الهلال وتقطيع الأوصال
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

الهلال وتقطيع الأوصال

الهلال وتقطيع الأوصال

 السعودية اليوم -

الهلال وتقطيع الأوصال

غسان شربل

كان ذلك قبل اندلاع الاحتجاجات في محافظة الأنبار. كنت في مهمة صحافية في احدى العواصم وعلمت بوصول مسؤول عراقي إليها. قلت أغتنم الفرصة للتعرف إليه وسماع وجهة نظره.
استقبلني بلطف واضح. سألته عن الوضع في العراق فرد انه أفضل بكثير من السابق. وأن العملية السياسية مستمرة والحالة الأمنية أفضل. وأعرب عن اعتقاده أن التحسن مرشح للاستمرار وأن العراقيين سيقفون سداً منيعاً امام القوى التي يمكن أن تهدد وحدتهم والتعايش بينهم.
شعرت بالانزعاج لأن متابعتي للموضوع العراقي تقودني الى استنتاجات مغايرة تماماً. أدركت أن المسؤول يستخدم لغة اللياقة والعموميات لأنه يستقبل صحافياً لم يلتقه من قبل. غلبتني الوقاحة فقلت للمسؤول إنني جئت لمعرفة الوضع على حقيقته خصوصاً أن الجلسة ليست للنشر وأنني لن أشير الى اسمه لا من قريب او بعيد لأنني ادرك حساسية موقعه.
شدد الرجل على أن الكلام ليس للنشر باسمه. كررت تعهدي فانطلق على سجيته. أخرج من جيبه ورقة وراح يقرأ منها. انها جدول بتراجع عدد المسؤولين السنة في الوزارات. تحدث عن بناء القوات المسلحة على قاعدة طائفية و «تنظيف جهاز الامن من اي وجود سني فاعل». قال الرجل ما هو اخطر من ذلك: «حاولوا دفع ضابط كبير في موقع حساس في احد الأجهزة الى الاستقالة. حين رفض أرسلوا من اغتاله قبل اسبوع». كشف ان بعض منفذي الاغتيالات يحملون بطاقات تسهل مرورهم على الحواجز الأمنية.
سألته الى أين يتجه العراق اذاً، فاجاب: «الوضع شديد الخطورة. مرجعية نوري المالكي ليست الدستور. لن يقبل السنّة باستمرار سياسة الاقصاء والتهميش. انا شديد التمسك بوحدة العراق لكن السنّي العراقي لن يقبل ان يعيش مواطناً من الدرجة الثانية. اذا تعذر التغيير بسبب امتلاك المالكي دعماً ايرانياً وتأييداً اميركياً سيحصل انفجار. ربما ترى السنّة يطالبون بإقليم خاص بهم. في اوساطهم قلق شديد على موقعهم في البلد وعلى عروبته ايضاً. تخطئ ايران اذا اعتقدت انها تستطيع ادارة العراق بالأسلوب الذي ادارت به سورية لبنان والذي انتهى على النحو المعروف».
سمعت البارحة كلاماً مشابهاً او أخطر. قال سياسي عراقي ان العراق مقسم عملياً وليس مهدداً بالتقسيم. اعتبر ان تقدم «داعش» السريع والمذهل مجرد تأكيد لتدهور العلاقات السنّية - الشيعية. رأى ان «داعش» لافتة كبيرة لكن الذين اضطلعوا بدور بارز في انهاء الوجود الحكومي في الموصل وانحاء اخرى هم عسكريون سابقون ومدنيون شاركوا في عمليات المقاومة ضد الاحتلال.
قال ايضاً ان «داعش» لن تستطيع اقامة امارة والاستقرار فيها طويلاً. وان ابناء المناطق انفسهم سيضيقون ذرعاً بتعصبها وتخلفها وسيتولون انهاء سيطرتها. ودعا الى قراءة ما حدث في سياق اوسع وهو ازمة دور السنّة في العراق. وشدد على ان الخروج من الازمة لا بد أن يبدأ بإخراج المالكي وتصحيح مسار العملية السياسية واعادة شيء من التوازن الى موقع العراق الاقليمي.
استوقفني قوله إن ازمة موقع السنّة لا تقتصر على العراق وحده «بل هي مطروحة بحدة في المنطقة التي يسميها الاعلام احياناً الهلال الشيعي او هلال الممانعة وهي في النهاية المنطقة التي تمكنت ايران من احداث تغييرات كبيرة في دولها».
وأضاف: «ما كانت الاحداث في سورية تصل الى ما وصلت اليه لولا شعور المكون السنّي بالتهميش. من هذه الثغرة بالذات تسربت «داعش» و «جبهة النصرة» الى الاراضي السورية. قسوة المشاهد الوافدة من سورية اعادت اشعال الجمر العراقي خصوصاً بعد تورط حكومة المالكي هناك لحسابات ايرانية. في لبنان ايضاً لا يمكن فهم الازمة على حقيقتها الا بالتوقف عند ازمة موقع المكون السنّي الذي يشعر بأنه مستهدف من سياسة تحالف الاقليات. انها ازمة موقع السنّة في العراق وسورية ولبنان، وهم بالمناسبة ليسوا اقلية اذا اخذت في الاعتبار سقوط الحدود بين هذه الدول. الخيار إما العودة الى احترام التوازنات وصوغ توافقات فعلية وإما حرب طويلة مدمرة لحسم المواقع المذهبية في الهلال. وهي حرب تتيح لـ «داعش» وأخواتها التحصن هنا والتقدم هناك وانهاء ما تبقى من هياكل الدول مع تمزيق التعايش والخرائط. اخطر ما يمكن ان يحدث ان تتعامل ايران مع ما يجري في العراق باعتباره مجرد مؤامرة لتقطيع اوصال الهلال وهو ما فعلته في سورية».
اصعب ما يواجهه الصحافي العربي هو اشتراط من يتحدثون بصراحة ان لا ينشر الكلام باسمائهم. احترم ارادة المتحدثين لكنني وجدت في الكلام ما يساعد على فهم غليان المشاعر في بلدان الهلال التي تبدو موعودة بمزيد من الاهوال.

 

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 14:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 14:23 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 14:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهلال وتقطيع الأوصال الهلال وتقطيع الأوصال



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon