عـن الشـبــاب

عـن الشـبــاب..

عـن الشـبــاب..

 السعودية اليوم -

عـن الشـبــاب

بقلم :عريب الرنتاوي

أياً كانت مضامين لقاء الحكومة برئيسها وطاقمها مع نخبة من الشباب الأردني أمس الأول، وبصرف النظر عن الطريقة التي تم بها اختيار هذه العينة من الشباب والشابات، فإن “الحوارية” بحد ذاتها هي خطوة في الاتجاه الصحيح، تسجل للحكومة ورئيسها وللوزير الشاب “نسبياً” بشير الرواشدة، ونأمل أن يتكرر هذا المشهد، وأن تتكرر وتتنوع معه، طبقات المشاركين وشرائحهم ومرجعياتهم الاجتماعية والسياسية والفكرية، وأن تتنقل بين محافظات المملكة المختلفة، ولا تبقى في حدود العاصمة عمان.

قبل أشهر قلائل من التعديل الوزاري الأخير، الذي جاء بالوزير الرواشدة بدلاً عن الوزير، الشاب “نسبياً” أيضاً، حديثة الخريشة، كان مركز القدس قد نظم “مؤتمراً وطنياً” للشباب، رعاه الوزير السابق وشارك في جلسته الافتتاحية، واستبقى كادر وزراته للمشاركة في جلسات النقاش والتفاعل وعرض التجارب، واشتمل المؤتمر على مداخلات ومناقشات واسعة، جريئة وغنية، وعرض شباب “كلنا الأردن” لتجربتهم، وعرض شباب الأحزاب السياسية والاتحادات الطالبية للتحديات التي تجاببههم، واستضاف المؤتمر، نخبة من الشباب العربي، من تونس ولبنان وفلسطين والمغرب والعراق واليمن، قبل أن يخلص إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات، التي أحسب أنها تصلح نواة لاستراتيجية وطنية للشباب، قال الوزير السابق، أن وزارته تعكف على إعدادها، ونتمنى لها مصيراً مغايراً لمصير الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التطرف، التي انكب فريق الخبراء على إعدادها لأشهر عديدة، ثم حبست في الأدراج المغلقة، لم نسمع بها ولم نقرأ عنها ولم تجر بصددها حوارات وطنية من أي نوع وعلى أي مستوى.

نعرف نحن الأردنيين، شعباً وحكومة وشبابا وأحزاباً ومجتمعا مدنيا وعائلات وحمائل وقبائل، أهم المشكلات التي تعترض الشباب: جودة التعليم وكلفته، البطالة وفرص العمل، عدم تناسب الرواتب والمداخيل مع أكلاف المعيشة التي لا تتوقف عن الارتفاع، ثقافة الخوف التي تحولت إلى عقدة مزمنة، حيال العمل السياسي والحزبي، غياب المنشآت والمرافق والبرامج الكفيلة باستيعاب طاقات الشباب على العمل والإبداع، تآكل مساحة الترفيه و”الفضاء العام”، تفشي مظاهر التطرف والغلو والميل للعنف على حساب ثقافة العيش المشترك والتسامح وقبول الآخر والحوار، تفاقم الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجمعية – الجامعة ... إلى غير ما هنالك من تحديات ومشكلات، بعضها يندرج في عداد الأسباب، وبعضها الآخر يتأتى كنتائج وأعراض جانبية مصاحبة للأسباب الأعمق.

ونعرف كذلك، أن ليس لدى الحكومة، أي حكومة، عصاً سحرية تمكنها من حل هذه المشكلات دفعة واحدة، وهذا ما يقتضي وجود استراتيجية متعددة المراحل، لتفكيك هذه المشكلات، وجدولة المهام الكفيلة بحلها، وتأمين الموارد الكفيلة بالتعامل مع هذه التحديات، وهذا هو الأهم والأصعب في المدى المنظور.

لكننا وقبل مؤتمر الشباب المشار إليه في بداية المقالة، كنا قد رفعنا للحكومة السابقة، وبناء على طلب رئيسها العزيز دولة أبو زهير، عناصر أولية تساعد في تشكيل استراتيجية وطنية لمحاربة التطرف، وفي الفصل الخاص بالشباب، اقترحنا إعادة نظر جدية وجذرية، بتجربة شباب “كلنا الأردن”، وهذا ما أكدت عليه مداولات المؤتمر الشبابي المذكور، فالتجربة لم تحقق الأهداف المرجوة منها، برغم العناية الخاصة التي حظيت بها، وظلت في الطابع العام، نخبوية، وموجهة في نشاطاتها وبرامجها. 

وأوصينا كذلك، بالتساهل في “ترخيص/تسجيل” الأفرع الشبابية للأحزاب السياسية التي تتطلع لتشكيل منظمات شبابية قريبة من نهجها السياسي والفكري، فتكون مصدراً للتوسع في عضوية الحزب، وذراعاً رديفاً له في ممارسته لأنشطته الشبابية والجماهيرية، وأداة لتفعيل الحياة السياسية والحزبية في بلادنا، ولتجاوز “ثقافة الخوف” ووسيلة لملء رزنامة الشاب الأردني، بما هو مفيد وينفع الناس ويبقى في الأرض، بدل الانخراط في أنشطة ضارة عليه وعلى عائلته وبيئته ومجتمعه من حوله.

وطالبنا برفع القيود على الأنشطة الطالبية الجامعية، فانقسام الطلاب إلى أحزاب وتيارات سياسية وفكرية، أفضل بكثير، وأقل ضرراً بما لا يقاس، من انقسامهم مجموعات متناحرة، ولنا في تجربة السنوات العشر أو العشرين الفائتة، وتفشي ظاهرة “العنف الجامعي” ما يعزز مطلبنا هذا، ويسبغ عليه مزيداً من الشرعية، ثم أن هذا المطلب، هو بالضبط ما ورد على لسان الملك في لقاءاته المتكررة مع طلبة الجامعات.

ثمة سيل لا ينقطع من التوصيات والخلاصات، التي يخرج بها أي لقاء أو مؤتمر شبابي، كثيرٌ منها طرح في اللقاء النادر بين الشباب والحكومة ورئيسها، المهم وضعها في سياق استراتيجي شامل، مجدول زمنياً، ومرفق بخطط تنفيذية مرحلية، تتوفر الموارد والإرادة لترجمتها.

رفع منسوب مشاركة الشباب وإدماجهم في الحياة العامة،  يتطلب التفكير بعقل الشباب، وتلمس حاجاتهم وأولوياتهم الضاغطة والملحة، والأهم، يتطلب “إرادة سياسية” ملؤها الثقة بهم وبأدوارهم ومشاركتهم، بصرف النظر عن تنوع خلفياتهم الاجتماعية وتعدد مشاربهم السياسية والفكرية، فهم جميعاً شباب، وهم جميعاً أردنيون متساوون في الحقوق والواجبات،

المصدر : جريدة الدستور

 

arabstoday

GMT 13:43 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترمب: لا تحبسوني

GMT 13:40 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «السِّتّ» إبداعٌ وإضافة

GMT 13:38 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانحون الكبار وضحاياهم

GMT 13:35 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صعوبة استقبال الجديد في سوريا

GMT 13:33 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صحافة الابتزاز

GMT 13:30 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

هذا فعلًا محمد صلاح

GMT 13:28 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

خطأ احترافى كبير من محمد صلاح

GMT 13:25 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

2025... سنة مغربيّة بامتياز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عـن الشـبــاب عـن الشـبــاب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 13:28 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الهلال يتنفس الصعداء بعد عودة الفرج والعابد إلى المشاركة

GMT 13:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

تأكد إصابة لاعب الأهلي الجديد بقطع في الرباط الصليبي

GMT 06:10 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 10:03 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مغربية تقتل ابنها وتُلقي جثته في "المجاري"

GMT 14:19 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

مدرب النصر سعيد بعودة النيجيري أحمد موسى

GMT 20:04 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

تعرف على كيفية استخدام خرائط غوغل من دون إنترنت

GMT 14:06 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

4 لاعبين كتبوا سطورًا ذهبية في تاريخ "النصر"

GMT 20:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

الريحان لزيادة نضارة البشرة وعلاج حب الشباب

GMT 01:15 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

أسعار عملات الدول العربية مقابل الدولار الأميركى الإثنين

GMT 23:26 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق يصل الرياض استعدادًا لمواجهة الشباب

GMT 19:54 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد نور يرد على مشجِّع أهلاوي حاول استفزازه

GMT 21:45 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات هامة للحفاظ على جمالك أهمها تنظيف فُرش المكياج

GMT 13:35 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الإماراتي عمر عبد الرحمن "عموري" يلعب في الدوري السعودي

GMT 13:12 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الله السعيد يكشف عن مكاسب مباراة الباطن

GMT 20:56 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

كيفية معالجة مشكلة العناد لدى الأطفال؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon