النزوح الذي يقصف تجربة مُرّة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مقر أونروا في الشيخ جراح في الجانب الشرقي من مدينة القدس المحتلة وتثير استنكار الوكالة سانتوس ينجو من الهبوط بفضل تألق نيمار واللاعب يواجه جراحة ركبة طارئة تهدد مشاركته في مونديال 2026 الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا
أخر الأخبار

النزوح الذي يقصف تجربة مُرّة

النزوح الذي يقصف تجربة مُرّة

 السعودية اليوم -

النزوح الذي يقصف تجربة مُرّة

حازم صاغية

يتحالف الموت والجوع، اللذان يتسبّب بهما ديكتاتور دمويّ، وحروب أهليّة بلا رحمة، وهويّات محتقنة بالتعصّب القاتل، لطرد «شعوب» من بلدانها في عدادها سوريّون وعراقيّون وليبيّون وتونسيّون وأثيوبيّون وأريتريّون وصوماليّون وأفغان يسعون إلى إلدورادو الأوروبيّة.

ولن يقتصر الجديد الذي سينتجه الطوفان المأسويّ لمئات الآلاف على قيام تراكيب سكانيّة مختلفة. ذاك أنّنا حيال محاكمة بالغة القسوة للحقبة الاستقلاليّة المديدة، محاكمةٍ تلغي «العالم الثالث»، لا سيّما منه الشطر العربيّ، كفاعل تاريخيّ. وإذا صحّ النقد القائل إنّ منطقة حظر جوّيّ في سوريّة كانت كفيلة بمنع النزوح السوريّ، أو الحدّ منه، بقي أنّ المأساة تطاول بلداناً عدّة ليس الحظر الجوّيّ مسألتها المُلحّة.

لقد صاغ عالم الاجتماع الفرنسيّ ألفريد سوفي مفهوم «العالم الثالث» في 1952، أي في الفترة الفاصلة بين بداية نزع الكولونياليّة مع الحرب العالميّة الثانية وانفجار الاستقلالات الأفريقيّة مطالع الستينات. وكان المفهوم هذا ينسج على منوال «الطبقة الثالثة» الفرنسيّة في معاناتها حيال النبلاء والأكليروس. لكنْ كما قُيّض لهذه الطبقة دور تاريخيّ ضمنته ثورة 1789، رُشّح «العالم الثالث» لدور مماثل في مواجهة الولايات المتّحدة، زعيمة «العالم الأوّل» والاتّحاد السوفياتيّ، زعيم «العالم الثاني».

وكان مؤتمرا باندونغ في 1955 وبلغراد في 1961 التعبير الماديّ عن ذاك المفهوم، خصوصاً أنّ وثيقة مؤتمر الجزائر في 1973 والأمم المتّحدة في برنامجها لـ «نظام اقتصاديّ عالميّ جديد»، بعد عام واحد، تبنّيا التصوّرات العريضة لزعماء «العالم الثالث». وكان أكثر ما تمّ تبنّيه التأثّر بالنظريّات السوفياتيّة في تحكّم السياسة بالاقتصاد، من دون أدنى اكتراث بتحسين شروط الحاكميّة وإيلاء المواطنين دوراً أكبر في التحكّم بحياتهم. وقد وجدت تلك التصوّرات المنتفخة استقلاليّاً في المقاطعة النفطيّة عام 1974 برهاناً لا يخطىء على صحّة رهانها. وتغيّر العالم كثيراً، ولم يعد الخروج من ربقة الاستعمار سبباً كافياً للأدوار التاريخيّة، خصوصاً أنّ أنظمة الاستبداد والحزب الواحد ورثت هذا المجد واحتكرته بعدما رفعته إلى مصدر أوحد لشرعيّتها.

ومع الثمانينات، وكانت تلك المقدّمات تترنّح تباعاً، استعيض عن مفهوم «العالم الثالث» بمفهوم «الجنوب» في مواجهة «الشمال» الأميركيّ والأوروبيّ. لكنّ دول «الجنوب» التي راحت تغادر التخلّف، شأن نمور آسيا وتنانينها، كانت تنضمّ تباعاً إلى «الشمال»، إذ هي لا تغادره بفعل القطيعة مع ذاك «الشمال» بل بفعل الاندماج في دورته الاقتصاديّة. وما لبث الاتّحاد السوفياتيّ ومعسكره أن انهارا، فسقط النموذج المستوحى في البناءين الاقتصاديّ والسياسيّ، وجوهره إمساك السلطة بعنق المجتمع. وبنهاية الحرب الباردة، وانفجار حروب الهويّات، راح يتبدّى أنّ الاستقطاب الكونيّ الذي أنشأته الحرب المذكورة هو ما كان يحفظ تلك التجارب ويديمها، بديلاً عن كلّ مقوّم داخليّ يُعتدّ به.

وكائناً ما كان المقياس المعتمد، لن تختلف النتائج كثيراً في ما خصّ بلدان «العالم الثالث» أو «الجنوب»: يصحّ هذا في ضعف الناتج الخامّ قياساً إلى عدد السكّان، وفي هزال الدخل السنويّ للفرد، وفي الانفجار السكانيّ، وفي وضع المرأة، وفي سوء التغذية أو نقصها، وفي نسب الأميّة وسوء التعليم، وفي انخفاض الإنفاق على الصحّة أو الحظّ المتاح من مياه الشرب، وفي الحصّة التافهة من التجارة العالميّة واستمرار التخصّص في تصدير الموادّ الأولّيّة، وفي نقص الخدمات والمساكن لسكّان المدن العملاقة. وقبل كلّ هذه المقاييس، في بناء مواطنيّة تحترم المواطنين فيما هي تنشىء أوطاناً قابلة للحياة.

هكذا تنتهي بنا إنجازات «التحرّر»، التي يزيدها سوءاً انهيار السلعة النفطيّة، واستفحال النزاعات الأهليّة، طرداً للبشر أنفسهم من بلدانهم كما لو أنّّّهم عَظْمة تُرمى للكلاب.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النزوح الذي يقصف تجربة مُرّة النزوح الذي يقصف تجربة مُرّة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon