إيران إذ تعيد خلط الأوراق والمواقع والمواقف

إيران إذ تعيد خلط الأوراق والمواقع والمواقف

إيران إذ تعيد خلط الأوراق والمواقع والمواقف

 السعودية اليوم -

إيران إذ تعيد خلط الأوراق والمواقع والمواقف

عريب الرنتاوي

تدفع لقاءات نيويورك بين إيران ودول الغرب، للاعتقاد بأن "تغييراً جوهرياً" سوف يطرأ على مواقف ومواقع مختلف اللاعبين في الإقليم، وأن الإقليم برمته، سيشهد عملية "إعادة توزين" لأحجام القوى وأوزانها، وأن هذه العملية ستجري جنباً إلى جنب مع التقدم (أو التراجع) الذي ستسجله المفاوضات الإيرانية – الغربية، ما اتصل منها بالبرنامج النووي الإيراني، أو ما تعلق بملفات المنطقة المختلفة، وفي صدارتها الأزمة السورية. والمتتبع للحفاوة التي استقبل بها الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف من قبل نظرائهم الغربيين، يدرك أن انتخاب روحاني، وما جاء به من مواقف وتغييرات في مراكز صنع القرار في طهران، إنما وقع "برداً وسلاماً" على هذه العواصم، وهبط عليها كـ “هدية" من السماء ... فهذه الدول غير راغبة، وغير قادرة إن رغبت، لأسباب عديدة، على خوض حرب ثالثة في المنطقة، ليس هناك أي مؤشر على أنها ستنتهي بأفضل مما انتهت إليه حربا أفغانستان والعراق، ولا هي راغبة، أو قادرة أن رغبت، على رفع الرايات البيضاء أمام طموحات إيران النووية والإقليمية. وجود رئيس من نوع حسن روحاني، يوفر للغرب فرصة الإفلات من قبضة "أسوأ الخيارات" ويفتح الباب أمام عملية سياسية، قد تنتهي بتفادي الحرج، وصولاً لحلول سياسية ودبلوماسية لأزمات المنطقة، وثمة "مشتركات" عديدة، تغري دول الغرب لمقابلة يد روحاني الممدودة نحوها، منها على سبيل المثال لا الحصر: التعاون في الحرب على الإرهاب، تأمين مصادر النفط وخطوط إمداده، احتواء مناخات العداء الإيراني – الإسرائيلي، بصورة لا تتعارض مع التزام الغرب حفظ أمن إسرائيل ووجودها، فضلاً عن مروحة واسعة وعريضة، من المصالح النفطية والاقتصادية والتجارية التي يتطلع الغرب لتحقيقها في إيران، وتبدو إيران بأمس الحاجة لها، بعد ثلث قرن من العزلة والمقاطعة والحصار. هذه المناخات الاحتفالية التي تحيط بروحاني – ظريف، لم تصل بعد إلى عدد من دول المنطقة، وتحديداً السعودية وإسرائيل، ولكل منهما أسبابه التي قد تتفق أو تفترق عن بعضها البعض ... السعودية التي رفعت التهديد الإيراني إلى مستويات استراتيجية، وجعلت منه "التهديد الأول" لأمنها الوطني والإقليمي (مجلس التعاون + اليمن + العراق + لبنان وسوريا)، ستجد نفسها مرغمة على "التكيف" مع إيران جديدة، مندمجة بالمجتمع الدولي، بل وقد تجد نفسها في موقع التحسب من صفقة أمريكية – إيرانية على حسابها، وبما يتهدد زعامتها للمنطقة والعالم الإسلامي، وهذا تطور تبدو المملكة حائرة في  التعامل معه، والأرجح أن وجهة السياسة السعودية الجديدة حيال إيران الجديدة، ستتضح بعد اجتماعات مكة التي سيجريها روحاني على هامش رحلة الحج التي سيؤديها في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر المقبل. أما إسرائيل، فلديها حسابات أخرى، تتصل أساسا بأمرين اثنين: الأول، يتصل بالبرنامج النووي الإيراني، وفي هذا السياق ليس ثمة ما يطمئن إسرائيل ويخدم نظريتها للأمن القومي، سوى تدمير عناصر الاقتدار العلمي والتكنولوجي والمالي الإيرانية، وهذا لن يتأتى بالدبلوماسية والمفاوضات، بل بالعمل العسكري الواسع ... والثاني ويتصل بدعم إيران لمن تصفهم إسرائيل بالجماعات الإرهابية، وتحديداً حركات المقاومة في لبنان وفلسطين ... والمرجح أن تضغط إسرائيل في قادمات الأيام، لرفع مستوى الشروط الأمريكية للحوار مع إيران، وستحرص على تزويد المفاوض الأمريكي بـ"بنك أهداف" يتعين تحقيقها قبل الإعلان عن "إنجاز المهمة"، وربما تكون من الصعوبة والتعقيد، بما يكفي لنفس المهمة من جذورها، ليبقى السؤال الأكثر جوهرية: هل ستنصاع واشنطن لرغبات تل أبيب وحساباتها، أم أنها ستنجح في إدراجها في المنظور الكلي لحسابات واشنطن ومصالحها الإقليمية والعالمية. في مطلق الأحوال، فإن تقدم المفاوضات الإيرانية – الغربية، سوف يقلص من وزن كثيرٍ من حلفاء واشنطن في حسابات السياسة الخارجية الأمريكية، وستجد هذه الأطراف نفسها، مضطرة للمسارعة في إعادة تقييم وتقويم مواقفها وتحالفاتها، وليس مستبعداً أبداً أن يرتد ذلك وبالاً على نفوذ بعض أكثر العناصر تطرفاً ضد إيران، في مؤسسات صنع القرار في هذه الدول.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران إذ تعيد خلط الأوراق والمواقع والمواقف إيران إذ تعيد خلط الأوراق والمواقع والمواقف



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:19 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

علامة تحذير خطيرة في البول لمرض السكري النوع 2

GMT 15:50 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

دنيا عبد العزيز تكشف حقيقة زواجها من فاروق الفيشاوي

GMT 17:19 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مي سليم مذيعة مشهورة في "قرمط بيتمرمط" مع أحمد آدم

GMT 11:07 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

لقاء سويدان تستأنف تصوير دورها في "البيت الكبير"

GMT 17:58 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مذيع شبكة "إن بي سي" المشهور مات لاور يعتذر في بيان رسميّ

GMT 13:09 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هاري كين يرد على كلمات زين الدين زيدان

GMT 00:35 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

ناصر حمدادوش يؤكد تعدي البرلمان على الدستور

GMT 12:23 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

"موفنبيك بوابة ابن بطوطة" في دبي ينال العضوية الذهبية

GMT 08:34 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

الذهب يسجل تراجعًا بفعل تعافي الدولار

GMT 17:34 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

المرأة السعودية أصبحت قريبة من منصب "قاضية"

GMT 09:10 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"أبل" تعلق عمل تطبيق استخدم لتنسيق حصار مبنى الكونغرس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab