لقد خذلتنا يا سيد
سانتوس ينجو من الهبوط بفضل تألق نيمار واللاعب يواجه جراحة ركبة طارئة تهدد مشاركته في مونديال 2026 الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا
أخر الأخبار

لقد خذلتنا يا سيد!

لقد خذلتنا يا سيد!

 السعودية اليوم -

لقد خذلتنا يا سيد

طلال سلمان

لا يليق بك «الفعل الماضي»، يا سيد، فأنت من المستقبل وفيه.
يصعب علينا ان نقول «وكان السيد هاني»، لأن «السيد» يحضر حيث يحب أو يرغب أو يأتي ليختلف في أي زمان أو مكان.
ثقيل هو حمل الإرث المقدس للأجداد المظلومين. لكن لا بد من ان نعيش حياتنا متخففين من أثقال الماضي ومآسيه. ولا بد أساساً من ان نحمي حاضرنا من تكرار المأساة، مرة أخرى، بالمقلوب. للشهداء الخلود، ولمن أخذه شبق السلطة إلى الظلم والعسف وحمل رأس الحق على الرمح، المغفرة. يستحيل ان نعيش في «المقبرة» إلى الأبد. لا تحاسب الجريمة السياسية بالعواطف، وللصراع على السلطان قواعده: من تأخر أو تردد أو اطمأن إلى بيعة طيارة ليس كمن أمسك بزمام الأمور ومشى إلى العرش مزدهياً، ولو على الجثث.
لقد شغلتك أسئلة القلق: من، ولماذا، وكيف، وما الصحيح؟! في حين ركب غيرك الموجة مرجئين الجواب إلى ما بعد مرحلة التمكين. و«من فوق» يمكنهم ان يرمونا بأسئلتنا فنتعثر بمساءلة أنفسنا: هل كان علينا ان نسبقهم، ولو بقتلهم؟ هل كان علينا ان نمارس الفعل من خارج الشرعية؟! ولكنهم قد ذبحوا الشرعية عند الباب، فلما رأى الناس سيوفهم تقطر دماً قالوا: لنا الله!.. وتركوا لهم السلطة بالسيف، وغرقوا هم في بكاء عابر للقرون!
أيها المعمم بسواد المذبحة تغالب صفاء النية واتساع القلب للخلق جميعاً: كيف تخذل قضيتك وتخذلنا، نحن الذين اتخذنا إماماً، نقرأ عليك خطايانا فتغفر، فإن جادلنا في رأي أو اجتهاد ثرت علينا وساءلتنا: أتزاحموننا حتى على اجتهادي وأنتم كفرة. ثم تستدرك: أعوذ بالله لستم كفرة، ولكنكم أسوأ إذ تخرجون على طاعتي!
أيها الذي قرأ مكتبات النجف وبغداد ودمشق وبيروت وتونس وفاس، حفظ القرآن وتفاسير الأئمة جميعاً، السنة والشيعة والخوارج. ثم قرأ الإنجيل وأدخله في القرآن وأخرجهما كتاباً واحداً... كيف تغادرنا ونحن في دوامة الفتنة: قلّ المؤمنون وكثُر أمراء المؤمنين!
أيها القلِق المقلِق، التعِب المتعب، المتشكك وهو مصدر اليقين: كيف تخذلنا وتتركنا في عراء الشك؟
كنا ننتظرك متلهفين لجلسة نقاش، متوقعين انها ستنتهي بتأنيبنا. ان تحدثنا عن فلسطين فأنت المقاتل الذي منعه المهزومون سلفاً من الانتصار.. يتشددون إذا حانت لحظة تبادل التنازلات، فإذا ما عبرت عرضوا مواقفهم للبيع ولا مشترين.
كنا نجادلك ونتهمك والقائد الذي آمنت بمسيرته بأنكم تذهبون إلى الحرب بثياب السياسيين، فإذا حانت لحظة السياسة أطلقتم عليها النار..
أما أنت فكنت تتهمنا بغرور أطفال السياسة الذين يرون الحرب انتحاراً ويرون السياسة استسلاماً.. فأين المفر؟!
أيها الكاتب، الشاعر، الخطيب، المحدث، القارئ، الناقد، المتشكك، الحائر وهو يوزع اليقين: أين كنت تخفي كل هذه الطاقة وعباءتك ممزقة، وبيتك بارد، والناس يحارون بأي ألقابك يخاطبونك، وهم يخافون ان يسمعوك فيضبطوا مصدقين لك، بينما أنت الموسوم بالخروج على الجماعة؟
مبكراً أنشدت السلاح. ومبكراً أدنت السلاح. وبين السلاحين كدت تذهب بالرصاص الطائش.
لعلك بين الأقلام الأولى التي كتبت في «السفير» وعن «السفير».
ولعلك بين أوائل من اختلف مع «السفير» وهو يكتب في «السفير».
لا «السفير» أنكرته بالعتب، ولا هو غادر «السفير» بالغضب.
كنت تختفي أحياناً ثم تعود لتقول: أين حقي؟! عمودي في «السفير» لا يحتله قلم غير قلمي! لن احرد فأترككم في كل واد تهيمون! أنا «السفير»، وأنتم طارئون عليها. هي لفلسطين، وأنا قبلها. هي للجنوب وأنا قبلها. هي للمقاومة وأنا قبلها. هي للوحدة الوطنية وأنا قبلها. هي أخطأت وتخطئ وقد تنحرف بمسارها وأنا كحرف الألف: مستقيم الرأي حتى لو هزم، مستقيم الخط حتى لو أخطأ الهدف. اطردوا من استقر هانئاً في مكاني. أنا الأصل والباقون «لمامة» من المهزومين. أنا وحدي الهاني.
... ولقد انصرم عصر الشعر، يا سيد! واندثر عصر الثورة، يا سيد! أخرجت الجاهلية قوافل اللائذين بها فجاؤوا ينشرون الغلط بالقتل.
أليست خيانة منك ان تغادرنا بينما طوابير الهمج يبتدعون «أمير المؤمنين» يقاتل الإيمان وأهله في كل دار؟ يستأصل الايزيديين والشبك والكلدان والآشوريين والشيعة والسنة من المسلمين تحت شعار «دولة الإسلام ـ ولا إله إلا الله محمد رسول الله»!
الآن تغادر، يا سيد، ولم نعهدك جباناً، بل عهدناك على الدوام مقاتلاً، بالصح والغلط الذي ترى فيه شجاعة في الفكر أو حلاً لمعضلة مستعصية؟
هل هزمك هذا الدعي بالعمامة المستعارة سوداء، ليدلل على نسب مستعار وأنت أساس النسب الصحيح، داعيته وخطيبه وإمامه، شاعره بدماء الحسين وعزة زينب وشهادة الفتية الغر في المسافة بين الماء والدم المهدور غيلة؟
لم يحن أوان الوداع يا سيد، وقد اشتدت الحاجة إلى الاستنارة، وإلى الوعي، إلى العقل الذي لا يقبل الزور، وإلى الشك الذي يفتح باب اليقين.
هل أخذك الغضب من الخطأ والموغلين فيه برغم البينات القاطعة بالصح؟
هل أتعبك اليأس وأغاظك المنافقون الذين يدعون انهم آمنوا بما تدعو إليه فإذا ما بلغوا واحداً من أبواب السلطة خانوك وتركوك وحيداً تقاتل طواحين الريح وغيلان الغلط، وهم مصفحون بالذهب المنهوب؟!
لقد استبقت عاشوراء، يا سيد، وتركتنا وحيدين في زمن البكاء.
لعلك الآن تضحك منا: لقد كتبت لكم فلم تقرأوا! وقمت فيكم خطيباً فلم تسمعوا! غنيت شعري فصفقتم من دون ان تفهموا، ومن فهم ادعى انه عاجز عن الفعل، خطبت فهززتم رؤوسكم، وبينكم من بكى تأثراً، ثم انصرفتم عني عندما حضر المصورون حتى لا تضبطوا بالجرم المشهود وأنتم طلاب منفعة ووظيفة لا طلاب استشهاد!
من حقك ان تقول وأنت تغادرنا: لقد يئست منكم!
ومن حقنا ان نقول: ولقد خذلتنا أيها الذي نذر نفسه للشهادة فعزت عليه، ونذر نفسه لتصحيح المعوج من أمور الدنيا والدين فاستحال عليه تقويم الاعوجاج، فانطوى داخل عمامته السوداء معلناً الحداد على هذه المرحلة من تاريخنا حيث لا مكان لمتمرد داخل إيمانه، ولثائر في قلب جموع المهزومين، ولداعية الحق في زمن سيادة الغلط!
إلى اللقاء يا سيد... أيها الذي جاء من جبشيت بموكب جياش بالأمل وعاد إليها بموكب جياش بالحزن وافتقاد اليقين.
إلى اللقاء. أيها الأخ الذي لم تلده أمي
ولو ولدت النساء أمثاله لكنا الكثرة.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقد خذلتنا يا سيد لقد خذلتنا يا سيد



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon