها، واشتغالها على الأطراف والهوامش يفوق اشتغالها على العواصم والمتون التي لا سبيل، لدى الإسرائيليّين، إليها. وهو ما يصحّ في جنوب سوريّة بقدر ما يصحّ في شرق مصر. فإسرائيل لا تحبّ أنظمتنا ولا تحبّ ثوراتنا إلاّ بالقدر الذي توفّر لها، هذه أو تلك، الاستقرار الحدوديّ. وبما أنّ الاستقرار الذي تطلبه طويل الأمد، فيما الأنظمة والثورات عاجزة عن توفيره، عُلّق الأمل الإسرائيليّ على تحبيذ الفوضى والخراب العربيّين مقروناً بضمان الاستقرار في الزوايا الحدوديّة المباشرة، عبر تعاون جزئيّ وعابر مع هذا النظام أو مع ذاك الفصيل في تلك الثورة. وخليط كهذا من الانكفاء والدفاعيّة والتكهّن و «بناء الجدران» وفقاً لدعوة نتانياهو يضاعف إرباك اللغة القديمة بسائر أشكالها النضاليّة، حيث تحضر إسرائيل هجوميّة ومتدخّلة وعارفة وحاسمة.

بيد أنّ هذا التحوّل الخطابيّ في تحديد الحصّة الإسرائيليّة من الشرّ ليس صلباً، مثله في ذلك مثل سائر التحوّلات الراهنة القليلة المناعة. أمّا التراجع عنه فيبقى ممكناً إن انهارت أوضاعنا كلّيّاً وأقرّ جميع المتصارعين بأنّها منهارة ومسدودة الأفق. عند ذاك قد يتراءى الرجوع إلى «الصراع العربيّ – الإسرائيليّ» إنقاذاً، وإن كنّا لا نملك من عدّته إلّا الوهم.

arabstoday

GMT 19:01 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 19:00 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 18:58 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 18:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 18:55 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 18:54 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

GMT 18:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 18:51 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل والثورات والأنظمة إسرائيل والثورات والأنظمة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 06:16 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 02:39 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

السفير آل جابر يلتقي بمسؤولي برنامج الأغذية العالمي

GMT 06:06 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 01:45 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

طرق تناول اللحوم والطيور في الدعوات الرسمية

GMT 07:31 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

عبدالله الفهد يشيد بأداء سامي الجابر مع "الشباب"

GMT 21:53 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

وائل عقيل يؤكّد أنّ الفوز على إيران ليس صعبًا

GMT 15:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الحمل الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 22:30 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

"سناب شات" يتهم ترامب بتشجيع العنف العنصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon