البغدادي إذ يستحضر الصدّيق وزنكي
السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنوية بالملاريا وسط أزمات إنسانية وكوليرا متفشية انفجار سيارة محملة بالذخيرة على الطريق الدولي حلب - دمشق قرب بلدة خان السبل في إدلب أوكرانيا تنفذ أول هجوم بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين إستقالة مفاجئة لحكومة بلغاريا بعد إحتجاجات حاشدة في العاصمة صوفيا تشعل الساحة السياسية حلف الناتو يُحذر من حرب كبرى مع روسيا ويدعو أوروبا للاستعداد الفوري قصف إسرائيلي دموي على جباليا شمال قطاع غزة يرفع حصيلة الشهداء ويعيد المشهد الميداني للاشتعال النمسا تحظر الحجاب على الطالبات دون الرابعة عشرة وسط جدل سياسي وحقوقي إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى اكثر من إلى 70 ألفا و373 شهيداً مع تواصل الانتهاكات وصعوبة وصول فرق الإنقاذ محكمة باكستانية تصدر حكماً بالسجن 14 عاماً على الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات تحذير من ارتفاع نشاط الإنفلونزا ومنظمة الصحة العالمية تؤكد تطور السلالات واستمرار فعالية اللقاحات
أخر الأخبار

البغدادي إذ يستحضر الصدّيق وزنكي

البغدادي إذ يستحضر الصدّيق وزنكي

 السعودية اليوم -

البغدادي إذ يستحضر الصدّيق وزنكي

عريب الرنتاوي

استحضر الرجل كل ما في ذاكرته من قصص وصور عن مرحلة النبوة والخلافة الراشدة، وحاول في أولى إطلالاته الإعلامية كـ “خليفة للمسلمين” أن يجمع ما بين فتح مكة من جهة والخطاب الأشهر لأول الخلفاء الراشدين من جهة ثانية... أضفى قدراً هائلاً من “المهابة” على نفسه بارتدائه عباءة وعمامة سوداوين... صعد بتؤدة السلطان الغازي والملك العادل درجات المنبر ليدشن عصر الخلافة... خاطب الأمة، طالباً منها السمع والطاعة، ما أطاع الله واستمع إلى هدي نبيه، عرض “برنامج” عمله للمرحلة المقبلة، وهو بحكم طبيعته، لا يتخطى بضعة كلمات: تحكيم شرع الله!
لحظةٌ، أحسب أن الرجل ظنّها تاريخيةً بامتياز، ستدخل كتب التاريخ من سفره الرابع، بعد الخلافة الراشدة وخلافة الأمويين والعباسيين ... اختار الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، شهر الفتوحات و”ليلة القدر”، واعتلى المنبر الذي شيّده نور الدين زنكي قبل ألف عام أو أقل قليلا، بعد أن نجح “حاكم حلب” في حينه، في توسيع إمارته صوب العراق والشام، الدولتان التي جعل منهما البغدادي اليوم، بداية الخلافة... ليُعلم أهل العراق والشام، ومن خلفهما جموع المسلمين في قارات العالم الخمس، بأن نجم الخلافة قد سطع، وإن “فجر الإسلام” قد عاد ليشرق على الأمة.
ما كان للبغدادي ولا لـ “داعش” أن تسيء لهذه اللحظة باستدعاء “شبيه” للرجل لاعتلاء المنبر ... ما كان لـ “الشبيه” أن يدعو الناس للسمع والطاعة، وأن يطلب إليهم البيعة، وأن يذكرهم بأن “من مات وفي عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية”، وأن يستذكر خطبة أبي بكر الصدّيق عند توليه الخلافة “إني قد وليت عليكم ولست بخيركم ...”، ما كان للبغدادي أن يترك هذه اللحظة لنائبه أو أقرب أعوانه، دع عنك “الشبيه” و”الدوبلير” ... لهذا لم اشتر “الرواية الحكومية” العراقية عن الشريط “المفبرك”، وأحسب أن من رأيناه على المنبر، هو البغدادي بشحمه ولحمه.
لكن العراقيين، اشتهروا في تاريخهم الحديث بحكاية “الشبيه” و”الشبهاء”، فهناك من لا يزال منهم يعتقد أن الرئيس العراقي صدام حسين، هو من يقود المعارك في نينوى وتكريت والأنبار هذه الأيام، وأن من رأيناه معلقاً على عود المشنقة “ذات أضحى”، لم يكن إلا شبيها لصدام حسين، من بين شبهاء كثر، لطالما استخدمهم الرئيس الراحل للتمويه على حركته وحلّه وترحاله... يبدو أن الظل الطويلة للحجاج بن يوسف الثقفي، ما زالت تتطاول وتتجلى في شخوص حكام العراق الجدد، من صدام حسين وحتى أبي بكر البغدادي ... لا أحد من هؤلاء “حقيقي” أو “بشري”، هم لا يموتون، أشباههم فقط هم من يعدمون ويسجنون، أما هم فخالدون، وحاضرون فوق أكتافنا وبين ظهرانينا على الدوام.
والبغدادي كـ “داعش” التي يتزعمها، تحيط به أسرار وأساطير كثيرة ... بعضهم يعتقد أنه غير موجود أصلاً، وأنه شخصية وهمية أو متوهمة ... بعضهم قال إنه مات و”شبع موتاً”، وبعضهم يتحدث عن إصابات بليغة أُلحقت به تقعده عن مزاولة “جهاده” و”خلافته”... لكن الرجل ظهر صحيحاً معافى، ونطبق بالخطاب الذي نتوقعه منه تماماً، وأحاط حضوره بكل “الهالة” التي أرادها له.
و”داعش” ليست كائنات فضائية يصعب التعرف على كنهها ... بعضهم ردّ نشأتها إلى “محور المقاومة والممانعة” بوصفها صنيعة دمشق وطهران وحزب الله .... بعضهم الآخر، رأى أنها بضاعة صهيونية – أمريكية – عثمانية ... مع أن “داعش” ليست هذا ولا ذاك ولا تلك ... “داعش” هي الابنة الشرعية لتيار السلفية في تحولاته الجهادية المعروفة، منذ الجهاد الأفغاني ضد “الخطر الشيوعي” إلى “الجهاد المشرقي” ضد “الخطر الشيعي”... داعش التقت وافترقت مع كل هؤلاء، تحالفات وتقاتلت مع مختلف هذه العواصم بحكوماتها وأجهزتها، ولكنها ظلت محتفظة بمشروعها وهويتها، عصية على التحول إلى ألعوبة أو “بندقية للإيجار”، ولطالما انقلبت على حلفاء الأمس، بعد أن تكون قد استنفذت مبررات التحالف وضروراته ... وعندما نتحدث عن “داعش”  هنا، فإننا نقصد طيفاً واسعاً من “القاعدة” و”السلفية الجهادية”، ولا نقصد هذا التنظيم بعينه فقط.
ولأنها كذلك، فلا يجوز “التهويل” أو “التهوين” من شأن الجماعة وتأثيرها ... فالقول بأنها “عارض صحي” ينتهي بوقف التمويل وطرق الإمداد والتسهيلات اللوجستية، فيه تبسيط مخل... والمبالغة في “أسطرة” قوة التنظيم التي لا حدود ولا رادّ لها، ينطوي على قدر من التضليل والتطيّر ... وإذا كانت الحركة قد نجحت في اجتياح العراق في بضعة أيام، قبل أن تستوي لزعيمها الخلافة من على منبر المسجد الكبير في الموصل، فإن القضاء على الحركة واستئصال شأفتها، سيحتاج إلى بضعة سنوات على أقل تقدير، وللحديث بقية.

 

arabstoday

GMT 19:01 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 19:00 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 18:58 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 18:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 18:55 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 18:54 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

GMT 18:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 18:51 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البغدادي إذ يستحضر الصدّيق وزنكي البغدادي إذ يستحضر الصدّيق وزنكي



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:16 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 02:39 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

السفير آل جابر يلتقي بمسؤولي برنامج الأغذية العالمي

GMT 06:06 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 01:45 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

طرق تناول اللحوم والطيور في الدعوات الرسمية

GMT 07:31 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

عبدالله الفهد يشيد بأداء سامي الجابر مع "الشباب"

GMT 21:53 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

وائل عقيل يؤكّد أنّ الفوز على إيران ليس صعبًا

GMT 15:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الحمل الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 22:30 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

"سناب شات" يتهم ترامب بتشجيع العنف العنصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon