لا تغسل يديك
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة
أخر الأخبار

لا تغسل يديك

لا تغسل يديك

 السعودية اليوم -

لا تغسل يديك

غسان شربل

لا تقل أن تونس بعيدة. وأن الرياح الليبية لفَحتها. ومعها الرياح الجزائرية القديمة. ورياح انخراط الآلاف من أبنائها في الحرب الدائرة على ارض العراق وسورية. وأن بلادك بمنأى عما يجري. وأن النار لن تصل اليها. ولا تقل أن الكويت بعيدة. وأن المذبحة التي شهدتها لن تتكرر في عاصمتك. ولا تقل أن فرنسا بعيدة. وأن شروط الهجوم هناك لا تتوافر في المجتمع الذي تنتمي أنت اليه. لا تختبئ خلف أصبعك. ولا تحاول التهرب. الوضع أشد خطورة مما تعتقد. «داعش» يقيم على حدود الخريطة أو يقيم داخلها.

هذه ليست حرباً تدور بين الآخرين وعلى أراضي الآخرين. لا تزعم أن براءتك تحميك. وأن ابتعادك يرد النار عنك. هذه مذبحة جوالة لا تستثني احداً. هذه حرب تعنيك أنت. وتعني أولادك أيضاً. تعني سلامتك. وسلامة وطنك. وأسلوب حياتك. وسلامة أحفادك من بعدك.

لا تغسل يديك لأن القتلى ليسوا من بلدك. أو دينك. أو طائفتك. أو لونك. حيال المذابح الصمت حليف القاتل. ولا تحاول العثور للمرتكب على أعذار. كأن تفتح دفاتر التاريخ وتقرأ عما ارتكب المستعمرون في سالف الحقب. ولا تحاول التبرير أن الجريمة من صنع فقراء ومهمشين اصطادهم متعصبون في لحظة ضعف. ولا تسارع الى إلقاء اللوم على ديكتاتور سابق. لا تبرر. من يقبل بقتل بريء في أقصى الأرض يقبل بقتل كل الأبرياء. من يتهاون بشبر يتهاون ببلاد كاملة. من يتهاون بسنبلة يتهاون بحقل.

لا تقل أن الأمر لا يعنيك. لا تغمض عينيك. ولا تتحدث عن نصف مذبحة لأن ضحاياها ليسوا من طينتك. ولا تحاول تحميل مطابخ الاستخبارات الأجنبية مسؤولية إنتاج هؤلاء الذين يستبيحون الخرائط والمدن والبيوت ويبتهجون بحز رؤوس المواطنين والدول. ثمة استخبارات تحاول الاصطياد في الماء العكر. قد يحدث ذلك. لكن لا تتهرب من الأسئلة الحقيقية. هؤلاء الوحوش جاؤوا من الشقة المجاورة. أو الحي الملاصق. أو المدينة القريبة. أو البلد المتاخم. كبروا في بيوت تشبه بيوتنا. وصلوا في مساجد تشبه مسجد الحي. والسؤال الحقيقي الحارق هو عمّا تعلموه. وفي إي كتب قرأوا. وماذا قالت الكتب. وماذا قال من اجتذبهم وحرضهم وأرسلهم بعدما غسل أدمغتهم. ماذا تعلموا عن الآخر. وحق الاختلاف. وعن الذي لا يشرب من النبع نفسه. ولا يقر تكفير الآخر. ولا يبيح قتله.

لا تغسل يديك. هذه المجازر الجوالة أخطر من 11 ايلول (سبتمبر). «داعش» أخطر من «القاعدة». أبو بكر البغدادي أخطر من اسامة بن لادن. جاذبية «داعش» تفوق جاذبية أسلافه. إنه «دولة». وخليفة. ونفط. وضرائب. انه كائن متوحش يلتهم الحدود ويتفنن في الاعدامات ويوزع الرعب ويشتت الجيوش. انه يلعب بالخريطة. وبالتاريخ. والمستقبل. بالكتب. وأسلوب العيش. وبمصير أولادك. انه عصر الظلمات. وإغراء العودة الى الكهوف.

لا تزعم أنك محايد في هذه الحرب. أنت جزء منها شئت أم أبيت. على نتائجها سيتوقف مستقبل دولنا. وشعوبنا. ونمط حياتنا. وعلاقتنا بالعصر. والتكنولوجيا. وأفكار التقدم. والجامعات. ومراكز الأبحاث.

هذه الحرب مفتوحة. وهي طويلة ومريرة. مفتوحة داخل منازلنا. وفي المدارس. والجامعات. وفي المسجد وعلى أطرافه. وداخل المؤسسات الدينية. والمناهج الدراسية. إنك جزء من هذه الحرب. ولا خيار أمامك غير الانحياز فيها الى معسكر الاعتدال. وقبول ما يستلزمه كسب الحرب من قرارات مؤلمة. من إصلاحات عميقة أو ثورة فكرية شاملة. إنها الطريقة الوحيدة لإنقاذ وطنك وأطفالك. إنقاذ أطفالك من مصير مشابه لمصير من سقطوا في تونس أو الكويت أو مناطق أخرى. لا تتهرب. لا تغسل يديك.

arabstoday

GMT 22:20 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 22:18 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

(أوراقى ١٣)... قبلة من أم كلثوم !!

GMT 22:10 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

هل ستنقرض المكتبات؟

GMT 22:06 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 22:04 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 19:12 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

نهاية أبوشباب تليق به

GMT 19:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 19:05 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تغسل يديك لا تغسل يديك



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon