لماذا نعتدي على العالم
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

لماذا نعتدي على العالم؟

لماذا نعتدي على العالم؟

 السعودية اليوم -

لماذا نعتدي على العالم

بقلم ـ غسان شربل

كلما دوّى انفجار في مدينة في العالم يتكرر المشهد نفسه. أخرج إلى قاعة التحرير. أرى الأنظار شاخصة إلى الأخبار العاجلة على الشاشات. وأسمع همهمة زملائي. المهم ألا يكون المرتكب عربياً. المهم ألا يكون المرتكب مسلماً. لا نحتاج إلى المزيد. أسمعهم وأشاركهم تمنياتهم. لكن الأحداث سرعان ما تكذّب تمنياتنا. لم يعد سراً أن الاعتداء على العالم اختصاص مروع نتفرّد به وبات من اختصاصنا.

أعرف تماماً أن الرجل الذي دهس السياح هنا أو هناك لا يمثل البلد الذي جاء منه. ولا الطائفة التي ينتمي إليها. وأنه لم يحصل على إذن رسمي بارتكاب جريمته. وأنه مطلوب للعدالة في بلده قبل أن يكون مدرجاً على اللوائح الدولية للمطلوبين. وأن خطورته على مسقط رأسه تفوق خطورته على مسرح الجريمة البعيد.

أعرف أن التعصب ليس حكراً على أبناء منطقة أو طائفة أو بلد. وأن الموتورين أبناء ينابيع كثيرة ومختلفة. لكن علينا الاعتراف بلا مواربة بأننا أصحاب الأرقام القياسية في الاعتداء على العالم. وأننا حجزنا موقعاً لا يقهر في موسوعة «غينيس».

أنا لا أبالغ عزيزي القارئ. مشهد السياح ينزفون حتى الموت بفعل ارتكاب وافد من عالمنا يوقعني في ارتباك شديد. لا أعرف لماذا أشعر بواجب الاعتذار. لعائلة صيني صودف وجوده في برشلونة. أو ياباني خطر بباله أن يتنزه في نيس. أو ألماني ارتكب زيارة للأقصر.

هذا رهيب. من أعطانا حق استباحة الخرائط والدول والمدن؟ من أعطانا حق اغتيال شبان يحتفلون بالحياة في إسطنبول؟ ومن أعطانا أصلاً حق اغتيال المقيمين في البرجين في نيويورك؟ التذرع بظلم لحق بنا هنا أو هناك هو مجرد ستارة لإخفاء شهوة عميقة في قتل الآخر المختلف. رغبة عميقة في شطب من لا تتطابق ملامحه وانتماءاته مع ملامحنا وانتماءاتنا. ولنفترض أن ظلماً حصل؛ فهل نعالجه بإلحاق ظلم أشد بأبرياء؟ إن الحديث عن كره العالم لنا ليس صحيحاً. لا يمكن إنكار ممارسات مسيئة محدودة تحدث في الغرب أحياناً رداً على ممارساتنا الفظة، لكنها لا ترتقي بالتأكيد إلى مستوى ولائم القتل التي ننظمها على مسارح مختلفة ومتباعدة. ومن يعرف الغرب يعرف أن للقانون هناك سيادة وأولوية يستفيد منها حتى دعاة الكراهية. ويعرف كثيرون أن الجاليات العربية والإسلامية تتمتع في أوروبا بحرية تفتقد إليها في أحيان كثيرة في بلدانها الأصلية.

لماذا نعتدي على العالم؟ هل لأنه اختار الإبحار نحو المستقبل فيما تمسكنا نحن بالإبحار نحو الماضي؟ هل لأنه اخترع الطائرة التي نسافر فيها؟ والسيارة التي نستقلها؟ ودواء السرطان الذي نستخدمه في مستشفياتنا؟ ثم ما صحة هذه الكراهية للغرب ونحن نشتهي أن نرى أبناءنا وأحفادنا يتخرجون في جامعاته؟

لماذا نعتدي على العالم؟ هل لأننا فشلنا في بناء دول حديثة؟ وفي تحقيق التنمية؟ وفي توفير فرص العمل؟ وفي ضمان الحريات وتركيز حكم القانون؟ هل نعتبر تقدم الآخر هزيمة لنا وتهديداً لوجودنا؟ وهل الحل أن ننفجر به، أم نخرج من الأنفاق التي ارتضينا الإقامة المديدة في عتمتها؟ هل صحيح أننا نشعر بالرعب من تعدد الألوان وتعدد الخيارات والفرص ونخاف على عالم اللون الواحد الذي نتوهم أنه ضمانة وجودنا واستمرار هويتنا بعيدة عن أي تفاعل أو اغتناء؟ هل صحيح أننا نشعر بالذعر كلما سمعنا أجراس العصر تقرع؟ أجراس العصر في العلم والتكنولوجيا والطب والأفكار والثقافة والتعليم والموسيقى.

لماذا نعتدي على العالم؟ ومن أين جئنا بهذه الشحنة الهائلة من الكراهيات؟ ولماذا يغرينا الاصطدام المروع بالعالم بدل العيش معه وفيه؟ ولماذا نفضل الانفجار على الحوار؟ والموت على التفاعل والتسوية؟ والركام على الإقامة في بيوت مشتركة؟ والرماد على التعدد؟ والانكفاء على اليد الممدودة؟ وصفة القاتل أو المقتول على محاورة الآخر وتبادل الاعتراف معه؟

لن نستطيع الاستمرار في الاعتداء على العالم. هذه السياسة تعني تدمير مجتمعاتنا قبل تدمير مقهى أو متحف أو برج في عالم الآخرين. القتلة الجوالون يقتلون بلدانهم الأصلية حين يتوهمون قتل الآخرين. هذه الدول التي تبدو هشة قادرة على التعايش مع الخطر، لأنها دول ومؤسسات تخطئ وتصحح وتعيد الحسابات وتوفر الإمكانات.

حان الوقت لتكون الحرب على التطرف البند الأول في حياتنا. لا بد من إنهاء قاموس التطرف في البيت والحي والمدرسة والمناهج على اختلافها. لا بد من وقف تدفق أمواج الكراهية على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن نسأل أنفسنا عن الثقافة التي تنجب هذا الميل إلى الاعتداء على العالم، ومن دون مواجهة عقلانية جريئة، فسنغرق أكثر في الوحل والدم وسننجب المزيد من القتلة الجوالين.

arabstoday

GMT 16:00 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

بلينكن وبصمات سليماني

GMT 17:20 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نهر الاغتيالات

GMT 11:09 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

الرصاصة الأخيرة

GMT 16:09 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقعد على ضفاف البحر الأحمر

GMT 16:56 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبو عمار والسنوار وأسئلة الحصار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نعتدي على العالم لماذا نعتدي على العالم



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon