الحلف الإسلامي مرجعية الحرب على الإرهاب

'الحلف الإسلامي' مرجعية الحرب على الإرهاب

'الحلف الإسلامي' مرجعية الحرب على الإرهاب

 السعودية اليوم -

الحلف الإسلامي مرجعية الحرب على الإرهاب

خير الله خير الله

ثمّة حاجة إلى علاقة من نوع جديد، بعيدة عن عقد الماضي، بين أنقرة والقاهرة من أجل ترجمة 'الحلف الإسلامي' إلى خطوات عملية على الأرض.

لم يعد الموضوع مقتصرا على شنّ حرب على الإرهاب ويؤكد الملك عبدالله الثاني أنّها “حربنا أوّلا” من منطلق أن الذين يمارسون الإرهاب ليسوا مسلمين، بل “خوارج” كما يوضح العاهل الأردني منذ سنوات عدّة، منذ ما قبل ظهور “داعش”.

بات الموضوع موضوع إثبات وجود العرب في المنطقة وإظهار أنّهم قوّة فاعلة فيها، مع حلفاء لهم، وليسوا في موضع من يقبل المتاجرة بهم بحجة الحرب على الإرهاب.

ما أعلنته المملكة العربية السعودية عبر وليّ وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان عن قيام “حلف إسلامي” في مواجهة الإرهاب يضمّ خمسة وثلاثين بلدا، دليل على وجود سياسة ثابتة تتمتّع، أوّل ما تتمتّع بالاستمرارية من جهة والوضوح من جهة أخرى. باتت هناك مرجعية للحرب على الإرهاب بديلا من مرجعيات تتذرّع بالإرهاب للمحافظة على الإرهاب الذي تمثّله ممارسات النظام السوري مثلا.

الإسلام شيء والإرهاب شيء آخر. من يمارس الإرهاب ويدّعي أنّه مسلم لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد. هذا ما كشفته السعودية وشدّدت عليه عندما أعلنت الحرب على ظاهرة الإرهاب، بكلّ أشكاله. كلّ كلام خارج هذا الكلام إنّما يستهدف بطريقة أو بأخرى استخدام الإرهاب في حروب تُشنّ على دول عربية كبيرة، على رأسها المملكة التي تعرّضت للإرهاب منذ سنوات طويلة وعملت على محاربته منذ أطلّ برأسه بشكل صريح ووقح في خريف العام 1979 عندما حاولت مجموعة على رأسها جهيمان العتيبي السيطرة على الحرم المكّي الشريف بالقوّة. من يتذكّر أن السعودية لم توفّر، وقتذاك، جهدا أو وسيلة من أجل القضاء على جهيمان وأتباعه في وقت كانت المنطقة كلّها تغلي بعد إعلان آية الله الخميني، إثر خلع شاه إيران في شباط ـ فبراير 1979 عن قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران.

لماذا يمكن الكلام عن استمرارية سعودية؟ الجواب عائد بكلّ بساطة إلى أن “الحلف الإسلامي” في مواجهة الإرهاب لم ينشأ من فراغ. تتعرّض السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي إلى حملات إرهابية وذلك بعد القضاء على جهيمان وجماعته. على سبيل المثال، وليس الحصر، كان تفجير الخبر في العام 1996 وكانت العمليات الأخيرة لـ”داعش” التي استهدفت المنطقة الشرقية في المملكة. استهدف “داعش” في الواقع مساجد شيعية بغية زرع الفتنة بين أبناء الدين الواحد. هناك أيضا مواطن سعودي فجّر نفسه في الكويت في مسجد الإمام الصادق مخلّفا عشرات القتلى. هناك إثباتات يومية على أنّ السعودية في حرب مستمرّة على الإرهاب، بكل أشكاله. إنّها ضحية من ضحايا الإرهاب في وقت ترتفع فيه أصوات تحاول الربط بين المملكة من جهة والتطرّف من جهة أخرى.

هذا لا يعني أنّه لا توجد ثغرات، بل أخطاء، في السعودية، خصوصا في مجال البرامج التعليمية والتربوية ودعم مؤسسات خاصة لإرهابيين، على كلّ المستويات. لكنّ هناك في المقابل وعيا بضرورة سدّ هذه الثغرات ومعالجة الأخطاء بكلّ الوسائل الممكنة، بما في ذلك إعادة النظر في كلّ هذه البرامج وفي ممارسات تلك المؤسسات الخاصة.

لماذا يمكن الحديث عن وضوح سعودي؟ الجواب أنّ المملكة لم تعتد على أحد، بل عملت من أجل الردّ على الخطر الذي تتعرّض له من دون تجاهل للواقع المتمثّل في أن “داعش” لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة “دواعش” أخرى وفّرت له حواضن. على رأس من عمل من أجل قيام هذه الحواضن النظام السوري الذي أطلق الإرهابيين من سجونه بهدف ابتزاز الولايات المتحدة في العراق. كذلك، لم تأل إيران جهدا، عن طريق ممارساتها في سوريا والعراق من أجل جعل “داعش” ينمو. من يرسل ميليشيات مذهبية لمقاتلة الشعب السوري، أكانت هذه الميليشيات لبنانية أو عراقية، إنّما يخدم “داعش” لا أكثر. من يسمح لميليشيات “الحشد الشعبي” بشنّ عمليات عسكرية، هي كناية عن عمليات تطهير من السنّة العرب لمناطق عراقية محدّدة بينها بغداد، إنما يعمل على توفير كلّ ما من شأنه جعل “داعش” ينمو ويتوسّع.

آن أوان تسمية الأشياء بأسمائها. ليس صحيحا أن إيران تواجه “القاعدة” و”داعش”. ليس صحيحا أن النظام السوري في حرب مع “داعش”. هل صدفة أن تنظيمي “القاعدة” و”داعش” لم يهاجما يوما أيّ رمز على علاقة بإيران أو بالنظام السوري؟

فوق ذلك كلّه، نجد روسيا تفعل كلّ شيء في سوريا باستثناء العمل على القضاء على “داعش”. ليس العرب أو الجهات التي تطالب برحيل بشّار الأسد من يقول ذلك، بل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في معرض تأكيده أن الطائرات الروسية تستهدف مواقع المعارضة السورية المعتدلة وليس “داعش”. ذهب إلى حدّ القول إنّ هذه الضربات تساعد “داعش”.

    صار الإسلام رأس الحربة في هذه الحرب ولم يعد هناك تمييز بين إرهاب وإرهاب. أكثر من ذلك، صارت هناك مرجعية إسلامية وعربية لهذه الحرب

يترافق كلّ ذلك مع الكلام الأميركي الكبير عن الحرب على “داعش” من دون ما يثبت رغبة جدّية في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي. تبدو إدارة أوباما مصرّة على الوقوف موقف المتفرّج مما يدور في المنطقة، حتّى بعد “غزوة باريس″ وثبوت القدرة لدى “داعش” على التخريب والتدمير والقتل خارج الشرق الأوسط.

كان مهمّا ذلك الصوت السعودي الذي يقول إنّ الحرب على “داعش” هي أيضا حرب على كلّ “الدواعش” وإنّ في الإمكان تشكيل جبهة عريضة تنقل الحرب على الإرهاب والإرهابيين إلى مكان آخر، أي إلى حيث يجب أن تكون. لا يمكن للحرب على “داعش” أن تنجح من دون استمرارية ووضوح ومن دون إرسال قوات إلى أرض المعركة. سيحصل ذلك عاجلا أم آجلا، غصبا عن الذين يستغلّون “داعش” لتعويم النظام السوري الذي امتهن الابتزاز والإرهاب منذ ما يزيد على أربعة عقود.

لا شكّ أن “الحلف الإسلامي” الذي لم يفهم معناه لبنانيون كثر، يتمتعون بسوء نيّة وسذاجة في الوقت ذاته، كونهم لا يدركون معنى أن الحرب على الإرهاب هي “حرب المسلمين أوّلا”، سيواجه تحدّيات كثيرة. من بين هذه التحدّيات إقناع تركيا بالكفّ عن سياسة استعداء الدول التي تواجه الإرهاب بكلّ أشكاله، بما في ذلك ممارسات الإخوان المسلمين الذين يعتبر فكرهم في أساس كلّ ما له علاقة بالتطرّف في المنطقة كلّها. بكلام أوضح، ثمّة حاجة إلى علاقة من نوع جديد، بعيدة عن عقد الماضي، بين أنقرة والقاهرة من أجل ترجمة “الحلف الإسلامي” إلى خطوات عملية على الأرض. لم يعد سرّا أن المملكة العربية السعودية تعمل في هذا الاتجاه في وقت هناك من يبذل كلّ جهد ممكن للتشكيك بالعلاقة بين القاهرة والرياض.

مع قيام “الحلف الإسلامي” ضدّ “داعش” وكل “الدواعش”، دخلت الحرب على الإرهاب مرحلة جديدة. صار الإسلام رأس الحربة في هذه الحرب ولم يعد هناك تمييز بين إرهاب وإرهاب. أكثر من ذلك، صارت هناك مرجعية إسلامية وعربية لهذه الحرب، بدل ترك الأمور لأولئك الذين يعملون كلّ شيء من أجل تكبير “داعش” واستخدامه لأغراض معروفة، على رأسها تخيير أهل المنطقة بين إرهاب مقبول يمكن التعايش معه، هو إرهاب النظام السوري الذي يرتدي ربطة عنق ويكتفي بالبراميل المتفجرة بعد منعه من استخدام السلاح الكيميائي.. وإرهاب مرفوض من نوع “داعش” وإخوانه وأخواته!

arabstoday

GMT 13:43 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترمب: لا تحبسوني

GMT 13:40 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «السِّتّ» إبداعٌ وإضافة

GMT 13:38 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانحون الكبار وضحاياهم

GMT 13:35 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صعوبة استقبال الجديد في سوريا

GMT 13:33 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صحافة الابتزاز

GMT 13:30 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

هذا فعلًا محمد صلاح

GMT 13:28 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

خطأ احترافى كبير من محمد صلاح

GMT 13:25 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

2025... سنة مغربيّة بامتياز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلف الإسلامي مرجعية الحرب على الإرهاب الحلف الإسلامي مرجعية الحرب على الإرهاب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 05:12 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تطبيقٌ جديد يُسمّى "Mei" يُحلِّل الرسائل النصية

GMT 01:45 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

غياب ياسر القحطاني ونواف العابد عن تدريبات الهلال

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ماني يسجل الهدف الرابع في الدقيقة 49 ضد أتالانتا

GMT 08:41 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

عز الدين بيزان الإبن على خطى والده في أهلي طرابلس

GMT 07:15 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

شاومي تطور عالم الهواتف بهاتف غير مسبوق

GMT 11:07 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المطران حنا يؤكّد أهمية استعادة القضية الفلسطينية

GMT 13:31 2019 السبت ,03 آب / أغسطس

"غوغل" يريد إسقاط ترامب في انتخابات 2020

GMT 21:23 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

ليفربول يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بنتيجة 2-0

GMT 18:24 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

هوساوي يغيب عن تدريبات الاتحاد بسبب ظروف عائلية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon