سجال الطبقة والهويّة
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

سجال الطبقة والهويّة

سجال الطبقة والهويّة

 السعودية اليوم -

سجال الطبقة والهويّة

بقلم : حازم صاغية

في النقاش الغربيّ العامّ والراهن، تتلخّص إحدى أبرز القضايا التي طرحها نجاح «بريكزيت» وفوز دونالد ترامب، في ثنائيّة الطبقة العاملة (البيضاء) وجماعات الهويّة الإثنيّة والدينيّة والجندريّة. وطرفا هذه الثنائيّة مقهوران ومسلوبا الحقوق، إلاّ أنّ ظروف السنوات القليلة الماضية وضعت واحدهما في وجه الآخر.

واقع الحال أنّ تقديم هذه المسألة على شكل ثنائيّة متناحرة داخليّاً ليس بالأمر الجديد. ففي بيئة اليسار، لم يغب النقاش حول ما إذا كان الصراع الطبقيّ، بمعناه الاقتصاديّ الحصريّ، كافياً لأن يحرّر النساء أو يذلّل المسألة العنصريّة. ولم يحل التوكيد على سبب طبقيّ مداور وراء اضطهاد النساء والأقلّيّات، من دون انحياز بعض المؤكّدين إلى ضرورة العمل المستقلّ عن الأحزاب العمّاليّة: فلا المرأة تحرّرت وتساوت بالرجل في الاتّحاد السوفياتيّ، الذي «أزال التناقض بين قوى الإ~نتاج وعلاقات الإنتاج»، ولا العنصريّة زالت في كوبا الكاسترويّة. وكثيراً ما كانت تُستعاد، في هذا النقاش، سلباً أو إيجاباً، خلفيّات ترقى إلى مساجلات لينين مع الشيوعيّين اليهود في روسيا ممّن طالبوا، في البدايات المبكّرة للقرن الماضي، بلون من الاستقلال التنظيميّ عن الحزب الجامع.

ولا يزال متابعو النقاش المذكور يستعيدون كتاب «الإنسان ذو البعد الواحد» الذي أصدره، أواسط الستينات، هيربرت ماركيوز. فالفيلسوف اليساريّ الأميركيّ، الألمانيّ الأصل، والذي كان من رموز «مدرسة فرانكفورت»، وجّه للتأويل الماركسيّ الأرثوذكسيّ طعنات عدّة. ذاك أنّه، إلى دحضه العنيف للنموذج السوفياتيّ، اعتبر أنّ الرأسماليّة نجحت، بنظام سيطرتها عبر شبكة موسّعة للاستهلاك والحاجات الجديدة المصنوعة، في امتصاص الطبقة العاملة ودمجها في نظامها، بالمعنى الأعرض للنظام. هكذا رأى أنّ قوى الأقلّيّات غير المندمجة في ذاك النظام، ومعها المثقّفون الراديكاليّون، إنّما نابوا عن البروليتاريا الصناعيّة، في مهمّة تثوير العالم وتحويله.

اليوم، عاد هذا النقاش إلى الواجهة بأسماء وعناوين أخرى، وطبعاً في ظلّ ظروف بالغة الاختلاف. فأكثريّة العمّال البيض المُفقرين، في بريطانيا والولايات المتّحدة، صوّتت لـ «بريكزيت» ولترامب، فيما صوّتت أكثريّة جماعات الهويّة للبقاء في أوروبا ولهيلاري كلينتون. وإذ تعاني أحزاب، كالعمّال البريطانيّين والديموقراطيّين الأميركيّين، خطر التصدّع، تبعاً لعجزهما عن إدامة الائتلاف بين هاتين الكتلتين، يمتدّ التصدّع إلى معنى «اليسار» نفسه، ويتراشق المثقّفون النقديّون اتّهامات بالغة الحدّة: فالناطقون بلسان الهويّات لا يتورّعون عن اتّهام نقّادهم «العمّاليّين» بالعنصريّة، فيما الأخيرون يتّهمون الأوّلين بالنخبويّة وبتجزئة السياسة والاجتماع الوطنيّين. وفي مقابل بيرني ساندرز «العمّاليّ»، تُرسم لباراك أوباما «الأسود» ولهيلاري كلينتون «المرأة» صورة التمثيل «الهويّاتيّ». وإذ يتخوّف «العمّاليّون» من طغيان سياسات الهويّة على إستراتيجيّات الاعتراض، وصولاً إلى اختيار «المسلم» صديق خان محافظاً للندن، أو ظهور أقطاب في الحزب الاشتراكيّ الفرنسيّ كـ «السوداء» و «المرأة» كريستيان تاوبيرا، يتخوّف «الهويّاتيّون» من تزمّت قوميّ وذكوريّ لدى «العمّاليّين»، تزمّتٍ لا يطمس مطالب الأقليّات وحقوقها فحسب، بل يطمس أيضاً وجودها السياسيّ والثقافيّ.

والحال أنّ مسألة الهجرة تبقى مصدراً لاحتدام المساجلة. فـ «العمّاليّون» يعتبرونها، إلى جانب الاتّفاقات التجاريّة العابرة للحدود الوطنيّة، السبب الأبرز لتدهور مستوى معيشتهم، بعد تآكل فرص العمل المتاحة لهم. أمّا «الهويّاتيّون»، لا سيّما منهم الإثنيّين والدينيّين، فيرونها مصدر نشأتهم ذاتها والنسغ المغذّي لوجودهم نفسه.

وأغلب الظنّ أنّ مقاومة ترامب وبقية الشعبويّين ستبقى ضعيفة ما لم ينشأ ائتلاف تقدّميّ يستعيد، بصيغ جديدة ومطوّرة، ما كانه الحزب الديموقراطيّ الأميركيّ وأحزاب الاشتراكيّة الديموقراطيّة في أوروبا. وهو ما يبدو اليوم بالغ الصعوبة: فـ «الهويّاتيّون» الطامحون إلى توسيع الحقوق بما يواكب مستجدّات المجتمع التعدّديّ الحديث، لن يكسبوا حقوقهم هذه ما لم يستميلوا الأكثريّات الوازنة في مجتمعهم. فهذه الأخيرة هي القادرة على إسباغ شرعيّة تاريخيّة لا يعترف بها عتاة التعدّديّة المندفعون في تطبيق صوابهم السياسيّ على نحو يكاد يكون انقلابيّاً. و»العمّاليّون» يتركون للأوهام أن تستبدّ بهم حين يتراءى لبعضهم أنّ ترامب وكبار الأثرياء الذين تُحشى بهم حكومته سيعيدون إليهم حقوقهم التي «سلبها المهاجرون واللاجئون»، ويعيدون معها الأعمال اليدويّة التي اقتلعها التقدّم التقنيّ نفسه، لا «مؤامرات النخبة ومعاهداتها التجاريّة». وهذا بينما لا يلوح في الاحتمالات القريبة الممكنة إلاّ خسارة هؤلاء العمّال البيض تلك الضمانات الصحّيّة البسيطة التي حصلوا عليها في ظلّ أوباما.

arabstoday

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 16:41 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

رياض الترك وكريم مروّة: شيوعيّان عربيّان لم يعودا كذلك

GMT 10:43 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الصهيونيّة المتقلّصة والصهيونيّة المتمدّدة

GMT 09:05 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

في أنّ قوّة «حلّ الدولتين» نابعة من استحالة بدائله

GMT 16:00 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزّة وحرب فلسطين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجال الطبقة والهويّة سجال الطبقة والهويّة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon