حكاية ثورتينبل حكاية عائلتين
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

حكاية ثورتين...بل حكاية عائلتين

حكاية ثورتين...بل حكاية عائلتين

 السعودية اليوم -

حكاية ثورتينبل حكاية عائلتين

خيرالله خيرالله
بعد عامين على "ثورة 25 يناير" المصرية التي انتهت بتنحي الرئيس حسني مبارك ثم محاكمته مع نجليه علاء وجمال وعدد من كبار مساعديه، ثمة واقع لا يمكن الاّ الاعتراف به. يتمثل هذا الواقع في ان الرئيس المصري السابق ادرك اخيرا انّه لم يعد قادرا على البقاء في السلطة من جهة وأن ثمن البقاء سيكلّف دما كثيرا من جهة اخرى. لا يستطيع انسان عاقل يمتلك حدّا ادنى من المنطق تحمّل مسؤولية سفك الدماء من اجل الاحتفاظ بالسلطة. يأتي يوم يطرح فيه المسؤول الكبير على نفسه سؤالا في غاية البساطة: كيف يمكن لي البقاء على كرسي الرئاسة، فيما قسم من الشعب يقتل ويشرّد على يد القوات المسلّحة التي يفترض بها ان تكون في خدمة الشعب وليس مجرد آلة قمع؟ هذا السؤال هو الذي يرفض الرئيس بشّار الاسد الاجابة عنه متذرعا بأنّ هناك في سوريا من يريد بقاءه في السلطة، علما بأن مشكلته واضحة كل الوضوح. انها مشكلة نظام لا يمتلك اي شرعية من اي نوع كان، نظام مرفوض من اكثرية ساحقة من الشعب السوري. لو لم يكن الامر كذلك، لما استمرت الثورة كلّ هذا الوقت على الرغم من الحصار العربي والاقليمي والدولي، وهو حصار يصبّ في نهاية المطاف في تفتيت سوريا. لا شكّ ان الايّام الاخيرة من حكم مبارك  كشفت امورا كثيرة. من بين ما كشفته أن المؤسسة العسكرية ليست مستعدة للدخول في مواجهة مع ابناء الشعب، حتى لو كان الرئيس يريد ذلك. على العكس من ذلك، كانت المؤسسة العسكرية على استعداد للدخول في صفقات معيّنة، خصوصا مع جماعة الاخوان المسلمين، بهدف تأمين انتقال سلمي للسلطة. وهذا ما حصل بالفعل عندما خرجت ميليشيات الاخوان الى الشارع وتوّلت عملية تفكيك قوات الامن المركزي وتحييدها، فيما اكتفى الجيش بالتمركز في مواقع حساسة داخل القاهرة وفي محيطها وأمّن في الوقت ذاته انتقال مبارك وافراد عائلته الى شرم الشيخ. بغض النظر عمّا سيؤول اليه حكم الاخوان في مصر وما اذا كانوا انقلبوا على المؤسسة العسكرية وتنكروا للاتفاق الضمني معها ام لا، يظلّ أنّ لا مفرّ من الاعتراف بأن حسني مبارك تصرّف، وان بعد فوات الاوان، بطريقة مسؤولة تعكس الى حد ما وجود بقايا مؤسسات لدولة في مصر. كذلك، يعكس التصرّف طبيعة الرجل نفسه. يمكن تلخيص هذه الطبيعة بأنّه ليس دمويا. ربّما كان يفكّر بما سيرد عنه في كتب التاريخ. الاكيد أنّ التاريخ  لن يمجد له ذكاءه الحاد، لكنّه  سينصفه، على الارجح، لرفضه الذهاب بعيدا في العنف. بعد عامين على رحيل حسني مبارك، نتيجة ثورة لم تدم اكثر من اسبوعين، ثورة خطفها الاخوان المسلمون من اهلها الحقيقيين،هناك مقارنة تفرض نفسها. هذه المقارنة هي بين الثورة المصرية والثورة السورية التي ستدخل قريبا عامها الثاني. تصلح المقارنة عنوانا لدراسة عنوانها: حكاية ثورتين وعائلتين. تختصر الحكاية الفارق بين مصر وسوريا وما مرّ به البلدان في السنوات الستين الماضية. انها ايضا حكاية عائلتين رفضت احداهما التغولّ بالدم وعرفت حدودها، فيما  ترى العائلة الاخرى أنّ لا خيار آخر امامها غير اغراق سوريا في بحر من الدم انطلاقا من السياسة الوحيدة التي تعرفها. أنها سياسة الغاء الآخر بمجرد وجود شك في ولائه وذلك اختصارا للوقت والجهد! ثمة من يقول أن مصر في السنوات الستين الماضية حافظت على بعض مؤسساتها، بما في ذلك القضاء. حتى في أيّام جمال عبدالناصر، بقيت آثار للدولة المدنية التي بناها النظام الملكي، اي اسرة محمد علي التي حكمت طوال  قرن ونصف قرن اقامت خلالها مؤسسات راسخة ومتطورة ربطت مصر ومجتمعها بكلّ ما هو حضاري في العالم. لم تتوفّر مثل هذه الفرصة لسوريا التي عانت منذ استقلالها في العام 1946 من ازمة نظام وكيان في الوقت ذاته. ما نشهده في سوريا اليوم هو نتيجة مباشرة للغياب التام لمؤسسات الدولة، الموروثة عن الانتداب وعن العثمانيين، والتي تولّى حافظ الاسد تدميرها بشكل منهجي منذ وصوله الى الامساك بكل مفاصل السلطة في خريف العام 1970. لم يعد في سوريا نقابة مهنية محترمة واحدة. لم يعد هناك اي قضاء من أيّ نوع كان. تحول البلد تدريجا الى دكاكين تابعة للاجهزة الامنية لا اكثر. صار الضابط المهمّ القريب من العائلة والمنتمي الى مذهب معيّن اهمّ بكثير من أيّ رئيس للوزراء او وزير. من يقاوم حكم الاخوان في مصر الآن، على غرار مقاومة نظام مبارك، هو ما بقي من مؤسسات الدولة التي تحمي المواطنين المصريين المعترضين على نظام جديد- قديم لا همّ له سوى التحكم بالبلد بدل البحث عن حلول لمشاكله العميقة المتنوعة التي تبدأ بالتعليم ومستواه وتنتهي بالزراعة والسياحة مرورا بالنمو السكاني والفساد... أما من يقاوم النظام السوري حاليا، فشعب بكامله يعرف جيّدا أن بشّار الاسد لا يستطيع أن يكون مثل حسني مبارك الذي ينتمي الى جيل والده. ذلك ليس عائدا الى أنّه شامت بمبارك بعد الذي حلّ به فحسب، بل لانّه لا يستطيع ايضا تخيّل نفسه الاّ في موقع معمّر القذّافي الذي قضى على كلّ ما له علاقة من قريب او بعيد بمؤسسات الدولة المدنية... أنها حكاية ثورتين وعائلتين، قصة تختصر الفارق بين مصر وسوريا وما يمكن ان تنتهي اليه مصر وما يبدو محتملا ان تنتهي اليه سوريا!
arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 14:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 14:23 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 14:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية ثورتينبل حكاية عائلتين حكاية ثورتينبل حكاية عائلتين



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon