بين محاربة داعش والسكوت عن الداعشية

بين محاربة "داعش" والسكوت عن الداعشية

بين محاربة "داعش" والسكوت عن الداعشية

 السعودية اليوم -

بين محاربة داعش والسكوت عن الداعشية

خيرالله خيرالله

كيف استئصال 'داعش'؟ هل الإرهاب في المنطقة داعشي فقط، أم أن هناك من يمارس إرهاب 'داعش' ولكن من دون قطع الرؤوس والإعلان عن ذلك؟

ليس بالقصف الجوي وحده يمكن القضاء على “داعش”. استجاب عدد لا بأس به من الدول العربية لنداء الإدارة الأميركية من أجل المشاركة في الحرب على الإرهاب “الداعشي”. صارت هناك طائرات تابعة لعدد من الجيوش العربية تقصف مواقع لـ“داعش” في العراق وفي مناطق الحدود السورية- التركية، حيث تقع بلدة كوباني الكردية السورية والتي اسمها العربي عين العرب.

يمكن للقصف أن يستمرّ طوال أشهر، كما يمكن أن تسقط كوباني في يد الإرهاب والإرهابيين قريبا. ولكن، عاجلا أم آجلا، سيعود السؤال المطروح كيف استئصال “داعش”؟ هل الإرهاب في المنطقة داعشي فقط، أم أنّ هناك من يمارس إرهاب “داعش” ولكن من دون قطع الرؤوس والإعلان عن ذلك؟

ما أقدمت عليه الدول العربية المشاركة في العمليات العسكرية، إلى جانب الأميركيين والأوروبيين والكنديين والأستراليين، خطوة شجاعة تساهـم إلى حدّ كبير في توضيح الأمـور، في حال كان هناك في واشنطن من يريـد بالفعـل أن تكـون الأمور واضحة وأن يلعب الدور المطلوب من أجل القضاء على “داعش” والدواعش.

من يستمع الى كلام صدر قبل أيام عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يتيقّن من أنّ الحرب على “داعش” لا يمكن أن تكون مجرّد قصف جوي على مواقع للتنظيم في الأراضي العراقية والسورية. نعم، هناك بلـدة كـوباني السورية التي تعاني من وحشية “داعش”. قبلها عانت قرى وبلدات ومدن أخرى من هذه الوحشية، أكان ذلك في سوريا أو العراق. لكنّ “داعش” ما كـانت لتنمـو وتتمدّد لولا السياسة الأميركية التي تجاهلت وجود “قوات احتلال” إيرانية في سوريا، على تعبير وزير الخارجية السعودي أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

مثل هذه القوات الإيرانية في سوريا، ليست إيرانية فقط، اذ هنـاك ميليشيات مذهبية لبنانية وعراقيـة تساعد النظام في عملية ذبح شعبه أيضـا. هـذه الميليشيـات مـا كانت لتحضر في سـوريا لولا السياسة التي تمارسها إيران والتي تصبّ في المحافظة على النظام السـوري وتـوفير الـدعم له بـأيّ ثمن كان، وذلك من منطلق مذهبي. والثمـن يدفعه، للأسف الشديد، المقاتلون اللبنـانيون والعراقيون الذين قبلوا الانضمـام إلى عملية لا تصبّ في نهاية المطـاف سوى في توفير الغطاء لسياسة توسّعية تعتمد على إثارة الغرائز المذهبية في كلّ بلد عربي. الترجمة الوحيدة لسياسة من هذا النوع ضرب النسيج الاجتماعي في البلدان العربية، حيث تنوّع طائفي ومذهبي وعرقي.

بدت إدارة باراك أوباما أكثر من متواطئة مع هذه السياسة الإيرانية التي وفّرت حاضنة لـ“داعش” وما شابهه من تنظيمات متوحّشة باتت تهدّد ما بقي من تماسك في المجتمعات العربية في سوريا والعراق وحتّى لبنان. لم يكن ممكنا انتشار “داعش” بالطريقة التي انتشر بها في العراق لولا ممارسات حكومة نوري المالكي التي كانت تابعة كلّيا لإيران، أقلّه منذ انتخابات السابع من مارس من العام 2010.

هذه الحكومة تشكّلت من دون وزير أصيل للدفاع أو للداخلية، بموجب تفاهم إيراني- أميركي. كانت تلك الحكومة التي تعاملت مع العراقيين من منطلق مذهبي بحت، الفصل الأخير في عملية تسليم العراق لإيران من دون قيد أو شرط.

حصد الأميركيون ما زرعوه في العراق. حربهم الجوية لن تؤدي إلى النتائج المبتغاة، على الرغم من التخلص من نوري المالكي. فالواضح أن شيئا لم يتغيّر في العراق بتشكيل حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي. هذه الحكومة صار فيها وزير للداخلية ووزير آخر للدفاع. المخيف أنّ اختيار وزير للداخلية ذي خلفية ميليشيوية ومذهبية في الوقت ذاته، لا يشير إلى رغبة في التخلص من ذهنية معينة، خصوصا أن إيران أصرّت على شخص معين لتولي وزارة الداخلية. ولما لم تنجح في ذلك، عيّنت مساعدا له في هذا الموقع.

كيف يمكن لوزارة الداخلية أن تكون تابعة لإيران، وأن يكون هناك وئام بين العراقيين؟ كيف يمكن أن تكون وزارة الداخلية العراقية، هذا من دون الحديث عن وزارة الدفاع، في إمرة مجموعة تضع المصلحة المذهبية والمصالح الإيرانية فوق أيّ اعتبار آخر. أوليس هذا النوع من الممارسات الداعشية ما يخدم “داعش” ويجعلها تتمدّد؟ أوليس مفترضا في الإدارة الأميركية استيعاب هذه المعادلة؟

قبل سنة وشهرين، لم يكن هناك هذا الانتشار الواسع لـ“داعش”. كانت هناك محاولات إيرانية وسورية لاستغلال هذا التنظيم في عملية تستهدف ضرب الثورة السورية. كان الهدف إظهار الشعب السوري وكأنّه مجموعة من “العصابات الإرهابية”، وليس شعبا ثائرا يبحث عن كرامته. قبل سنة وشهرين، في اغسطس 2013، استخدم النظام السوري السلاح الكيميائي ضد شعبه بشكل واسع. ماذا فعلت الإدارة الأميركية؟ لم تفعل شيئا. استمعت إلى نصائح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقت معه على نزع السلاح الكيميائي السوري. استعاض النظام عن السلاح الكيميائي بالبراميل المتفجّرة، وكأن البراميل أكثر رحمة من السلاح الكيميائي.

سمحت الإدارة الأميركية للنظام السوري بتجاوز كلّ الخطوط الحمر. هذا كلّ ما في الأمر. لم يعد ممكنا أخذ سياسة باراك أوباما على محمل الجدّ، وذلك مهما ارتفع صوته، مبديا “قلقه العميق” ومح..

arabstoday

GMT 18:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف أوكرانيا ورحلة المخاطر المحسوبة

GMT 18:24 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

من باريس إلى الصين

GMT 18:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 18:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 18:03 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 18:02 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

GMT 17:55 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان والاغتيال الثانى للنقراشى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين محاربة داعش والسكوت عن الداعشية بين محاربة داعش والسكوت عن الداعشية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:20 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 06:15 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 06:02 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 06:47 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أسعار ومواصفات سيارة "رينو كادجار" 2019

GMT 10:57 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير عسير يستقبل رئيس المجلس البلدي في النماص

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 00:11 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

ليون غوريتسكا يُحدّد موعد حسم مستقبله مع فريق "شالكه"

GMT 11:10 2012 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

تغريدة أوباما هي الأكثر إنتشارًا في 2012

GMT 21:07 2015 الخميس ,19 شباط / فبراير

اللجنة القضائية تتسلم أوراق سما المصري

GMT 21:47 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

زيت الياسمين لتنعيم البشرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon