عندما يتعلق اليمنيون بالعودة إلى الماضي…
السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنوية بالملاريا وسط أزمات إنسانية وكوليرا متفشية انفجار سيارة محملة بالذخيرة على الطريق الدولي حلب - دمشق قرب بلدة خان السبل في إدلب أوكرانيا تنفذ أول هجوم بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين إستقالة مفاجئة لحكومة بلغاريا بعد إحتجاجات حاشدة في العاصمة صوفيا تشعل الساحة السياسية حلف الناتو يُحذر من حرب كبرى مع روسيا ويدعو أوروبا للاستعداد الفوري قصف إسرائيلي دموي على جباليا شمال قطاع غزة يرفع حصيلة الشهداء ويعيد المشهد الميداني للاشتعال النمسا تحظر الحجاب على الطالبات دون الرابعة عشرة وسط جدل سياسي وحقوقي إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى اكثر من إلى 70 ألفا و373 شهيداً مع تواصل الانتهاكات وصعوبة وصول فرق الإنقاذ محكمة باكستانية تصدر حكماً بالسجن 14 عاماً على الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات تحذير من ارتفاع نشاط الإنفلونزا ومنظمة الصحة العالمية تؤكد تطور السلالات واستمرار فعالية اللقاحات
أخر الأخبار

عندما يتعلق اليمنيون بالعودة إلى الماضي…

عندما يتعلق اليمنيون بالعودة إلى الماضي…

 السعودية اليوم -

عندما يتعلق اليمنيون بالعودة إلى الماضي…

خيرالله خيرالله


من أفضل ما يلخّص الوضع اليمني، تعليق تلقّيته من صديق من محافظة إب يعرف عن طبيعة البلد أكثر مما يعرف غيره، فضلا عن امتلاكه مقدارا كبيرا من الواقعية. جاء في التعليق الذي يقول كلّ شيء تقريبا بسطور قليلة: “إن اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي تتصارع فيه كلّ القوى من أجل العودة إلى الماضي”.

الشرعية ممثلة بالرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي ونائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحّاح تريد العودة إلى ما قبل سقوط صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.

التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) يريد العودة إلى ما قبل سقوط محافظة عمران، معقل آل الأحمر زعماء حاشد سابقا، صيف العام 2013.

المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح) يريد العودة إلى ما قبل ثورة الشباب التي خطفها الإخوان المسلمون في مطلع العام 2011.

الجنوبيون، في معظمهم، يريدون العودة إلى ما قبل الوحدة في مايو 1990.

الحوثيون (أنصار الله) يريدون العودة إلى ما قبل سقوط نظام الأئمة في السادس والعشرين من سبتمبر من العام 1962”.
        أين مستقبل اليمن الذي يعاني أيضا من انتشار “القاعدة” و”داعش”، خصوصا في المحافظات الجنوبية، على رأسها حضرموت وأبين وشبوة وعدن؟ كان آخر دليل على هشاشة الوضع الأمني في مدينة مثل عدن، التي حررتها قوات التحالف العربي من الحوثيين وحلفائهم وأعادتها إلى الشرعية، اغتيال المحافظ اللواء جعفر محمّد سعد، وهو ضابط مشهود له بالكفاءة والمهنية والابتعاد عن الحساسيات الحزبية الضيقة وتمسّكه بالمحافظة على أمن المواطن والإخلاص لقضية البلد، أو ما بقي منه.

يصعب تعداد المشاكل التي يعاني منها اليمن والتي تجعل كلّ مجموعة من المجموعات المتصارعة أسيرة هدف معيّن يمنع التفكير في عمق هذه المشاكل. هناك أوّلا غياب أي قدرة على إعادة الدولة المركزية التي تحكم من صنعاء، كما كان يحلم الحوثيون بعيد سيطرتهم على العاصمة سيطرة كاملة في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.

سارع الحوثيون، وقتذاك، إلى فرض “اتفاق السلم والشراكة” بمباركة من الأمم المتّحدة والرئيس الانتقالي عن طريق جمال بنعمر المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية.

تبيّن مع مرور الوقت أن “أنصار الله” لا يمتلكون أي مشروع سياسي أو اقتصادي للبلد باستثناء تحويل اليمن مستعمرة إيرانية. أَعلنوا قيام “الشرعية الثورية” وتذرّعوا بها لتبرير الحملة العسكرية التي بدأوها في كلّ الاتجاهات وصولا إلى باب المندب وعدن، وذلك بعد الالتفاف على تعز. سمح ذلك لعدد لا بأس به من المسؤولين الإيرانيين بالقول إن طهران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

تبدو كلّ الأطراف اليمنية المتصارعة في حال هروب مستمرّة إلى أمام. إنها تهرب عمليا من مشاكل اليمن التي لا حلّ لها في المدى المنظور في غياب التوصّل إلى صيغة جديدة للبلد. ثمّة حاجة إلى شجاعة كبيرة للاعتراف بأنّ اليمن لم يعد موحّدا، إضافة إلى أنّ العودة إلى دولتي الشمال والجنوب لم تعد واردة بأيّ شكل.

من يستطيع معالجة الوضع الاقتصادي في اليمن؟ من يستطيع إطعام اليمنيين؟ من يستطيع إعادة التلاميذ والطلاب إلى المدارس والجامعات؟ هل لا تزال هناك مدارس وجامعات أصلا؟ هل لا تزال زراعة في اليمن؟ هل لا تزال هناك خدمات طبّية ومستشفيات؟

كلّ شيء مدمّر في اليمن. كان علي عبدالله صالح آخر رئيس لليمن الموحد. استمرّت الوحدة بين 1990 و2011. انتهت الوحدة في اليوم الذي خطف الإخوان المسلمون ثورة الشباب على نظام لم يعد قادرا على تلبية طموحات هؤلاء الشبان الذين كانوا يختزنون شحنة كبيرة من الحماسة والاندفاع والنيّات الحسنة. أدّى ذلك إلى جعل الصراع على السلطة يدور داخل أسوار صنعاء. لم تعد صنعاء المركز الذي يُحكم منه اليمن وتدار منه النزاعات في مختلف المناطق اليمنية، بما في ذلك الحروب المستمرّة مع الحوثيين بين 2004 و2010.

انتهى الحوثيون من حروبهم مع صنعاء ليشنوا حربهم على خصومهم وصولا إلى صنعاء التي أسقطوها بعد إسقاطهم عمران تمهيدا لإقامة تحالف مع علي عبدالله صالح، هو في الواقع إحياء لتحالف قديم بين الجانبين.

أصرّ الرئيس السابق على البقاء في صنعاء ولعب دور سياسي وعسكري على الرغم من معرفته التامة أن كلّ شيء تغيّر، وأن لا مجال للعودة إلى ما قبل 2011. تلك العودة صارت حلما أكثر من أيّ شيء آخر. لم يعد من معنى للاحتفال بذكرى استقلال الجنوب في 1967 ولا لإحياء “ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962”، خصوصا بعدما اعتبر الحوثيون أنّهم قاموا بثورة على الثورة وأن احتلالهم لصنعاء يؤرّخ لليمن الحديث!

عقدة العودة إلى الماضي تتحكّم بكلّ طرف يمني. لدى كلّ طرف تاريخ يرفض أن ينساه. تقضي الشجاعة الآن بتجاوز كلّ طرف لتاريخ معيّن. لن يكون في استطاعة الشرعية العودة إلى صنعاء، مثلما لن يكون في استطاعة الحوثيين حكم صنعاء إلى الأبد مهما اعتقدوا أنّهم باتوا يجسّدون العصبية الزيدية في مرحلة معيّنة.

أضاع اليمنيون فرصا كثيرة. تلهّوا بجلسات الحوار الوطني أكثر مما يجب بكثير. لم يدركوا خطورة الحوثيين ومعنى انتقال الصراع الذي افتعله الإخوان السلمون إلى داخل أسوار صنعاء.

لم يدركوا أنّ “عاصفة الحزم” آتية، وأن أهل الخليج لا يمكن أن يتركوا اليمن لإيران… وأنّ هذه “العاصفة” ستستمرّ ما دامت هناك حاجة إليها، وما دامت هناك أسباب تدعو إلى احتواء إيران.

ستستمرّ “العاصفة” التي حققت حتّى الآن هدفا في غاية الأهمّية يتمثل في منع إيران من وضع يدها على اليمن. ولكن في النهاية، سيكون على اليمنيين، بمن في ذلك أولئك الذين يمثّلون الشرعية، التفكير في مواجهة المستقبل ومشاكله، بدل التفكير في كيفية العودة إلى الماضي.

كشف اغتيال “داعش” لمحافظ عدن مدى الحاجة إلى نمط جديد في التفكير، خصوصا أن التغاضي عن “داعش” و”القاعدة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى سينعش الحوثيين الذين يراهنون على أن الشرعية ليست في وضع يسمح لها بالاستفادة من الإنجازات التي تحقّقت بفضل قوات التحالف العربي والبناء عليها.

ماذا يعني ذلك؟ إنّه يعني بكل بساطة أن على اليمنيين البحث عن صيغة جديدة تؤمن التعايش في ما بينهم، حتّى لو كانت هذه الصيغة لا علاقة لها من قريب أو بعيد لا بالوحدة ولا بدولتي الشمال والجنوب…

arabstoday

GMT 19:01 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 19:00 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 18:58 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 18:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 18:55 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 18:54 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

GMT 18:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 18:51 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يتعلق اليمنيون بالعودة إلى الماضي… عندما يتعلق اليمنيون بالعودة إلى الماضي…



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:16 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 02:39 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

السفير آل جابر يلتقي بمسؤولي برنامج الأغذية العالمي

GMT 06:06 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 01:45 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

طرق تناول اللحوم والطيور في الدعوات الرسمية

GMT 07:31 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

عبدالله الفهد يشيد بأداء سامي الجابر مع "الشباب"

GMT 21:53 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

وائل عقيل يؤكّد أنّ الفوز على إيران ليس صعبًا

GMT 15:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الحمل الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 22:30 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

"سناب شات" يتهم ترامب بتشجيع العنف العنصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon