أحلام وأوهام
خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان نتنياهو يدافع عن لجنة تحقيق السابع من أكتوبر وسط اتهامات المعارضة بأنها بلا صلاحيات حقيقية المملكة العربية السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُقرر خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عودة ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة
أخر الأخبار

أحلام وأوهام

أحلام وأوهام

 السعودية اليوم -

أحلام وأوهام

مصطفى الفقي

عندما أصدرت كتابى «تجديد الفكر القومى» فى مطلع تسعينيات القرن الماضى، وطرحت فيه رؤيتى للمفهوم المعاصر لقضية الوحدة العربية، استقبل القوميون فى الوطن العربى ذلك الكتاب بحفاوة بالغة، ونشر الصديق د. «عمرو عبدالسميع» الكتاب قبل صدوره على سلسلة من المقالات فى جريدة «الحياة اللندنية» التى كان هو مديراًَ لمكتبها فى «القاهرة»، ولقد حاولت أن أخرج فى ذلك الكتاب بالروح العصرية لمفهوم الوحدة بعيداً عن أوهام العاطفة التى تدفع الإنسان إلى أن يتصور أموراً تريحه عندما يتخيلها ولكنها مستحيلة التطبيق. ولقد قال لى البعض وقتها إن الوحدة العربية قد تحولت من حلم إلى وهم وليس من المقبول أن نجد شخصاًِ عارياً فنشترى له «رابطة عنق» بدلاً أن نكسوه أولاً ونجعله فى الشكل المناسب، فالعرب محتاجون إلى حد أدنى من التنسيق السياسى فضلاً عن التكامل الاقتصادى أو الحشد العسكرى، إذ إن الواقع يقول إن الأحلام البعيدة تبدو كالأوهام القريبة، لذلك عكفت عبر السنين على محاولة تأصيل طرح عصرى لمفهوم الأمة العربية بتراثها التاريخى ووضعها الجغرافى وتركيبها السكانى، وجعلت للعامل الثقافى القدح المعلى فى قيادة قاطرة المفهوم القومى للعروبة، فأنا ممن يظنون أن الثقافة هى «المتغير المستقل» فى تكوين التشابه بين البشر وتكوين التجانس بين الشعوب، أما العوامل الأخرى ومنها العقيدة الدينية فإنها تدخل فى بند «المتغيرات التابعة» إذ إن اللغة الواحدة هى وعاء الثقافة المشتركة التى يستندِ إليها المفهوم العصرى للوحدة، وإذا كنا نثمن عالياً دور العامل الثقافى فى العلاقات الدولية فإننا نعطيه أيضاً دوراً ريادياً فى إطار القومية. إننا أحوج ما نكون ـ عرباً ومصريين ـ إلى الخروج من دائرة الأوهام إلى مربع الأحلام، إذ إن الواقع العملى هو المؤشر الرشيد لفهم الحياة وتحولاتها والتغيرات التى تطرأ عليها، ولعلنا نطرح فى هذا السياق الملاحظات التالية:

أولاً: إن الأمم الشرقية بطبيعتها حالمة تعيش مع أصداء تراثها وتسعى دوماً إلى الاحتماء بمظلة تاريخية تجعلها مستغرقة فى الماضى أكثر من انغماسها فى الحاضر أو تطلعها إلى المستقبل، وهنا يجب أن نذكر الجميع بأن الشعوب الحالمة تراجعت وسبقتها شعوب أخرى أكثر اندماجاً فى روح العصر ومواكبة لإيقاعه السريع، بينما نحن العرب مازلنا نردد أشعار «دواوين الحماسة» ونتصور أننا خير أمة أخرجت للناس، ونتوهم أن المشاعر تكفى وأن حسن النوايا كفيل بتحقيق الأحلام وبلوغ الغايات.

ثانياً: إن أحلام اليقظة جزء من المكون الإنسانى الطبيعى بل إن «الحق فى الخيال» هو من أرفع الحقوق وأهمها، لأنه هو الذى يصنع الرؤية ويستشرف المستقبل بحيث نرى من منظوره ما يمكن أن يتحقق، وإذا كنا قد اعتبرنا أن «الفلسفة» هى أم العلوم فإننا نظن أيضاً أن الخيال الخصب هو القادر على فهم الحقائق، إذ إن معظم الاختراعات الكبرى والاكتشافات المثيرة بدأت خيالاً لدى أصحابها، ثم تحولت بعد ذلك إلى واقع استفادت منه البشرية وحققت به جزءاً كبيراً من أحلامها التى كانت تبدو فى البداية وكأنها شى غريب غير قابل للتطبيق بل عصىّ على الفهم المحدود، واضعين فى الاعتبار أن النظريات الكبرى مثل «الماركسية» و«الداروينية» و«الفرويدية» قد بدأت كلها خيالاً مبدئيا لدى أصحابها ثم تحولت بعد ذلك إلى نظريات راسخة فى الفكر الإنسانى بغض النظر عن قبول بعضها أو رفض البعض الآخر، بل إن كثيراً من الفلاسفة العظام والمفكرين الكبار قد دفعوا حياتهم ثمناً لأفكار بدت غريبة فى وقتها بدءاً من «أرسطو» وصولاً إلى صاحب أحدث رأى حر قد لا يقبله الناس، إذ إن الفكر الشجاع مطارد فى عصره مرفوض فى بدايته ولكن قيمته الحقيقية تكمن فى أنه حلم وليس وهماً، فالحلم مقدمة الحقيقة بينما الوهم هو خطوة على طريق الانفلات الفكرى بل التوازن العقلى.

ثالثاً: إن المشهد المصرى الراهن يشير بوضوح إلى إمكانية انتقالنا من شاطئ الأحلام إلى واقع الأمان الذى نتطلع إليه والمجتمع الذى ننشده، لأن الصدمات التى تلقاها الإنسان المصرى فى السنوات اِلأخيرة قد خبرت معدنه وصقلت تكوينه وهو يرى الأشياء الكبيرة تتهاوى والأسماء الضخمة تتوارى، ألم ير رئيسين فى قفص الاتهام أمام المحاكم خلال السنوات القليلة الماضية؟، ألم يسقط حاجز الخوف نهائياً؟، إن ذلك المصرى يولد من جديد، وإن «مصر الغد» سوف تكون أفضل من «مصر الأمس واليوم» بشرط ألا نستسلم للمذاق الحلو لأحلام اليقظة، بل نعيش فى الواقع كما نراه ونتهيأ للمستقبل كما نريده، وعلى سبيل المثال فإن إنشاء عاصمة إدارية للبلاد لا يمكن أن يكون قراراً مفاجئاً خصوصاً من حيث الموقع الجديد على خريطة الوطن، وهو أمر لابد للمؤرخين والجغرافيين وأساتذة علم السكان وخبراء الاجتماع والتنمية من أن يكون لهم رأى فيه، وهى بالمناسبة مسألة مصرية حتى لو شاركت فيها خبرات عربية أو أجنبية.

هذه ملاحظات أردنا بها أن نقول إن «الفلاشات المضيئة» هى أقرب «لثقافة المهرجانات» التى تسعد الناس أياماً ولكنها قد لا تستطيع بناء مستقبل راسخ يقوم على أسس متينة ودعائم قوية، وأحسب أن رئيس البلاد واقعى بتكوينه عملى بفطرته، يقتحم المشكلات ولا يدور حولها، وهذا هو الفارق الذى لا يخفى على كل ذى بصيرة بين الوهم والحلم، بين الخيال والواقع، بين ما نريده وما يمكن أن نحققه.

arabstoday

GMT 18:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف أوكرانيا ورحلة المخاطر المحسوبة

GMT 18:24 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

من باريس إلى الصين

GMT 18:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 18:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 18:03 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 18:02 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

GMT 17:55 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان والاغتيال الثانى للنقراشى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام وأوهام أحلام وأوهام



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 15:16 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 السعودية اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 21:32 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تحديد لوجو وهوية ملعب راسلمينيا 33

GMT 22:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الأهلي يُعرب عن سعادته بالفوز على الفيصلي

GMT 12:04 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

القاهرة وتوحش المدينة (3-4)

GMT 01:55 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب ينجح في عقد صفقة مع "إنديانا كاريير"

GMT 11:55 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة المملكة الدولية "قفز الحواجز" بـ60 فارسًا

GMT 10:24 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

فالنتينو تخطف الأنظار وتطلق احدث مجموعة ريزورت 2020

GMT 01:57 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف عادة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى وفاتك

GMT 00:28 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيڤنشي تطرح مجموعتها الرجالية لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 07:16 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

على النجاح رغم الصعوبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon