في أحوالنا السوداء وآفاقنا المسدودة
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

... في أحوالنا السوداء وآفاقنا المسدودة!

... في أحوالنا السوداء وآفاقنا المسدودة!

 السعودية اليوم -

 في أحوالنا السوداء وآفاقنا المسدودة

بقلم - حازم صاغية

ربّما تجسّدت المفارقة الكبرى لحرب غزّة في اكتشاف مزدوج ومتناقض: من جهة، أنّ المشكلة الفلسطينيّة لا تُحلّ إلاّ سياسيّاً، ومن خلال إقامة دولة للشعب الفلسطينيّ، ومن جهة أخرى، أنّ مثل هذا الحلّ إنّما بات مستحيلاً من المستحيلات.

واقع الحال أنّ النصف الأوّل من «الاكتشاف» ليس اكتشافاً. فالفلسطينيّون والإسرائيليّون سبق أن توصّلوا إلى ذلك في 1993، حين وقّعوا اتّفاق أوسلو الشهير، متجاوزين الآلام التي لطالما تبادلوها.

واتّفاق أوسلو لم يكن اتّفاقاً نموذجيّاً، وقد شابتْه عيوب كثيرة، كما أُجّل البتّ في مسائله الأهمّ إلى مراحل لاحقة. لكنّه كان أفضل بلا قياس ممّا كان يمكن أن يقدّمه للفلسطينيّين توازن القوى القائم حينذاك. وإلى هذا، كان أوسلو أفضل بلا قياس من أحوالنا الراهنة – أحوال ما بعد إسقاطه وصولاً إلى حرب غزّة الرهيبة.

لقد نجحت ضربات اليمين الإسرائيليّ، القوميّ منه والدينيّ، مصحوبة بضربات «حماس» ومن ورائها النظامان الإيرانيّ والسوريّ، في إسقاط أوسلو بذريعة نواقصها. وليس عديم الدلالة أنّ أولئك الذين أسقطوه، باغتيالهم اسحق رابين كما بالعبوات وقتل المدنيّين، هم إيّاهم من يخوضون الحرب الحاليّة ويدفعونها إلى الانسداد المُحكَم.

هكذا، وعلى عكس قدرة الحروب على فتح كوّة للسياسة، فإنّ حروباً إباديّة كالتي شنّتها إسرائيل وتشنّها على قطاع غزّة، وعمليّاتٍ فظيعة فظاعة «طوفان الأقصى»، تتمرّد على احتمال متفائل كهذا.

فهل يمكن اليوم أن نتصوّر الإسرائيليّ (ممثّلاً ببنيامين نتانانياهو) والفلسطينيّ (ممثّلاً بـ«حركة حماس») جالسين معاً على الطاولة للتفاوض حول حلّ سياسيّ؟ وهل يمكن لأيّ من الطرفين أن يجد في شعبه عاطفة قويّة وداعمة لتوجّه كهذا فيما العبارات الأشدّ تداولاً هي من صنفٍ لا يقلّ عن تبادل النيران: «إمّا نحن أو هم»، و«هم لا يفهمون إلاّ لغة القوّة».

وهذا إن لم نُضف إلى اللوحة الداكنة التي نحن في صددها احتمال توسّع رقعة القتال، إمّا عبر تدخّل غربيّ من البحر أو عبر تدخّل إيرانيّ من البرّ.

لكنّ أحوال العالم الأوسع إنّما تضاعف توقّعَ العنف المفتوح والمصحوب، هذه المرّة، بآفاق مسدودة ومَديات زمنيّة يصعب حصرها. فتعاظم الإسلاموفوبيا واللاساميّة في البلدان الغربيّة، وجرائم كقتل طفل مسلم في الولايات المتّحدة، وأستاذ في فرنسا، وكذلك الحديث المتنامي عن «صراع الحضارات» و«حروب القبائل»، تتزامن مع واقع جديد ونافر: إنّ الحكومات الغربيّة لا تتعامل مع الحرب الإسرائيليّة الراهنة بوصفها «سياسة خارجيّة» بل بوصفها «أمناً قوميّاً». وهذا ما بات يتعدّى الوقوف السياسيّ والعسكريّ في جانب الدولة العبريّة إلى انحيازات فجّة في مجالات الإعلام والثقافة والرياضة وسواها من الميادين. ولربّما شهدنا، إذا ما استمرّت هذه الوجهة، تجاوزات على حقوق الإنسان وعلى مبدأ التعدّديّة الثقافيّة والإثنيّة سواء بسواء. وقد يطوّر «يمينيّون» غربيّون، بل أيضاً بعض مَن هم غير يمينيّين بالضرورة، أفكاراً تزعم ضبط الجموح التعدّديّ بحيث يتجانس مع موجبات «المصلحة الوطنيّة».

وبدورها جاءت التظاهرات الضخمة المؤيّدة لغزّة في العواصم الغربيّة، دليلاً على مدى التداخل الراهن بين الحياة السياسيّة والهويّات الأصليّة للسكّان. وهذا، في ظلّ الهجرات المليونيّة والمخاوف التي تثيرها عند البعض، قد يوفّر دعماً متأخّراً لتلك النظريّة الرجعيّة القديمة في تغليبها الأصل على الخيار الحرّ، وربّما أولويّةَ الدم على القانون الجامع. وإذا تمادت نزاعات وصدامات، هنا وهناك في أوروبا، بين مسلمين ويهود، وتزايدت أفعال إسلاموفوبيّة ولاساميّة، بتنا أمام اندفاعة خطيرة في أعمال الثأر والانتقام، كما في انتكاس الوعي الدينيّ والهويّاتيّ إلى أشكال أشدّ تحجّراً وجموداً. وشيء كهذا يؤجّج بالضرورة حروب الرموز صليباً وحجاباً وقلنسوةً ولحماً مذبوحاً بالحلال أو بالحرام...

وفي هذا كلّه، وفي المزيد من عولمة النزاعات الصغرى المؤهّلة أن تكبر، يُكتب فصل آخر من فصول الانتكاسة التي تصيب مشروع الحداثة والتنوير بعد تفاؤل التسعينات الذي تكشّفت سذاجته وتسرّعه في وقت لاحق. ولئن كانت علاقة العرب والمسلمين بالغرب، وتالياً بالديمقراطيّة والعلمانيّة، علاقة مهتزّة دائماً، فلنا أن نتخيّل إلى أيّ درك سوف تهبط اليوم.

فقد تدوّي مجدّداً، وعلى نطاق عالميّ أوسع وأكبر، الأصوات المسمومة التي أتحفتنا بها حناجر الأطراف كافّة بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ثمّ مع حربي أفغانستان والعراق التاليتين. وليسوا قلّة من بدأوا مؤخّراً يذكّروننا بالحروب الصليبيّة وبأنّ ميّتها لم يمت ولن يموت.

فالحداثة أضعف من الهويّة، على ما يتبيّن مجدّداً، وأكثر هشاشة. وإذا كانت الأولى تتقدّم على شكل رواية فالأخيرة تتقدّم على شكل ملحمة، وفي الملاحم تُستأنف أرواح الأجداد في الأحفاد، ماضيةً في حضّهم، جيلاً بعد جيل، على الثأر وفي دفعهم إلى الموت. ومنطقتنا رهيبة وملعونة تملك من السمّ ما يستطيع تسميم الكون كلّه، أو إضافة جرعات نوعيّة إلى السمّ المقيم فيه. أمّا الكلام السياسيّ عن تسوية تُنصف الفلسطينيّين، بعد «طوفان الأقصى»، فسوف يغدو أشبه بطوفان الأوهام والنوايا الحسنة والمُضجرة في وقت واحد.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 في أحوالنا السوداء وآفاقنا المسدودة  في أحوالنا السوداء وآفاقنا المسدودة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon