بشار الذي أنهى  الإسلام السياسي

بشار الذي أنهى ... الإسلام السياسي!

بشار الذي أنهى ... الإسلام السياسي!

 السعودية اليوم -

بشار الذي أنهى  الإسلام السياسي

علي الرز

ربما كانت أكثر الأمور صدقاً في مسلسل الكذب الأسدي الدموي الطويل هو مطالبات أنصار بشار الاسد له بأن يصبح ملكاً على


سورية تتعاقب ذريته على حكمها لاحقاً. اما أكثر الأمور كذباً وتدجيلاً واحتقاراً للعقول فهو تباهيه اليومي بانه "أنهى الإسلام

السياسي" قاصداً المواجهات مع تنظيمات "القاعدة" وأخواتها في سورية. هذا الرجل الذي يعبد نفسه ويقدّسها ويحتقر الأديان

كلها هو المسؤول الأكبر عن استيراد شحنة الاسلام السياسي الفاسدة الى سورية لتحويل المعركة من مواجهة شعب ثائر سلمياً

الى مواجهة إرهابيين متطرفين روّعوا الآمنين واعتدوا على المؤسسات وأقاموا محاكم تفتيشهم على الارض واغتصبوا الأقليات

وحقوقها. هذا الرجل الذي سرّبت أجهزته الامنية في بداية الثورة كل مقاطع الفيديو التي تظهر أنصاره وهم يعذّبون المعارضين

والمتظاهرين لا لشعاراتهم السياسية بل لمعتقداتهم الدينية ويطلبون منهم ان يقولوا "لا اله إلا ...."، هو مَن استدرج مناخات

متطرفة، وضحك على مَن اعتقده غبياً يقصف سلطته بهذه المشاهد، لانه عملياً كان يقصف البنى الاجتماعية السورية ويطبّق ما

تمّت برْمجته في غرفة القيادة الموحّدة. هذا الرجل عمل بخطوطٍ متوازية على صرف إرهابه الاسود في اليوم الأبيض ... يوم

انتفاضة السوريين الرائعة. كل مَن أرسلهم الى العراق مع ايران أعاد تجميعهم، وكل مَن كانوا في مخازنه - مثل أنصار "فتح

الاسلام" وغيرها- أخرجهم ونفض عنهم الغبار وبدل ان يرسلهم للجهاد في نهر البارد والعراق كما كان يفعل، أرسلهم الى شمال

سورية وجنوبها ووسطها مدجّجين بحلم الإمارة الإسلامية التي لا يجدون في ظل الابواب الاقليمية والدولية الموصدة الا الانتحار

من اجلها. وبالطبع لم تبخل ايران بإمداده باللاجئين اليها من افغانستان عبر الجسور الجوية والبرية المفتوحة. وللتوثيق، فقط

للتوثيق. ايران التي فتحت لسنوات عقلها الامني قبل ارضها لايمن الظواهري، تستطيع فتح الطريق لجماعته الى سورية. هذا

الرجل لعب على أقذر أنواع العصبيات عند الذين كانوا قبل ذلك خارج هذه اللعبة. وبين ممارسات مخابراته وممارسات "

المجاهدين" وجهل المعارضين وغياب الرؤية عند كثيرين، تأسست في سورية مسألة اسمها "تحالف الاقليات" تضمّ مجموعات

من أبناء الطوائف غير المسلمة وعدداً كبيراً من الشيعة والعلويين، تجمعهم فقط غريزة الالتفاف حول "حامي الطوائف

الشرقية". وهذا الرجل الذي "أنهى الإسلام السياسي"، يعرف كما يعرف الجميع ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في

ايران السيد علي خامنئي هو مَن أعطى الفتوى للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالمشاركة في القتال في

سورية دعماً له، وان الشعارات التي أطلقها الحزب اللبناني لترجمة امر الولي الفقيه وتبرير تدخّله هي شعارات دينية موغلة في

الطائفية مثل حماية مزارات الشيعة او الاستجابة لما ورد في كتب دينية قبل مئات السنين عن رايات وتقاتل في برّ الشام. وهذا

الرجل الذي "أنهى الاسلام السياسي"، أرسل له قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني عشرات الآلاف من

"عصائب اهل الحق"، وهم التنظيم الأكثر تطرفاً ومذهبية في العراق المنشقً عن التيار الصدري، ومَن يستمع الى قادة

العصائب وهم يتحدثون عن أسباب وجودهم وقتالهم في سورية يترحّم على "الإسلام السياسي" الذي يقصده بشار. هذا الرجل

يتحدث وكأن مَن يحمي نظامه اليوم تكتلات مدنية علمانية ليبيرالية ديموقراطية قومية يسارية. عملياً، يحميه الحرس الثوري

الايراني، "حزب الله"، "عصائب اهل الحق"، تكتلات علوية متطرفة ملتحقة بأنصار الجيش السوري او ما بقي منه. وفي

النتائج السياسية يحميه ايضاً تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" والمجموعات المقاتلة المتطرفة والدعاة الذين نصّبوا أنفسهم حكّاماً

و"الامراء" الذين يتحكمون بخلق الله في سورية ... وكل هذه التكتلات تتجاوز الإسلام السياسي الذي "انتهى" منه بشار الاسد

الى الإسلام الطائفي المذهبي العسكري الأمني الهمجي. إما ان بشار يكذب، وإما أن كل التكتلات الدينية الطائفية التي تحمي

نظامه ستعتمد منهجاً ليبيرالياً انفتاحياً مدنياً لتثبت انه فعلاً أنهى "الإسلام السياسي" ولم ينه سورية وشعبها وتاريخها وحضارتها.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بشار الذي أنهى  الإسلام السياسي بشار الذي أنهى  الإسلام السياسي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:44 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

6 أمراض لا تعلمها يسببها التوتر وكيف تتغلب عليها

GMT 13:05 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

اختراع جهاز لتحويل بول رواد الفضاء إلى ماء

GMT 21:08 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد السعودي يتأهل إلى ربع نهائي كأس محمد السادس

GMT 16:51 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

تأجيل بطولة إفريقيا للكرة الطائرة سيدات

GMT 07:36 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

سطوع شاشة هاتف ذكي يحدث 500 ثقب في عيني فتاة

GMT 12:22 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحزم يكرم مدرب الأهلي يوسف عنبر

GMT 17:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة العراقية فرجينيا ياسين وحيدة بلا أقارب ولا معارف

GMT 17:18 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

"الامن العام" ينظم ورشة للتعريف بمشروع عزم الشباب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab