ثورات الشعوب وثورات الأقلّيّات
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

ثورات الشعوب وثورات الأقلّيّات

ثورات الشعوب وثورات الأقلّيّات

 السعودية اليوم -

ثورات الشعوب وثورات الأقلّيّات

حازم صاغية

تميل الثورات ووعودها الكبرى لأن تنشدّ إلى الأعلى وتشدّ إليه. فانتصار «الشعب» هو، في وقت واحد، انتصار للأقلّيّات، وللمستعمَرات إذا وُجدت، وهو أيضاً انتصار للنساء، وللعبيد إذا وُجدوا. ولأنّ الثورة تحرّر شامل ومطلق، بحسب كلّ ميل إيديولوجيّ إلى تعميم ذاته، يسطع معها المثال الكبير المنسجم في ما ينكمش الواقع بما يحتويه من تناقضات تأبى أن تتوحّد في المرتبة، وتالياً في الحلّ.

صحيحٌ أنّ الثورة الفرنسيّة أنجزت بعضاً ممّا وعدت به، لكنّ ذلك لم يحل دون اصطباغ فكرة التحرّر الشامل بالطوبى، أو بالخرافة. فالبشر ليسوا مصانع للزهد والتفاني، وإذا كان الظلم لا يوحّد الظالمين، فهو أيضاً لا يوحّد المظلومين، إلاّ في الإنشاء، بل ربّما قُيّض لظلم بعينه أن يكون مصدراً لظلم آخر.

وتقول التجارب إنّ المستعمرات البعيدة من المركز المتروبوليّ هي وحدها الاستثناء، والمثل الأبرز ما حصل في البرتغال بعد «ثورة القرنفل» في 1974. فإذ أطيح الحكم الديكتاتوريّ لكايتانو، وريث سالازار، صدر البيان التاريخيّ الشهير الذي يقرّ بالاستقلال لشعوب المستعمرات البرتغاليّة في أفريقيا، كأنغولا وموزامبيق، وصولاً إلى تيمور الشرقيّة في آسيا. وهي استقلالات ما لبثت أن تحقّقت.

أمّا الحالة الكلاسيكيّة، أي ثورة البلاشفة الشيوعيّين في 1917، فتقول غير ذلك، على رغم الجهد العمليّ والنظريّ الضخم الذي بذلته، وشاركها إيّاه ماركسيّون أوروبيّون كبار، للبرهنة على العكس. فـ «مرسوم القوميّات» الذي ظهر بُعيد الثورة، مؤكّداً على السيادة والمساواة وحقّ تقرير المصير، وصولاً إلى الانفصال، ثمّ اعتراف البلاشفة بسيادة بولندا وفنلندا ودول البلطيق الثلاث وباستقلالها، إنّما طوتهما الحرب الأهليّة في 1919-1921. فبالقوّة المحضة بدأت تستعاد أراضي الإمبراطوريّة القيصريّة، وبالقوّة المحضة بدأ يُبنى السدّ الأمنيّ المحيط بروسيا، ضامّاً آسيا الوسطى والقوقاز، وبالطبع بيلاروسيا وأوكرانيا. وفي 1924، حسم الدستور الجديد أمر العلاقة بين الأمم والقوميّات لمصلحة المركزيّة القصوى، حتّى إذا كُتب الانتصار النهائيّ لستالين، بعد سنوات ثلاث، بوشر العمل بسياسة «الترويس».

والحال أنّه كلّما تضاعف التكسّر في وضع وطنيّ ما، تضاعفت الصعوبات الحائلة دون اتّساق أنماط الظلم والتكامل بين ضحاياها. كذلك كلّما قلّت «الأمّة» وافتقر الوطن إلى كونه وطناً، زادت تلك الأنماط وتضارب ضحاياها.

ومع الثورات العربيّة، قبل أن تنتصر أو من دون أن تنتصر، تبدو استحالة التوفيق سارية المفعول أيضاً. ففي سوريّة، تحرّرت «المستعمرة» اللبنانيّة قبل اندلاع الثورة السوريّة، ويتّضح الآن أنّ الجمع بين تحرّر «الشعب» من ربقة الحكم الأسديّ شيء وتحرّر الأكراد من الاجتماع السوريّ وأُطره شيء آخر. وفي اليمن، اصطبغت، واصطدمت، ثورة «الشعب» بثورتي الحوثيّين والجنوبيّين. وفي ليبيا، انفجرت الجماعات وهويّاتها ممزّقةً عباءة «الشعب» الثائر بدوره. وقبل ثورات «الربيع العربيّ»، كانت «الثورة» الأميركيّة في العراق أطلقت قضايا ثلاثاً على الأقلّ، تتقاطع كلّ منها، من غير أن تتطابق، مع ثورة «الشعب» المفترضة: قضيّة للشيعة وأخرى للسنّة وثالثة للأكراد.

وفي العقود الأخيرة، لم تكن قليلة الإشارات غير المُنتَبَه إليها. يكفي التذكير بحزبين شيوعيّين كبيرين، كالسودانيّ والعراقيّ، ضمّا أعداداً من أكراد العراق وجنوبيّي السودان، قبل أن يعثر هؤلاء في أحزابهم «الخاصّة» على الأدوات اللازمة لحلّ مشاكلهم «الخاصّة».

فدعوات التحرّر الشامل ومحفوظاته ضعيفة الشبه بالواقع العنيد الذي يُستحسن بالسياسة أن تمنحه أولويّتها، من دون أن تخسر حلمها بيوم تغدو فيه تلك الدعوات ممكنة التحقيق. أمّا في يومنا هذا، حيث يتدبّر كلّ طرف أمره بالتي هي أسوأ، فأفضل ما تفعله السياسة جعل الأطراف تتدبّر أمرها بالتي هي أحسن.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورات الشعوب وثورات الأقلّيّات ثورات الشعوب وثورات الأقلّيّات



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon