الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة

الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة

 السعودية اليوم -

الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة

بقلم : حازم صاغية

لا يماري إلّا الغلاة في أنّ الثورات العربيّة تستحقّ الكثير من إعمال النقد وأعمال المراجعة. بل الغلاة وحدهم مَن لا يرون ضرورة هذا النقد ولا يهتمّون بإلحاحه. وبالفعل تعرّضت تلك الثورات لأنواع لا حصر لها من النقد، تداخل فيه القمح والزؤان، مثلما تداخل الرأي الحرّ والغرض، أو الظاهر الأيديولوجيّ الحديث والباطن العصبيّ القديم.

وهذه جميعها صيغٌ من النقد وجدت بدورها من ينتقدها، أو يسجّل ما رآه فيها نواقص وقصوراً. وعلى العموم، جاء نقد النقد يحمل ما حمله النقد من تفاوت وخلائط.

بيد أنّ لغة سهلة وواسعة الانتشار ظهرت مع بداية الثورات العربيّة، هابّةً من بيئات ثقافيّة حصراً، لتشهد الآن، مع هزيمة الثورات، انتعاشاً لافتاً يكاد يجعلها قولاً مأثوراً. واللغة هذه لئن تعرّضت لطعن الكثيرين ممّن استهدفوا مضمونها، فإنّ شكلها نادراً ما استوقف النقّاد، علماً أنّ شكلها ذاك هو هو مضمونها، أو أنّ المضمون غالباً ما يتبدّى محاكاةً لذاك الشكل المتعالي ونسجاً عليه.

وأمّا لغة النقد المذكورة، المتجدّدة والمتوسّعة، فمفادها أنّ لا ثورة إلّا بفصل الدين عن الدولة أو العلمنة.

ولا يمكن للمرء أن يوافق أكثر، فالموافقة هنا تشبه الموافقة على دوران الأرض حول الشمس أو على ضرورة الغذاء والماء لاستمرار الحياة. والثورة، بعد كلّ حساب، ليست مجرّد فعل سياسيّ حتّى لو افتُتحت بفعل كهذا.

لكنّ المثقّف في زمننا «الحديث» ليس من يقرّر أفضليّة مثل هذا الفصل بين الدين والدولة على ربط الدولة بالدين. ذاك أنّ معظم من سُمّوا كتّاب عصر النهضة وأدباءه، منذ منتصف القرن التاسع عشر، سبق لهم أن زوّدونا بمثل هذه الحقيقة في أبهى حللها الإنشائيّة. أمّا اليوم فالمطلوب صوتٌ يقول لنا كيف يتمّ ذاك الفصل، وأيّة قوى اجتماعيّة تحمله، وفي ظلّ أيّ من الظروف والمنعطفات يمكن ذلك، وما الذي يُصنع لتغليب كفّة الفصل على كفّة الوصل؟ هنا ملعب الثقافة والمثقّفين.

فحين لا تُطرح أسئلة كهذه، ومثيلات لها، لكي يُكتفى بالتعميم والبداهات، نكون حيال وعظ أخلاقيّ لا يغني ولا يسمن من جوع.

واقع الحال أنّ قيمة هذا النقد كامنة، أوّلاً وأساساً، في دلالته هو نفسه على ذاته. فعلى الجناح المهيض لوعظٍ كهذا، نهوي في حفرة الثقافة بمعناها السابق على الثقافة الحديثة، أي حين كان المثقّفُ رجلَ الدين أو العارف بالغيب، أو في أحسن الأحوال معلّم القرية، مثلما كانت الحكمة أو الخطبة «العصماء» هي الشكل الثقافيّ الطاغي.

وفي هذا، يقيم من الاتّباع والثبات والتقريريّة، إن لم نقل النكوص، ما يكفي لتوسيع المسافة الهائلة التي تفصلنا عن حداثة يعظنا الوعظ باعتناقها. فإذا بنا، والحال هذه، نؤسّس للقدامة فراديس جديدة فيما الهدف المرتجى توسيع مملكة الحداثة.

والوعظ تعريفاً قول آتٍ من خارج التجربة والانخراط، والواعظ، لهذا السبب، وحتّى لو كان كارهاً للاستبداد، لا يملك الكثير يقدّمه لصراع راهن ومحتدم. أمّا حين يأتي الوعظ ممّن لم يعرفوا من الأحزاب والأفكار إلّا استبداديّها وتوتاليتاريّها، فهذا ما يزيد جرعة السمّ في وعظ الواعظين. وهناك في منطقتنا اليوم سمّ كثير تسبّب به، قبل أن يظهر السمّ «الداعشيّ»، السلاح الكيماويّ والبراميل وطلعات الطيران الروسيّ.

وإذا ما تجاوزنا عن الشهادات التي تقدّمها أجساد البشر، بقي بيننا الأرشيف الذي هو أيضاً واحد من أعمال الحداثة.

arabstoday

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 16:41 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

رياض الترك وكريم مروّة: شيوعيّان عربيّان لم يعودا كذلك

GMT 10:43 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

الصهيونيّة المتقلّصة والصهيونيّة المتمدّدة

GMT 09:05 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

في أنّ قوّة «حلّ الدولتين» نابعة من استحالة بدائله

GMT 16:00 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزّة وحرب فلسطين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة الطريقة الوعظيّة في نقد الثورات العربيّة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon