عرس بشّار وموت حلب
رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا
أخر الأخبار

عرس بشّار وموت حلب

عرس بشّار وموت حلب

 السعودية اليوم -

عرس بشّار وموت حلب

بقلم : حازم صاغية

يتكاثر المولعون ببشّار الأسد، أو أقلّه مَن «يفضّلونه على خصومه»، وفقاً لتعبير يزداد شيوعاً. في الأشهر القليلة الماضية انضمّ إلى هذه القائمة المنتفخة بالأسماء كلٌّ من الأميركيّ دونالد ترامب والفرنسيّ فرانسوا فيّون. هذا إذا اقتصرنا على تعداد الكبار.

المعجبون يتزايدون في «اليمين» وفي «اليسار»، وفي سائر بقاع المعمورة. 

سياسيّون واقتصاديّون ورجال أعمال، ولكنْ أيضاً إعلاميّون وقانونيّون ومناضلون من كلّ نوع.

يتضخّم طابور «الناجحين» والمحبّين لـ «النجاح» فيما يوالي بشّار الأسد، مصحوباً بحليفيه الكبيرين فلاديمير بوتين وعلي خامنئي، تدمير مدينة حلب وقتلها. لا يظهر صوت يتّهمه بأنّه سبب المأساة. بل لا يظهر صوت يتّهمه بأنّه «أحد» أسباب المأساة. كلّ الأصوات تقريباً مجمعة على أنّه جزء من الحلّ وجزء من المستقبل. صوت ستيفن أوبراين، أحد رسميّي الأمم المتّحدة الكبار، حين حذّر من تحوّل حلب «مقبرةً ضخمة»، داعياً الأعضاء في مجلس الأمن إلى حماية المدنيّين «كرمى للإنسانيّة»... كلام إنشائي جميل. الرجل إنسانيّ وأخلاقيّ بلا شكّ، لكنّ هذا موضوع آخر. أطفئوا الكهرباء. نريد أن ننام!

عوامل كثيرة يمكن عدّها في معرض تفسير هذا الحبّ المتدفّق لبشّار، المرفق بهذا الكمّ من الكراهية لـ «خصوم الأسد»، والخصومُ المقصودون ليسوا دائماً «داعش» والتنظيمات التكفيريّة. إنّهم، اليوم، بشهادة الذين يموتون بلا جنازات، أو يفرّون إلى لامكان، مدينة حلب وأهلها، لا سيّما منهم أطفالها «الإرهابيّون».

عوامل الوَلَه التي توسّع المحلّلون في شرحها تمتدّ من الإعجاب الكونيّ بنموذج بوتين إلى أخطاء المعارضة السوريّة، ومن تنامي دور التكفيريّين إلى شكل من الوفاق الدوليّ القائم... لكنّ ثمّة سبباً نادراً ما أشير إليه، هو أنّ الأسد، وهذا ليس مزاحاً، رجل «حضاريّ»، وزوجته «حضاريّة» عاشت في بريطانيا التي درس هو نفسه فيها.

هذه اللازمة التي كان يكرّرها، في بدايات الثورة، كلّ خبر عن سوريّة، صارت، في الزمن البوتينيّ المخلوط بجرعة من ترامب، وجهةً كونيّة غالبة. فحين يتحوّل رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى معجب بالرئيس الروسيّ، فهذا معناه اقتران النجاح الذي يزيد المال بالنجاح الذي يُنقص البشر. وهو إقرار بتغلّب لون من الحداثة على لون آخر: اللون الذي انتصر حداثة السلاح والقوّة، ممّا لا تملك روسيّا سواه. واللون الذي انهزم حداثة حقوق الإنسان ودولة القانون، وهو ما تملكه أميركا إلى جانب امتلاكها فظاظة السلاح والقوّة.

الحداثة التي انتصرت، حداثة القسوة التي تُستعرض في حلب، تتخفّى بالطبع على قسوتها التي تنقلب دفاعاً عن الحضارة في وجه الإرهاب. وهي طبعاً تنكر افتقارها إلى الحسّ الإنسانيّ وتنكّرها للقانون فلا يتبقّى لها ما تتباهى به إلاّ... «حضاريّة» الأسد وزوجته اللذين عاشا في بريطانيا.

تشييء سورية والسوريّين ونزع المعنى عنهم من شروط ذلك. اغتيال تاريخهم شرط آخر، خصوصاً تلخيص تاريخ الشرّ في ذاك البلد بـ «داعش» ونسيان عشرات السنين من حكم العسكر والأمن وزنازين الموت.

هذه معايير زمننا الذي يتقاسمه بوتين وترامب، الأستاذ والتلميذ النجيب. زمننا الذي يسجّل بالضربات القاضية انتصار البَله على الذكاء، والقوّة على القانون، والمافيا على الدولة، والوضاعة على النخوة، والوحشيّ الذي فينا على الإنسانيّ. الزمن الذي يسوده حكم الأسوأ بيننا والأقلّ تأهيلاً، الكاكيستوقراطيّة كما سماها قدامى اليونان.

وهو، توخّياً للإنصاف، زمن يلتقي وينسجم مع تراث حداثيّ محلّيّ لم يجد ما يردّ به على الاستبداد الأكثريّ إلاّ الانضمام أفواجاً إلى أحزاب توتاليتاريّة، قوميّة وبعثيّة وشيوعيّة، وإلى مدارس حربيّة وفروع مخابرات، وإلى أفكار خلاصيّة لا تعد إلاّ باستبداد أفعل وقسوة أنظم وأشدّ، ودائماً مع مبايعة أرباب صغار، بعضهم «فلاسفة» مَعاتِيه وبعضهم عسكريّون مهزومون في حروبهم كلّها، يراد إحلالهم بالقسر محلّ زعيم الأكثريّة الواحد.

أمّا مدينة كحلب فلا محلّ لها في عالم كهذا. فليمض أصحاب الهمّة في تدميرها وفي قتل أبنائها الذين لم يدرسوا ويعيشوا في بريطانيا، ولترتفع فوق الجثث والأنقاض «مُولات» يجد فيها الذين درسوا وعاشوا في بريطانيا ما لذّ وطاب. وليهنأ، بدوره، عريسنا بشّار، فعروسه عالم يقف بأسره طابوراً طويلاً عريضاً يطلب اليد الشمعيّة.

وأمّا موت الأطفال فلم يعد خبراً. العرس الدائم احتفالاً بالنجاح هو الخبر الدائم. وفي انتظار إعادة الإعمار التي يتهيّأ لها الناجحون، فلترتفع الأنخاب الدمويّة ولتُشرَب.

arabstoday

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 16:41 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

رياض الترك وكريم مروّة: شيوعيّان عربيّان لم يعودا كذلك

GMT 10:43 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الصهيونيّة المتقلّصة والصهيونيّة المتمدّدة

GMT 09:05 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

في أنّ قوّة «حلّ الدولتين» نابعة من استحالة بدائله

GMT 16:00 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزّة وحرب فلسطين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عرس بشّار وموت حلب عرس بشّار وموت حلب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon