لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي

 السعودية اليوم -

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي

بقلم :حازم صاغية

الفيجِيلنتي (vigilante) ظاهرة عرّفتنا بها السينما الأميركيّة، ويُرجّح أنّ كلينت إيستوود كان أهمّ رموز هذا الجنس السينمائيّ المشوّق.

«الحارس اليقِظ» قد يكون التعريبَ الأدقّ للكلمة. فهو من يأخذ على عاتقه إحقاق حقّه وحقّ جماعته بيده، فلا تغمض عينه عن خطأ، ولا يستريح إلاّ بعد تقويمه. وهو يفعل ذلك لشعوره أنّ الدولة غافلة عن مسؤوليّتها، ومؤسّساتها فاسدة ومتواطئة، فيما تطبيق القانون يرتّب إجراءات معقّدة تحبط المُطالِب بالعدل الفوريّ. وربّما كان للفيجيلانتيّة مصدر آخر مفاده أنّ المجتمع نفسه ساهٍ عن مخاطر تتهدّده ويحول التواؤها دون تنبّهه إليها.

وتلك التصوّرات ليست عديمة الصلة بأفكار تفوقها تعقيداً، كالفوضويّة (الأناركيّة) في عدائها للدولة، وفكرة أنّ العنف المباشر يصنع التغيير، والتي لا يقتصر حملها على الفاشيّين، أو التمثيل النخبويّ لشعب لا يعرف مصالحه، ولا حاجة إلى استشارته في تمثيله.

والميليشيا، إذا صدّقنا مزاعمها الآيديولوجيّة، تنطوي على كثير من الفيجيلنتيّة. فهي، وتجربة «حزب الله» بليغة، تقدّم نفسها طرفاً يحرّر ويحمي نيابة عن دولة غائبة ومتواطئة وعن مجتمع ضالّ ومضلّل.

بيد أنّ أكثريّة اللبنانيّين يجدون أنفسهم اليوم أمام فيجيلنتية إقليميّة تسارعت علامات غضبها على ما تقرّره السلطات الشرعيّة اللبنانيّة. فقد افتتح الحملة وزير الخارجيّة الإيرانيّ عبّاس عراقجي مبشّراً بأنّ خطّة بيروت لحصر السلاح ستفشل، تلاه عضو المجلس الاستراتيجيّ للعلاقات الخارجيّة بطهران، علي باقري كنّي، فرأى أنّ نزع السلاح لن ينجح لأنّ الحزب «تيّار نابع من داخل الشعب اللبنانيّ». أمّا مستشار المرشد، علي أكبر ولايتي، فأكّد معارضته القرار لأنّ سلاح الحزب «لطالما ساعد الشعب اللبنانيّ والمقاومة»، وما يصحّ في «حزب الله» في لبنان يصحّ، عنده، في «الحشد الشعبيّ» العراقيّ، إذ لولاه «لابتلع الأميركيّون العراق». وأمّا حجّته التي لا تُدحض فإنّ الحشد «يؤدّي في العراق الدور نفسه الذي يؤدّيه (حزب الله) في لبنان».

والنزعة الفيجيلانتيّة تقيم عميقاً في التجربة الإيرانيّة منذ ثورة 1979. فعامذاك أنجزت مصر وإسرائيل معاهدة كامب ديفيد للسلام، وكانت مصر حتّى ذاك الحين أكثر الدول العربيّة تورّطاً في الحرب مع الدولة العبريّة وتحمّلاً لأكلافها الباهظة. وإذ بدا لوهلة أنّ ثمّة أفقاً سلميّاً قد يرتسم في أفق المنطقة، أعلنت الجمهوريّة الإسلاميّة عزمها على «إزالة إسرائيل»، وأطلق الخميني عبارته الشهيرة: «لو كان المسلمون متّحدين، لاستطاعوا إغراق إسرائيل بأن يتولّى كلّ واحد منهم قذفها بسطل من الماء».

بطبيعة الحال يبقى الفارق كبيراً بين الفيجيلنتي المحلّيّ والآخر الإقليميّ. فالأوّل هو الذي سيقاتل ويُقتل في ما لو سارت الأمور في لبنان على ما لا يرام. وهو الذي يتولّى الأدوار البذيئة كتلك الحملة التشهيريّة التي يتعرّض لها رئيس الحكومة نوّاف سلام، وكذلك الأدوار الترويعيّة، التي فقدت الكثير من قدرتها على الترويع، كعراضات الدرّاجات الناريّة في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. وإذ يتفرّغ الفيجيلنتي الإقليميّ لتحسين موقعه التفاوضيّ دوليّاً، كما يحاول ربط قضيّته بقضايا بلدان أخرى كروسيا (التي يجمعها به العداء لمشروع الممرّ الأذريّ – الأرمنيّ)، فالفيجيلنتي المحلّيّ يزداد ضيقاً وانحصاراً، وتزداد قضيّته انقطاعاً عن أيّة قضيّة أخرى يُعنى بها اللبنانيّون. وبينما يشدّد الفيجيلنتي الإقليميّ، مبالِغاً أو غير مبالِغ، على «وحدة الإيرانيّين حوله دفاعاً عن الوطن»، يقضي ستّة من الجنود اللبنانيّين بانفجار مخزن أسلحة خلّفه الحزب في الجنوب.

بطبيعة الحال تجمع بين الطرفين رواية تأسيسيّة واحدة. فكمثل صورة «حزب الله» عن لبنان ودولته بوصفهما لاهيين عمّا يحيق بهما، إن لم يكونا متواطئين معه، رسمت إيران صورة عن المنطقة بوصفها ضالعة في مشاريع خيانيّة واستكباريّة شتّى. وبالطبع فإنّ الخلاص والأمل، هنا وهناك، معقودان على الطرفين الفيجيلانتيّين إيّاهما.

أمّا اليوم فهذه الرواية بات خللها المنطقيّ يجعلها تبدو قليلة الجدّيّة. فلو أنّ السلاح الذي يُراد التمسّك به عاد مظفّراً من حروبه لأمكن هضم فكرة التمسّك به. أمّا الحكمة المعمول بها فمن طبيعة عجائبيّة مفادها التالي: بما أنّ هذا السلاح قد هُزم شرّ هزيمة بات من المُلحّ التمسّك به! وهذا منطق مستمدّ من قاموس جمع الآثار والتحف المتعلّقة بما انقضى وزال.

هكذا بتنا أمام أفكار غير مقنعة تضاف إلى أسلحة غير مخيفة. فلا الحارس كان حارساً ولا اليقظ يقظاً. ووضع كهذا يضاعف الحضّ على تنفيذ خطّة الحكومة اللبنانيّة، وإن كان لا يعفي من توجّس مشروع وضروريّ. ذاك أنّ العلاقة بين «الحارسين اليقظين» علاقة عاشق بمعشوق، ما تتراجع الحسابات العقلانيّة أمام حمولته الشعوريّة. وهي علاقة تغدو انتحاريّة مع إصرار العاشق على إرضاء المعشوق كائناً ما كان الأمر وكائنة ما كانت الأكلاف. فالعاشق يرى المعشوق حتّى لو اختفى الأخير واندثر، فإن لم يره بالبصر رآه ببصيرة فاسدة. وهو ما قد يدمّر الاثنين، وفي طريقه قد يدمّر آخرين نحن منهم.

arabstoday

GMT 01:10 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 01:08 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 01:06 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 01:04 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 01:01 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 00:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 00:56 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

GMT 00:54 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي لبنان بين «الفيجِيلنتي» المحلّي والإقليمي



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon