السلاح أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة
الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية
أخر الأخبار

السلاح... أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة

السلاح... أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة

 السعودية اليوم -

السلاح أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة

حازم صاغية
بقلم : حازم صاغية

يسلك موضوع السلاح وتسليمه، في حالتي «حماس» و«حزب الله»، مسلكاً مضادّاً لمعاناة السكّان الإنسانيّة، وأيضاً للوجه الأخلاقيّ المتّصل بأحوالهم وضرورة رفع المعاناة عنهم. ذاك أنّ امتلاكه لم يرتبط، منذ بداياته الأولى، بإجراءات تنمّ عن الحرص عليهم، كبناء ملاجىء لهم أو كحفر أنفاق بعيداً من بيوتهم، وهذا ناهيك عن غياب أيّ تصوّر اجتماعيّ عن تحسين حياتهم وشروطها بعد الانتصار الموعود. لكنّ موضوع السلاح يسلك أيضاً مسلك الانفصال عن السياسة وعن أهداف تبدو ممكنة البلوغ. وبالنتيجة، وكما عشنا وشهدنا، صار إيذاء إسرائيل، من طريق السلاح هذا، حتّى لا نقول إلحاق هزيمة عسكريّة بها، خارج الموضوع تماماً. أمّا الأفق فيضجّ بعلامات استكمال الحرب الإسرائيليّة، واستكمال الانتصار فيها، وليس مطلقاً بعلامات تشير إلى الحرب على إسرائيل.

وكلام كهذا لا يقال لـ«التيئيس»، أو «ترويجاً للهزيمة»، إذ اليأس والهزيمة ساطعان بما يكفي ويزيد، كما لا يقال بالطبع حبّاً بإسرائيل، أو انحيازاً إليها، كما يروّج سخفاء يريدون لنا أن نسير عمياناً وراء الأكاذيب والمبالغات الصارخة التي تنشرها قواهم المسلّحة وأن نردّدها.

فالموقف الحكيم، عملاً بأيّ وصف دقيق لواقع الحال ولاحتمالات التغيير المتاحة، يقتضي تسليم السلاح ووقف الهزيمة عند الحدّ البعيد الذي بلغته، فضلاً عن قطع الطريق على الدولة العبريّة في قتلها مزيداً من السكّان وتجويعهم أو توسيعها الاحتلال والقضم وتعطيل عمليّات إعادة الإعمار.

والحال أنّه بسبب حدّة هذا الانفصال بين السلاح ووظائفه المعلنة والمحتفى بها، كما بسبب أنّ السلاح صار مدعاة لمعاناة أكبر وموت أكثر، تزايدَ دور الخرافة في الدفاع عن دوره وعن آمال معلّقة عليه. هكذا بتنا في الآونة الأخيرة نصادف من يُخبرنا أنّ السلاح هذا لن يُسلّم إلاّ إلى الإمام المهديّ، أو أنّ قيادة «حزب الله» تفكّر في تحرير منطقة الجليل شمال إسرائيل...

وضمناً، يجد الاستنجاد بالخرافة الكثير ممّا يرده من خارجه ليزكّيه. فنحن نعرف أنّ السلاح، ومنذ نهاية الحرب العالميّة الثانية، صار مصدراً لشرعيّة مزعومة تنافس شرعيّة المؤسّسات المنتخبة. ففي 1945 مثلاً وصل أحمد سوكارنو إلى رئاسة أندونيسيا، حيث استمرّ حتّى 1967، لا لأنّه انتُخب، بل لأنّه «قاتل» الاستعمار الهولنديّ وأجلاه. ولاحقاً حذت حذو سوكارنو سائر «حركات التحرّر الوطنيّ» التي استولت على السلطة واستظلّ بعضها بعبارة ماو تسي تونغ الشهيرة من أنّ السلطة «تخرج من فوهة البندقيّة». هكذا، وبعد الكسرين البلشفيّ والفاشيّ لمفهوم الشرعيّة كما حمله الاستعمار إلى مستعمراته، أحدثت حركات مناهضة الاستعمار الكسر الثالث، وهذا قبل أن يضيف الخميني عنصر المقدّس إلى عمليّة الاستبدال هذه.

لكنّ المراقب لا يحتاج إلى قدرات ذهنيّة خارقة كي يلاحظ أنّ الوظيفة الداخليّة هي السبب الأوّل والأهمّ للتمسّك بالسلاح. وليس سرّاً بأنّ كتلاً سكّانيّة عريضة، في لبنان ولكنْ أيضاً في غزّة، تعارض هذا السلاح وتسخر من ادّعاءات الحماية التي يوفّرها.

وأغلب الظنّ أنّ علاقة المسلّحين المتوتّرة بهؤلاء السكّان، والخوف من ردود فعلهم فيما لو جُرّد التنظيمان الميليشيويّان من سلاحهما، إنّما يضاعفان إصرارهما على التمسّك به.

وهنا نجدنا أمام حالة باهرة في استخدام القضايا الكبرى، كالحقّ والتحرير والموقف الآيديولوجيّ الصائب، مطيّةً لحمل السلاح. وفي أزمنة سابقة كنّا شهدنا عديد الحالات على تعاون السلاح والقضايا لنصرة تنظيمات منسوبة لـ «حركات تحرّر وطنيّ» على تنظيمات أخرى منسوبة لـ «حركات التحرّر» نفسها. هكذا مثلاً تمكّن أحمد بن بلّه وهواري بومدين، في الجزائر، من إلحاق الهزيمة بـ «الحكومة المؤقّتة» ليوسف بن خده، كما أمكنت، في اليمن الجنوبيّ، إطاحة قحطان الشعبي، ومن بعده سالم ربيّع علي، على يد عبد الفتّاح إسماعيل وصحبه، ونجحت «الحركة الشعبيّة لتحرير أنغولا» في سحق حركتين أخريين منافستين...

لكنّ الفوارق بين تلك التجارب وتجربتي «حماس» و«حزب الله» أنّ الأولى ساهمت في إحراز الاستقلال لبلدانها، وهو الهدف الذي صوّرته علّة وجود لها، فيما عجز الأخيران عن تحقيق أيّ انتصار ممّا يرهنان به وجودهما. فوق هذا فالسلاح الذي يتمسّكان به ليس طريقاً إلى أيّة سلطة من نوع تلك التي أقامتها الجبهات المنتصرة في الجزائر واليمن وأنغولا وسواها.

فخصوصيّة «حزب الله» و«حماس» أنّهما ينويان، على العكس تماماً، التمسّك بسلاح مهزوم في سياق هزيمة متواصلة ومرشّحة للتصاعد. وحتّى النموذج العراقيّ المعروف بـ «الحشد الشعبيّ» لا يصحّ فيهما، إذ كان انكسار الجيش أمام «داعش» شرطاً ضمنيّاً لنشأة «الحشد» ونشأة صورته كبديل مخلّص، وتالياً لإحداث نقلة كبرى في مسار الحرب الأهليّة المُقنّعة.

وعلى العموم، فنحن معهما أمام كائن ذي طبيعة عضويّة، حيث المجتمع كلّيّةٌ واحدة متداخلة يستحيل فهم جزء منها بمعزل عن فهم سواه. أمّا السلاح فهو وحده ما يفسّر سواه، وليس هذا السوى ما يفسّره. لكنّ ما يفسّر سواه هو، في حالتنا هذه، ما يدمّره ويستكمل تدميره

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 14:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 14:23 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 14:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلاح أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة السلاح أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon