حماس نجحت فلسطينيا وسقطت مصريا…
خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان نتنياهو يدافع عن لجنة تحقيق السابع من أكتوبر وسط اتهامات المعارضة بأنها بلا صلاحيات حقيقية المملكة العربية السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُقرر خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عودة ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة
أخر الأخبار

حماس نجحت فلسطينيا وسقطت مصريا…

حماس نجحت فلسطينيا وسقطت مصريا…

 السعودية اليوم -

حماس نجحت فلسطينيا وسقطت مصريا…

خيرالله خيرالله

رفض المصريون أن تكون غزة هي التي تؤثر في مصر بدل أن يكون العكس هو الصحيح. نجحت حماس فلسطينيا وسقطت مصريا بعدما صارت غزة مصدرا للإرهاب المصدر إلى مصر.

تهرب “حماس” هذه الأيام إلى هدنة طويلة مع إسرائيل بعدما أكّدت أنّها قادرة على الاحتفاظ بـ“إمارة إسلامية”، على الطريقة الطالبانية في قطاع غزّة. صار عمر هذه الإمارة ثماني سنوات بالتمام والكمال. ففي مثل هذه الأيّام من العام 2007، نفّذت الحركة انقلابها في غزّة. اتخذ الانقلاب شكلا دمويا لم يعتد عليه الفلسطينيون في تنظيم العلاقات في ما بينهم. لكنّ “حماس” أرادت أن تقول، بكل بوضوح، إن غزّة صارت ملكا لها وأنّ القطاع نواة لـ“الإمارة الإسلامية” التي تريد إقامتها والتي تؤثر في كلّ المحيط… بما في ذلك مصر.

كانت تجربة غزّة الفاشلة القدوة الوحيدة أمام “إخوان” مصر الذين أرادوا نقل تجربة القطاع إلى أرض الكنانة. رفض المصريون ذلك. رفضوا، عمليا، أن تكون غزّة هي التي تؤثر في مصر، بدل أن يكون عكس ذلك هو الصحيح. نجحت “حماس” فلسطينيا، لكنّها سقطت مصريا بعدما صارت غزّة مصدرا للإرهاب الذي يُصدّر إلى الداخل المصري.

بعد ثماني سنوات على الانقلاب الذي نفّذته “حماس”، بدأت تتضح أبعاد هذا العمل الذي قام به الإخوان المسلمون بالتفاهم مع إسرائيل حتما. هناك حاليا مفاوضات تدور بين “حماس” وإسرائيل من أجل هدنة طويلة بين الجانبين، تسمح للحركة الإسلامية ببناء دولتها في غزّة.

كلّ الحروب التي خاضتها “حماس” مع إسرائيل، بدعم إيراني أحيانا، وتركي في أحيان أخرى، كانت تستهدف الوصول إلى اللحظة التي وصلنا إليها اليوم. هذه اللحظة هي لحظة استقلال غزّة بما يخدم المشروع الإسرائيلي الهادف إلي القضاء على خيار الدولتين الذي في أساسه قيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، دولة تعيش بسلام ووئام إلى جانب إسرائيل.

دفع الفلسطينيون ثمن كلّ الحروب العبثية التي خاضتها “حماس” مع إسرائيل ابتداء من نهاية العام 2008. لم يكن لدى إسرائيل يوما اعتراض على هذه الحروب، آخرها حرب العام الماضي التي استخدمت فيها إسرائيل كلّ ما تملكه من أسلحة فأزالت أحياء كاملة من الوجود. يقول الرئيس الفلسطيني “أبو مازن” في مقابلة مع مجلّة مصرية أن ثلاثا وتسعين عائلة فلسطينية من غزّة زالت من الوجود تماما. قضت إسرائيل على الأجداد والأبناء والأحفاد دفعة واحدة، فلم يعد من خيار غير شطب هذه العائلات من السجلات الرسمية.

كلّ ما يمكن قوله الآن، أن “حماس” وصلت إلى ما تريد الوصول إليه. هناك التقاء في المصالح بينها وبين إسرائيل. “حماس” تريد إمارتها في غزة، وإسرائيل لا تعترض على ذلك. على العكس من ذلك، إنّها تشجع مثل هذا التوجّه الذي يقضي على المشروع الوطني الفلسطيني، المدعوم دوليا، من أساسه.

فشلت “حماس” في مصر، لكنّها نجحت فلسطينيا. نجاحها منقطع النظير، خصوصا أن ليس لدى السلطة الوطنية في رام الله ما تردّ به على الحلف الجديد الذي قام في وجهها. لم يعد أمام “أبو مازن” سوى الشكوى من الجمود في عملية السلام، على الرغم من الجهود الفرنسية التي بلغت قبل أيّام ذروتها بجولة في المنطقة قام بها وزير الخارجية لوران فابيوس شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

تخلق “حماس” واقعا جديدا. يتمثّل هذا الواقع في أن الفصل بين الضفة الغربية وغزّة صار فصلا نهائيا… إلّا إذا جاء يوم انهارت فيه السلطة الوطنية في الضفّة الغربية. عندئذ، ستبادر “حماس” إلى ضم الضفّة إلى إمارتها الإسلامية وستجد إسرائيل أكثر من محبّذة لذلك. في النهاية، تريد إسرائيل أن تجعل من الضفّة الغربية أرضا طاردة لأهلها من الفلسطينيين. واجهت مقاومة حقيقية لهذا التوجّه عندما كان الدكتور سلام فيّاض رئيسا للوزراء. استطاع سلام فيّاض بناء مؤسسات فلسطينية شفافة وفعّالة تصلح نواة لدولة مستقلة قابلة للحياة. أكثر من ذلك، كانت تلك تجربة جعلت الفلسطينيين يسعون إلى العودة إلى الضفّة والاستثمار فيها بدل الهرب منها. لسبب أو لآخر، لا مجال لفهمه أو إيجاد تفسير له، فضّل الرئيس الفلسطيني استبعاد سلام فيّاض. أين المنطق في ذلك؟ أين المنطق في التخلي عن أفضل شيء حدث لفلسطين والفلسطينيين منذ توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993؟ أين المنطق في الحملة المستمرّة هذه الأيّام على سلام فياض، والتي لا مبرّر لها سوى قطع الطريق على تولي جيل جديد من الفلسطينيين من أهل الضفة والقطاع شؤون إدارة ما يمكن وصفه بأنه شبه دولة يمكن تطويره إلى دولة حقيقية يوما ما؟

لا ينفع الآن استبعاد “حماس” من حكومة الوحدة الوطنية في شيء. لن تنفع الدعوة إلى مؤتمر عام لـ”فتح” حدّد موعده في نوفمبر المقبل في شيء. الجديد فلسطينيا ليس الإصرار الإسرائيلي على دفن خيار الدولتين فحسب، بل الجديد أيضا، ذلك الحلف الجديد القديم بين “حماس” وحكومة بنيامين نتانياهو.

يرأس نتانياهو حاليا أكثر الحكومات تطرّفا في تاريخ إسرائيل. من الطبيعي أن تجد هذه الحكومة حليفا موضوعيا في “حماس” التي تطلق كلّ الشعارات التي تستجيب لما تريده حكومة متطرفة. أين المشكلة لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية عندما تنادي “حماس” بزوال إسرائيل. هل من شعار أفضل من هذا الشعار كي يهرب نتانياهو من أي مفاوضات جدّية تستند إلى ما بقي من شرعية دولية وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الذي طال أكثر من اللزوم؟

في نهاية المطاف، ليس أمام إسرائيل سوى استغلال المتغيّرات التي يشهدها الشرق الأوسط. ما تفعله “حماس” يوفّر لها أفضل فرصة للاستفادة من هذه المتغيّرات. هناك ميليشيا مسلّحة تحكم غزّة تسعى، في الوقت ذاته، إلى نشر الفوضى والإرهاب في سيناء دعما لإخوان مصر. أكثر من ذلك، تطلق هذه الميليشيا كلّ الشعارات التي يستخدمها نتانياهو للقول أن لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. مثل هذه الميليشيا، التي تطمح إلى بقاء غزّة تحت الحصار الإسرائيلي بغية التحكّم برقاب أهلها، لا يمكن إلا أن تكون في خدمة إسرائيل.

ليس أمام إسرائيل سوى ردّ التحيّة لـ“حماس” بما هو أحسن منها، أي بهدنة طويلة لخمس عشرة سنة أو أكثر، هدنة قد لا تكون معلنة، يزداد خلالها وضع الغزاويين بؤسا، ويُدفن خيار الدولتين نهائيا.

الآن بدأنا نفهم لماذا سيطرت “حماس” على غزّة بتلك السهولة في يونيو 2007. ثمّة أمور لا تفسير لها مباشرة بعد حصولها. لا بدّ من الانتظار بضع سنوات. الصورة بدأت تتضّح الآن. باتت واضحة أكثر من اللزوم. حقّقت “حماس” لإسرائيل كلّ ما تصبو إليه، في وقت تبدو السلطة الوطنية عاجزة عن القيام بأيّ خطوة في أي اتجاه كان.

مبروك لـ“حماس” الهدنة. مبروك لها نجاحها الفلسطيني وسقوطها المصري. ومبروك لإسرائيل دفن خيار الدولتين، فيما العالم يتفرّج على استمرار الاحتلال، على الرغم من الحركة الشجاعة، ولكن اليائسة التي تقوم بها فرنسا.

arabstoday

GMT 18:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف أوكرانيا ورحلة المخاطر المحسوبة

GMT 18:24 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

من باريس إلى الصين

GMT 18:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 18:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 18:03 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 18:02 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

GMT 17:55 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان والاغتيال الثانى للنقراشى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس نجحت فلسطينيا وسقطت مصريا… حماس نجحت فلسطينيا وسقطت مصريا…



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 15:16 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 السعودية اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 21:32 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تحديد لوجو وهوية ملعب راسلمينيا 33

GMT 22:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الأهلي يُعرب عن سعادته بالفوز على الفيصلي

GMT 12:04 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

القاهرة وتوحش المدينة (3-4)

GMT 01:55 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب ينجح في عقد صفقة مع "إنديانا كاريير"

GMT 11:55 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة المملكة الدولية "قفز الحواجز" بـ60 فارسًا

GMT 10:24 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

فالنتينو تخطف الأنظار وتطلق احدث مجموعة ريزورت 2020

GMT 01:57 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف عادة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى وفاتك

GMT 00:28 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيڤنشي تطرح مجموعتها الرجالية لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 07:16 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

على النجاح رغم الصعوبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon