لـيــشْ

لـيــشْ ؟!

لـيــشْ ؟!

 السعودية اليوم -

لـيــشْ

حسن البطل

بقلم: عامر بدران تعقيب الشاعر والطبيب عامر بدران على عمود "قائمة العار" (أطراف النهار) ـ السبت 22 حزيران.. شكراً للنابهين الذين انتبهوا إلى أن القائمة جزء من قائمة تواقيع احتجاج على نيّة حكومة "حماس" في حينه سحب وحرق نسخ المرويّات الشعبية الشفهية "قول يا طير" .. وهي أكثر تهذيباً من كتب إسلامية دينية عن "النكاح". *** أنا من ضمن "قائمة العار" الفلسطينية... يا للشرف العظيم. نعم، لقد ورد اسمي بأحرفه التسعة "عامر بدران"، دون ألقاب ولا توصيفات. وهذا منطقيّ تماماً. فالألقاب تُستخدم عادة لرفع الشأن لا لخفضه. فليس من المنطق أن نقول مثلاً: السافل الروائي باولو كويلو. فكلمة الروائي هنا زائدة تماماً ولا تصلح عنصراً في شتيمة. إذن، عليك أولاً أن تجرّد خصمك من صفته لتستطيع شتمه بطريقة مقنعة للمستمع. / الكلام أعلاه ليس من باب الغرور الشخصي أبداً، بل هو من باب الاعتداد الجماعي بزملائي في القائمة. لقد قررت "حماس"، بجرّة قلم، أن ثمة أشخاصا غير مرغوب فيهم في فلسطين، وعليه فلا بد من تشويههم أولاً. ولأن "حماس" والحركات الإسلاموية عموماً، تعرف أن التشويه في مجتمع محافظ لا بد أن يكون "أخلاقياً"، اختارت لقائمتها عنواناً لافتاً فضفاضاً، وسهلاً على أذن المتلقي الجاهل: "قائمة الانحطاط والرذيلة". تحت هذا العنوان وردت أسماء لكتّاب ومفكّرين وأطبّاء ووطنيين حقيقيين أثروا المشهد السياسي والثقافي الفلسطيني على مدار عقود، لا بل من الصعب أن تُذكر فلسطين دون ذكرهم، أمثال محمود درويش وحيدر عبد الشافي وحسن البطل ومحمود شقير وفيصل حوراني وزكريا محمد، وخالد درويش، وصالح مشارقة.. والكثير من الأسماء اللامعة في سماء الفكر والثقافة الفلسطينية. لِمَ هذه الأسماء تحديداً؟ الجواب البديهي لدى "حماس" يبدو بسيطاً ومقنعاً للوهلة الأولى، وبريئاً ربما: هذه الأسماء هي من أجبرت وزير التعليم الأسبق على التراجع عن قراره بمنع كتاب الحكايات الشعبية "قول يا طير"، ذلك الكتاب الذي يحوي ألفاظاً بذيئة برأي "حماس" ووزيرها آنذاك. وقبل أن أضع لكم الجواب الحقيقي أريد أن أسأل "حماس" وقادتها وشيوخها: لماذا لم تمنعوا كتاباً مثل "الوشاح في فوائد النكاح" للإمام جلال الدين السيوطي أحد الجلالين اللذين فسّرا القرآن الكريم التفسير المعروف باسم "تفسير الجلالين"؟ . إذن، الجواب لا علاقة له لا بالكتاب ولا بمنعه ولا بإجبار الوزير على التراجع. خاصة وأن القائمة أضيف لها أسماء لم تشارك في الاحتجاج يومها، وسُحب منها أسماء شاركت. الجواب الحقيقي هو: "حماس" وحركات الإسلام السياسي تعمل جاهدة على تفكيك الهُويّة الوطنيّة الجامعة، واستبدالها بهُويّة إسلامية. هي لا تريد مثقفين مزعجين، ينتجون فكراً يثري عناصر الهُويّة الوطنية، بل تريد أئمة وأتباعا. لا تريد حواراً واختلافاً، بل خُطب مساجد وأدعية يتبعها الناس بـ آمــين. لا تريد "فلسطين" بل تريد إمارة في محيط إسلامي. هل هذا البرنامج من حقها؟ بالتأكيد نعم. لكن الذي ليس من حقها هو الكذب على الناس البسطاء لتمرير هذا البرنامج. وهو إلقاء التهم والتوصيفات جزافاً لتشويه الناس كمقدمة للتخلص منها. وهو الادعاء الكاذب أن هذه الحركات تناضل من أجل وطن مستقل ودولة ذات مؤسسات. وأخيراً، لا بد من كلمة لأولئك "المثقفين"، الذين لا يفعلون شيئاً سوى وصف اكتئابهم وحرمانهم ... دخيل ربكم، فيقوا. فأنتم محسوبون علينا، شئنا أم أبينا. يوم عسّاف قال درويش عن شعبه: "يا ابن أكثر من أب" وأسجّل لمحمد عسّاف هذا الوفاء لـ "آباء" نشيده : الشعب، المخيم، الوكالة و"يابا ويمّا"! كان شاب فلسطيني جميل من مخيم شاتيلا فقد ساقيه خلال الحرب على المخيمات. نقلوا الجرحى إلى قبرص لعلاجهم في الخارج، وعلمت أن الشاب قريب لي لجهة أمي، وابن لاجئ من بلدتي طيرة حيفا. أراني صوراً له يرقص على الديسك مع "مايك جاغر" من فرقة "رولنغ ستونز". الطرب وقت الطرب، والحرب وقت الحرب... والفرح وقت الفرح. لذلك، من فضلكم، بلا تعييب وتأثيم للشعب وشيّابه، وبلا تحريم وتجريم "طلّ سلاحي من جراحي" أو طلّ صوتي من جراح شعبي!  نقلا عن جريدة الايام 

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لـيــشْ لـيــشْ



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:44 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

6 أمراض لا تعلمها يسببها التوتر وكيف تتغلب عليها

GMT 13:05 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

اختراع جهاز لتحويل بول رواد الفضاء إلى ماء

GMT 21:08 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد السعودي يتأهل إلى ربع نهائي كأس محمد السادس

GMT 16:51 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

تأجيل بطولة إفريقيا للكرة الطائرة سيدات

GMT 07:36 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

سطوع شاشة هاتف ذكي يحدث 500 ثقب في عيني فتاة

GMT 12:22 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحزم يكرم مدرب الأهلي يوسف عنبر

GMT 17:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة العراقية فرجينيا ياسين وحيدة بلا أقارب ولا معارف

GMT 17:18 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

"الامن العام" ينظم ورشة للتعريف بمشروع عزم الشباب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab