خلل في تقدّميّة التقدّميّ وفي ثوريّة الثورة
السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنوية بالملاريا وسط أزمات إنسانية وكوليرا متفشية انفجار سيارة محملة بالذخيرة على الطريق الدولي حلب - دمشق قرب بلدة خان السبل في إدلب أوكرانيا تنفذ أول هجوم بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين إستقالة مفاجئة لحكومة بلغاريا بعد إحتجاجات حاشدة في العاصمة صوفيا تشعل الساحة السياسية حلف الناتو يُحذر من حرب كبرى مع روسيا ويدعو أوروبا للاستعداد الفوري قصف إسرائيلي دموي على جباليا شمال قطاع غزة يرفع حصيلة الشهداء ويعيد المشهد الميداني للاشتعال النمسا تحظر الحجاب على الطالبات دون الرابعة عشرة وسط جدل سياسي وحقوقي إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى اكثر من إلى 70 ألفا و373 شهيداً مع تواصل الانتهاكات وصعوبة وصول فرق الإنقاذ محكمة باكستانية تصدر حكماً بالسجن 14 عاماً على الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات تحذير من ارتفاع نشاط الإنفلونزا ومنظمة الصحة العالمية تؤكد تطور السلالات واستمرار فعالية اللقاحات
أخر الأخبار

خلل في تقدّميّة التقدّميّ وفي ثوريّة الثورة

خلل في تقدّميّة التقدّميّ وفي ثوريّة الثورة

 السعودية اليوم -

خلل في تقدّميّة التقدّميّ وفي ثوريّة الثورة

حازم صاغية

مفهومٌ، بل مرغوب بمعنى ما، أن تناهض الجماعات التابعة لإيران الثورة السوريّة منذ يومها الأوّل. ذاك أنّ الأخيرة تصدم، في وقت واحد، المنظومتين الإستراتيجيّة والفكريّة للممانعة كما تقودها طهران، وتستبطن للمنطقة نصاباً من المعقوليّة التي أطاحها ثنائيّ التمدّد الإيرانيّ والتقلّص العربيّ.

ومفهومٌ أن تقف الشُلل اليساريّة المبعثرة، المسكونة بعداء ماهويّ للولايات المتّحدة، ضدّ الثورة السوريّة بوصفها غيّرت خريطة التناقضات والأولويّات، جاعلةً مسألة الحرّيّة والاستبداد في الداخل تتقدّم على سائر الاعتبارات التي فُرضت عقداً بعد عقد على الشعوب العربيّة ترهيباً وترغيباً.

مع هذا، ثمّة مسألة لم يعد جائزاً إنكار وجودها، أو التقليل من أهميّتها وأهميّة دلالاتها، والاكتفاء بمعالجة لها تقوم على الكتمان والتحايل: إنّها مشكلة الثورة السوريّة مع أطراف تقدّميّة عريضة خارج سوريّة. فهذا ما رأيناه منذ أيّام الثورة الأولى، ليشتدّ لاحقاً، في كلّ من تركيّا وتونس وسواهما.

والحال أنّها مشكلة كان ينبغي، مبدئيّاً ونظريّاً، ألاّ تنشأ أصلاً، إلاّ أنّ ما أنشأها، في آن واحد، هو أزمة تقدّميّة التقدميّين خارج سوريّة وأزمة ثوريّة الثورة في سوريّة نفسها.

فتقدّميّة التقدّميّين لا تنجو من الطعن والتشكيك حين لا ينتبه أصحابها إلى الألم السوريّ، وحين يُخرجون من أجندتهم الحداثيّة والتقدّميّة موضوعةَ الطغيان ومسألةَ الحقّ في الثورة على استبداد كذاك الأسديّ الممتدّ والتوريثيّ والعميق في آن. فكأنّ العلمنة ومساواة المرأة بالرجل وسائر المكتسبات المطلوبة قابلة للتحقّق بمحض منحة من الأعلى السلطويّ أو الأعلى الفكريّ، في معزل عن حركة المجتمع التي لا تضمن صحّيَّتها ولا تحميها إلاّ حرّيّتُها. وفي المقابل، تكون ثوريّة الثورة ناقصة حين تستطيع قوى كـ «داعش» و»النصرة» أن تتحوّل إلى أهمّ قواها وأكثرها فعلاً وتأثيراً. وهذا إذا جاز البحث عن بعض أسبابه هنا وهناك، في موقف دوليّ وإقليميّ أو في هجرة جهاديّين أجانب أو في إطلاق سراح تكفيريّين كانوا في السجون، فإنّه لا يُغني عن رؤية السبب الرئيس وهو الاستعدادات المجتمعيّة التي خصّبتها عشرات السنين من حكم أمنيّ رهيب. فالتكفيريّون طاردون تعريفاً للدعم والحلفاء، لا في الخارج فحسب بل أصلاً في الداخل الذي كان آخر ضحاياه دروز قرية قلب لوزة. والتكفيريّون لئن قام خطابهم على أنّنا نحن الأكثريّة، ويحقّ لنا بالتالي أن نفعل ما نشاء، فإنّ تتمّة الخطاب ليست اعترافاً بأنّ الأخيرين أقلّيّات، بمن فيهم السنّة الذين لا يشاركونهم آراءهم. فهم إذاً «أكثريّة» في مقابل لا شيء، أي في مقابل قوى كافرة أو منحرفة مصيرها العادل والمحتوم الموت والاجتثاث.

يقال هذا وفي البال الانتخابات التركيّة الأخيرة التي أظهرت بوضوح تنافر مزاج الثورة السوريّة ومزاج الديموقراطيّين والتقدّميّين الأتراك. وإذا كانت اعتبارات عمليّة تتعلّق بوجود السوريّين النازحين في تركيّا، أو ما يتّصل بالحجم العلويّ الوازن ضمن الكتلة التركيّة التقدميّة، من العوامل التي تفسّر التعاطف مع أردوغان، فماذا يقال في هذا التنافر إيّاه بين المزاج العريض للتونسيّين التقدّميّين والمزاج العريض للثورة السوريّة؟

وتركيّا وتونس، كما نعلم، بين أوّل بلدان الشرق الأوسط إطلالاً على الحداثة وعلى النزعة الدستوريّة، ومن أشدّ بلدان المنطقة امتلاكاً لطبقة وسطى ذات تقاليد. لكنّ تركيّا أيضاً تخوض اليوم تجربة ديموقراطيّة شهدت لمصلحتها الانتخابات الأخيرة، وإن كانت المخاوف لا تزال ماثلةً في أفقها، بينما تونس تخوض، هي الأخرى، تجربة ديموقراطيّة ليس مضموناً أن لا تخفق وتنتكس، إلاّ أنّها لا تزال الأنجح في سجلّ ثورات «الربيع العربيّ».

وهذا التنافر بين المزاجين مُقلق على الجبهتين، يقول الكثير عن قوّة الثورات المضادّة داخل ثوراتنا الضعيفة، وعن حجم المحافظة داخل تقدّميّاتنا الساعية إلى التغيير.

arabstoday

GMT 19:01 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 19:00 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 18:58 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 18:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 18:55 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 18:54 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

GMT 18:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 18:51 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلل في تقدّميّة التقدّميّ وفي ثوريّة الثورة خلل في تقدّميّة التقدّميّ وفي ثوريّة الثورة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:16 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 02:39 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

السفير آل جابر يلتقي بمسؤولي برنامج الأغذية العالمي

GMT 06:06 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 01:45 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

طرق تناول اللحوم والطيور في الدعوات الرسمية

GMT 07:31 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

عبدالله الفهد يشيد بأداء سامي الجابر مع "الشباب"

GMT 21:53 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

وائل عقيل يؤكّد أنّ الفوز على إيران ليس صعبًا

GMT 15:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الحمل الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 22:30 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

"سناب شات" يتهم ترامب بتشجيع العنف العنصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon