مصادر قوة «داعش» تهافت النظام المضروب بالطائفية
هجوم روسي بطائرات مسيرة على مبنى سكني في أوختيركا يوقع سبعة جرحى ويتسبب بتدمير أجزاء منه قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مقر أونروا في الشيخ جراح في الجانب الشرقي من مدينة القدس المحتلة وتثير استنكار الوكالة سانتوس ينجو من الهبوط بفضل تألق نيمار واللاعب يواجه جراحة ركبة طارئة تهدد مشاركته في مونديال 2026 الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم
أخر الأخبار

مصادر قوة «داعش»: تهافت النظام المضروب بالطائفية

مصادر قوة «داعش»: تهافت النظام المضروب بالطائفية

 السعودية اليوم -

مصادر قوة «داعش» تهافت النظام المضروب بالطائفية

طلال سلمان

قبل أيام، جمعنا لقاء مميز بالدكتور المهندس محمد شحرور، أحد أبرز العلماء المجتهدين في إعادة تفسير النص القرآني بمضمونه الحقيقي ودلالاته الفعلية، كما يفهمها فيقبلها أي عالِم مستنير، اليوم، وبعد ألف وأربعمئة وست وثلاثين سنة على نزوله على النبي العربي محمد بن عبدالله.
ولقد عوّدنا هذا الباحث الدمشقي المجتهد على مثل هذا اللقاء كلما أوصلته أبحاثه ودراساته المعمقة وبحثه في الموروث من كتابات السلف الصالح والمناقشات المفتوحة بعد ـ في رأيه ـ على الحوار والاجتهاد في التفسير لتحرير النص المقدس من التفسيرات الآلية أو المرتجلة أو تلك التي تجمدت في مقولات الأولين، فيجري تداولها وكأنها أحكام مبرمة لا تقبل الرد أو حتى المناقشة.
مع نهاية اللقاء، تعاظم خوفنا على هذا العالِم المجتهد الذي يجيء في زمن الإظلام بالأمر والتجهيل بحد السيف والتكفير القاتل لأهل الإسلام الذين قد يختلفون في التفسير، أو قد يجتهدون فيصيبون أو يخطئون، ولكن منطلقهم حفظ قداسة الرسالة من التشويه المتعمد بالجهل أو بالغرض أو بالتعصب الأعمى الذي يؤذي المسلمين في دينهم، ويؤذيهم أكثر في دنياهم.
«الداعشي» هو وحده صحيح الإسلام، ومن تبقى من المسلمين إما غارقون في وهدة الكفر وإما انهم مضللون أخذوا بعيدا عن الدين بأصله ولا بد من إعادتهم إلى حومته، وأما أهل الكفر من الشيعة والمذاهب والبدع الأخرى فلهم السيف: «فالرافضة طائفة شرك ورِدة، بل كفر، وردة الكافر بالتحاكم إلى شرع الله وحده. العلمانية على اختلاف راياتها وتنوع مذاهبها كالقومية والوطنية والشيوعية والبعثية هي كفر مناقض للإسلام فخروج من الملة..».
هذا في «النظري»، أما في «العملي» فإن الأوضاع التي كانت سائدة في عراق ما بعد جلاء قوات الاحتلال الأميركي عنه، قد شكلت نوعاً من التمهيد لما نشهده هذه الأيام. فقد تمّ تخريب بنية الدولة وحل الجيش وتعميق عوامل الفتنة بين السنة والشيعة من خلال تصوير خلع نظام صدام حسين وكأنه الفرصة القدرية لنيل الشيعة حقوقهم التي كانوا محرومين منها منذ إقامة «الدولة» وتنصيب الملك الهاشمي فيصل بن الشريف حسين عليها في العشرينيات من القرن الماضي.
ومن أسف، فإن من تولى السلطة في بغداد وريثاً لنظام صدام قد مارس النهج ذاته مقلوباً، وسط بحر من الفساد والإفساد الذي يتجاوز أي تقدير. وهكذا، فقد تم التنكيل بالقيادات السابقة للجيش، فأُبعد كبار الضباط والمؤهلون وأصحاب الخبرة تماما عن السلطة التي أغرقها من سُلّمت إليهم بالفساد المريع: نُهبت موارد العراق، وتم توزيع الثروة انتقائياً وعلى قاعدة المحاصصة بين من تولوا مقاليد الحكم.
انقلبت الآية واختلفت الأدوار: صارت «النخبة» المتحكمة بالقرار ـ والمنافع ـ شيعية (مع إسناد كردي بالمحاصصة)، وتم تعيين من حضر من الضباط المهمشين ـ أزلام السلطة الجديدة في مواقع قيادية لا يستحقونها، واستُبعدت «الصحوات» التي أنشأها أو نظمها الأميركيون لتكون «الرديف السني» للجيش، الذي غدا شيعياً الآن، عن القرار.
وهكذا تم استيلاد بيئة معادية للسلطة، على أتم الاستعداد لقبول أي وافد جديد يستنفر عصبيتها الطائفية وشعورها بالتهميش وواقع إذلالها بالفقر والاستبعاد عن مركز القرار.
لذلك أمكن لتنظيم «القاعدة»، بداية، وضمن حدود معينة، أن يجد بيئة حاضنة في «المناطق السنية» في العراق، خصوصاً وقد جاء تحت راية الدعوة لقتال الاحتلال الأميركي. فهذا القتال كان الذريعة التي يسّرت لطوابير من الإسلاميين في سوريا (والخارج) أن يتوجهوا بعلم النظام في دمشق وبفضل تسهيلات خاصة تم توفيرها لهم، فيقطعوا الحدود الشاسعة وشبه الصحراوية بين البلدين الشقيقين، لكي ينالوا حقهم من «الجهاد ضد الكفار» ممثلين بجنود الاحتلال الأميركي.
وبالتأكيد، فإن «إسلاميين» آخرين قد ذهبوا إلى «الجهاد» في العراق، حيث كان قد وقع انشقاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عن «القاعدة»، مندفعين بتركيزهم على «الظلامة السنية»، مسقطين الحدود بين الدولتين العراقية والسورية.
كانت بغداد مشغولة بصراع أهل السلطة على المكاسب والمنافع، المتكئين على تحالف/ تواطؤ ضمني بين واشنطن وطهران. فيما كان من صاروا قياديين لداعش في ما بعد، وبينهم نسبة كبيرة من الضباط السابقين في الجيش العراقي، يتوزعون بين المعتقلات والسجون (وبصفة خاصة في سجن أبو غريب) والبطالة والرواتب الضئيلة يتجولون بين المدن والبلدات السنية يجمعون الغاضبين لظلمهم (الذي يسهل نسبته إلى كونهم من «أهل السنة»)، ويستعينون بالأكفاء من هؤلاء الضباط الذين أوفدهم صدام حسين إلى حرب السبع سنوات ضد إيران ـ الثورة الإسلامية ـ ثم وقبل أن ينالوا قسطاً من الراحة، عاد فأوفدهم إلى «غزوة» احتلال الكويت بسبب تنكّر دول الجزيرة والخليج لتعهداتها، وهي التي حرّضته على مهاجمة إيران مع وعود مغرية بالتمويل وإعادة بناء ما تهدم في العراق، فلما أخلفت وعدها قام بغزوته. وفي الكويت لحقت هزيمة نكراء بالجيش العراقي الذي وجد نفسه في مواجهة تحالف دولي يضم إلى الجيوش الأميركية ـ بحراً وبراً وجواً ـ قوات مقاتلة من دول «حلف الأطلسي»، مع «نخب» مختارة من الجيوش العربية الأقوى: مصر وسوريا، جاءت تقاتله في إطار «التحالف الدولي لتحرير الكويت»!
على هذا يمكن القول إن تنظيم «داعش» لم يحقق نصراً مدوّياً في غزوته العراق، واحتلاله العاصمة الثانية ذات المليوني نسمة (مع ريفها) الموصل، بقوة «جيشه» الذي قطع مئات الكيلومترات في أرض مكشوفة بالسيارات اليابانية التي كانت «مدنية» فزوّدها بآلة الحرب (مدافع وصواريخ ورشاشات ثقيلة).. بل هو قد تقدم ليتسلم هذه المدينة ذات الموقع الإستراتيجي الخطير، بلا قتال!
لقد سلّم الجيش العراقي الموجود في المدينة ومحيطها من دون أن يطلق رصاصة واحدة: أكثر من خمسين ألف جندي معززين بالدبابات والمصفحات والمدفعية وسائر عدة الحرب، خلعوا ملابسهم العسكرية، وتركوا آلياتهم سليمة وكذلك مخازن الذخيرة، وانسحبوا عشوائياً ليدخل «الخليفة» منتصراً بغير قتال، متقدماً إلى مسجدها الكبير ليعلن انتصار دعوته بخطبة عصماء، تفيد أن هذا «المجاهد» السابق لم يهدر وقته قبل السجن وفيه وبعده، بل عمل جاهداً لتصفية منافسيه وربط الأنصار والموالين من أهل السنة المحبطين به، بمن فيهم من كانوا في «الصحوات»، وكذلك فتح الباب لاستيعاب الضباط السابقين في جيش صدام الممتلئين بمشاعر النقمة والرغبة في الانتقام لكرامتهم.. ولطائفتهم، واستعادة ما يرونها حقوقاً لهم في بلادهم.
ليست الانتصارات الباهرة التي حققها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» حصيلة كفاءات قياداته العسكرية وعمليات الذبح والسبي الجماعي والإعدامات العلنية لبعض من اختار من «أسراه»، الأجانب بالدرجة الأولى، ثم المدنيين الذين اعتبرهم «كفاراً وأهل ضلالة»، أو «خونة» من «الرافضة» خرجوا من الدين وعليه. بل إن هذه الانتصارات هي أولاً وأخيراً من ثمار المناخ المؤاتي الذي رافق غزوته. فهو قد غرف من بحر الغضب الشعبي واستقطب كثيراً ممن ينقمون على النظام، أو انهم يقاتلونه فعلاً (في سوريا أساساً ثم في العراق)، واحتل مدناً وبلدات كانت جاهزة لاستقباله. وهو كان استقر بقواته، قبل عام تقريباً، في مدينة الرقة السورية، على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يمتد مجراه عبر الصحراء المشتركة بين سوريا والعراق ليعبر الموصل والرمادي وديالى إلى مصبه حيث يلتقي نهر دجلة ليشكلا معاً «شط العرب» عند البصرة، حيث يبدأ الخليج العربي الذي تتقاسم ضفتيه إيران من جهة والكويت ودولة الإمارات والسعودية وعُمان من الجهة الأخرى، لينتهي عند مضيق هرمز مدخل المحيط الهندي.
باختصار، فإن انتصارات «داعش» المفاجئة والتي فاضت عن التوقع هي حصيلة دهر من الغلط وأكوام من الممارسات الخاطئة التي لبست لبوس الطائفية والمذهبية لتبرر ما لا يبرر من فساد السلطة والتقصير الفاضح في توطيد الوحدة الوطنية وفي تحصين البلاد بقدرات أهلها كما بثرواتها الظاهرة.. والدفينة. ألا يقال إن العراق كله يعوم فوق بحر من النفط؟!
إن «داعش» يقاتل الآن بالسلاح الثقيل والخفيف الذي غنمه من دون قتال.. وبالأموال التي أخذها مكدسة في ربطاتها من خزائن الموصل أو جناها من حصيلة بيع النفط المنهوب إلى الدولة التي لا يمكن تبرئتها من التواطؤ. فتركيا أعظم المستفيدين من تدمير هاتين الدولتين العربيتين (سوريا والعراق)، من دون أن ينفي هذا الاستنتاج المسؤولية العظمى للنظامين الحاكمين في كل من دمشق وبغداد عن سقوط معظم المناطق التي سيطر عليها «داعش» من دون قتال أو بقتال أضعف الإيمان (بما في ذلك حقول النفط والسدود التي تتحكم بمياه الفرات والتي من شأنها إذا ما هُدمت أو نُسفت أن تغرق الأرض ومن وما عليها بفيضان لا يمكن وقف تدفقه المدمر).
وبالتأكيد، فإن الإسلام كما يقدمه المفكر المستنير الدكتور المهندس محمد شحرور بريء من أمثال هؤلاء الذين يحملون الراية الإسلامية ويتقدمون بقوة السلاح لاحتلال الفراغ الناجم عن فساد السلطة، الذي ضرب وحدة الشعب ومقدرات البلاد، وفتحها أمام الزاحف تحت رايات التعصب لأخذها... فاتحاً الباب أمام عودة المستعمر بثياب النجدة وحماية الدين الحنيف، هذه المرة.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصادر قوة «داعش» تهافت النظام المضروب بالطائفية مصادر قوة «داعش» تهافت النظام المضروب بالطائفية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon