من نفق غزةَ إلى نافذة نيويورك
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

من نفق غزةَ إلى نافذة نيويورك

من نفق غزةَ إلى نافذة نيويورك

 السعودية اليوم -

من نفق غزةَ إلى نافذة نيويورك

غسان شربل
بقلم : غسان شربل

يفركُ بنيامين نتنياهو عينيهِ. لا يصدّق ما يرى. ولا يصدّق ما يسمع. كأنَّ العالمَ يقصفُه بقذائفَ لا يمكن ردُّها. يقصفُ جنونَه الدَّموي. وأحلامَه المتهوّرة. وأوهامَه الوافدةَ من كهوفِ التاريخ. آخرُ القذائفِ جاءته من كندا وأستراليا وبريطانيا. وللاعترافِ البريطانيّ مرارةٌ خاصة؛ فوعدُ ستارمر يخفف، إن تحقّق، العذاباتِ التي أنجبَها وعد بلفور.

يرتبكُ نتنياهو. لا يمكن إسكاتُ العالم. ولا يمكن إرسالُ الطائرات لتأديبه. سيطاردُه في تاريخه والتاريخ اليهودي أيضاً سؤالٌ موجعٌ. هل عجَّلت مغامراتُه وارتكاباتُه إيقاظ ضميرِ العالم فهبَّ لإشهار اعترافِه بالدولة الفلسطينية؟ لم يحدث أن تلقَّت إسرائيلُ القويَّةُ هذا السَّيلَ من الصفعاتِ الدبلوماسيةِ والسياسية.

لم يستطعِ العالمُ التعايش إلى ما لا نهاية مع مشاهد غزة. الأبراج التي تتوارى. البيوتُ التي تقتل مع ساكنيها. الخيامُ التي تحترق مع المحتمين بها. الجثث الصغيرة والقبور الصغيرة. طناجرُ الموت والخبز الغادر. وعذابات النزوح المتكرّر على شفير الجنازات. يكاد اليأسُ يستحكم؛ لهذا يلوذ المجروحون بالتاريخ. لم تنجح قوةٌ عاتيةٌ في قتل كلّ الناس. وفي اغتيال كلّ البيوت. وفي اقتلاع كل الأشجار. حلم المظلومين أعنف من صواريخ الطائرات. يستطيع الاختباء في عيني طفل. يكمن قليلاً أو طويلاً ثم ينفجر معبراً عن نفسه. وليس صحيحاً أنَّ ضميرَ العالم حجر. وأنَّ غيبوبتَه ستدوم إلى الأبد. ها هو العالم يدافع من نيويوركَ عن مبادئ الأمم المتحدة، ويكفكف دموعَ غوتيريش.

والقصة لا تعني فلسطين وحدَها بل تعني الشرق الأوسط برمته. تقول التجارب إنَّ الموضوعَ الفلسطيني هو الجرح الكبير المفتوح في الشرق الأوسط وإن كان يمكن الحديث عن جروح أخرى. قامت سياسة إسرائيل على محاولة إنكار وجود هذا الجرح. وعلى شطب حقّ الشعب الفلسطيني في المطالبة بأرضه أو بجزء منها. وها هي حكومة نتنياهو تواصل استغلال مجريات «طوفان السنوار» للإجهاز على مرتكزات بقاء الحلم الفلسطيني حيّاً عبر شطب غزة من الخريطة، وزعزعة استقرار الضفة وقضمها. استغلت إسرائيلُ وقوعَ «الطوفان» لإطلاق عملية ترمي إلى إعادة تشكيل بعض ملامح المنطقة خصوصاً المحيطة بها. ويفاخر نتنياهو علانية بإسقاط بشار الأسد، وطرد إيران من سوريا، وشطب حسن نصر الله من المعادلة، وباحتلال طائراته أجواء عدد من دول المنطقة. ووصلت الغطرسة الإسرائيلية حدَّ ارتكاب حماقة الإغارة على مقرات إقامة قادة «حماس» في الدوحة.

في موازاة مشاهد غزة سيلتفت أهل المنطقة، هذا الأسبوع، إلى مشاهدَ مهمةٍ في نيويورك. تشكل الرعاية السعودية - الفرنسية لمؤتمر «حل الدولتين» حدثاً بالغ الأهمية في مسار القضية الفلسطينية. ألقت القيادة السعودية بكامل ثقلها فتسارعت الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وكان أبرزها في القارة الأوروبية ومن دول كبرى فيها. هذا التطور غير المسبوق يمكن أن يشكل رداً دولياً يرمي إلى إفشال محاولة إسرائيل دفن القضية الفلسطينية تحت ركام غزة.

ليس بسيطاً على الإطلاق أن تسلم دول اعتادت في العقود الماضية دعم إسرائيلَ، أو غض النظر عن ارتكاباتها بأنَّ السبيل الوحيد لوقف الحروب الإسرائيلية - الفلسطينية هو قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. والأمر أبعدُ من ذلك أيضاً. هناك التسليم بأنَّ الشرق الأوسط لن ينعمَ بالاستقرار ما لم تقم هذه الدولة. واستقرار الشرق الأوسط مسألة تعني دولَه وشعوبه، لكنَّها تعني أيضاً أوروبا والعالم، ذلك أن استقرار هذه المنطقة يؤثر في الدول الكبرى ومصالحها والاقتصاد العالمي واستقراره.

حل الدولتين هو المفتاح. وحده يمكن أن يعيد إسرائيل إلى إسرائيل. يعيدها إلى حدودها، ويعيد طائراتها إلى أجوائها، ويخرجها من ممارسات الغطرسة الإقليمية. ينزع فتيل الحروب الدائمة الطويلة، وينزع الموضوع الذي يمكن أن تتوكأ عليه المغامرات الإقليمية لإعادة تشكيل ملامح المنطقة. ورغم موقف واشنطن الحالي، فإن الثقل العربي والإسلامي والدولي الداعم لحل الدولتين سينجح في النهاية في إقناع الإدارة الأميركية أن لا سبيل لضمان حقوق الفلسطينيين وأمن إسرائيل معاً غير حل الدولتين. وتحتاج هذه المعركة الدبلوماسية والسياسية الكبيرة إلى الوقت والصبر، لكنها المعبر الإلزامي لإخراج الشرق الأوسط من النفق. حل الدولتين هو النافذة الوحيدة المتاحة للخروج من النفق وحروبه وأهواله.

ما سيجري في نيويورك مهم وتاريخي، لكنَّه بداية المسار. فبين الاعتراف بالدولة الفلسطينية وترجمته على أرض الواقع معركة قاسية ستدور داخل إسرائيل وداخل صفوف الفلسطينيين وعواصم أخرى، خصوصاً في الولايات المتحدة نفسها. بعث العالم برسالة صريحة. شطب الحق الفلسطيني مستحيل. لا يُرسم مستقبل الشعوب بقذائف الطائرات. يُرسم باحترام الحقوق والقانون الدولي. ما سيجري في نيويورك هو المدماكُ الأول. لا بدَّ من إرغام حكومة نتنياهو على وقف النار. والقبول بالذهاب إلى طاولة مفاوضات. والبحث في الحدود والضمانات. ولتحقيق ذلك لا بدَّ من إقناع واشنطن بأن الوقت حان لإغلاق الجرح الفلسطيني على قاعدة العدالة.

لا خيار أمام إسرائيل غير الاستقالة من القاموس الانتحاري لنتنياهو. المزيد من القتل في غزة يعمق إقامة إسرائيل في النفق. حوَّل الجيش الإسرائيلي غزةَ بحراً من الركام، لكنَّ الحلم الفلسطيني أطلَّ مجدداً من ركامها. ولا خيار أمام الفلسطينيين غير الانخراط في معركة حل الدولتين وفق قاموس الشرعية الدولية. الخروج من النفق إلى النافذة يستلزم خيارات صعبة ومؤلمة، ولكن لا بدَّ من اتخاذها. الدولة أهمُّ من الفصائل.

ذاتَ يوم اختار ياسر عرفات العودة إلى بعض الأرض. كأنَّه كان واثقاً بأنَّ آلة القتل الإسرائيلية لن تستطيعَ اقتلاع كل البيوت وجميع الأطفال لهذا كان يردد: «إنَّ الدولة على مرمى حجر».

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 14:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 14:23 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 14:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من نفق غزةَ إلى نافذة نيويورك من نفق غزةَ إلى نافذة نيويورك



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon