الحوار الغائب
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

الحوار الغائب

الحوار الغائب

 السعودية اليوم -

الحوار الغائب

مصطفي الفقي

الأصل فى الحياة منذ نشأتها أنها حوار مستمر وليست بالضرورة صراعًا دائمًا كما نظن، آخذين فى الاعتبار أن الصراع ذاته هو نوع من الحوار بالسلاح أحيانًا والتآمر أحيانًا أخرى، ولكنه يبقى فى النهاية حوارًا بين طرفين سواءً كان الحوار صدامًا بالقوات المسلحة أو مفاوضات بالجهاز الدبلوماسى. إن الكون فى النهاية يقوم على منطق «الديالوج» لا أسلوب «المونولوج»، ألم يقُل «المناطقة» إن الفكر الإنسانى هو حصيلة المواجهة بين الأضداد لتوليد الأفكار الجديدة والرؤى المختلفة، وينسحب الأمر أيضًا على الحياة السياسية فى الداخل، فهى جدل مستمر وصراع دائم وحوار لا يتوقف، ولكننى لاحظت فى السنوات الأخيرة أننا أحيانًا نلجأ إلى حوار من طرف واحد، وهو ما نطلق عليه مجازًا «حوار الطرشان»، والحوار له أصول مرعية وقواعد راسخة وتقاليد موروثة، كما أن للحوار آدابه وضوابطه، وقد افتقدنا فى السنوات الأخيرة كل هذه الخصائص لأسباب تتصل بتراجع النظام التعليمى وخفوت دور المؤثرات الثقافية وشطط الإعلام بكل أنواعه المقروءة والمسموعة والمرئية، لذلك فإن الأمر لا يبدو بالسهولة التى نتخيلها، فالفروق الثقافية واسعة بين الحضارات المختلفة كما أنها تعتمد على طبيعة السلوك الإنسانى الذى يختلف من ثقافة إلى أخرى، ولكن الأمر فى ظنى يبدأ من التعليم وأهميته وتأثيره فى الأجيال الجديدة، ولقد لاحظت دائمًا أن طلاب وخريجى الجامعات الأجنبية يمتلكون أدوات الحوار، لأنهم تعودوا عليه، بينما نرى معظم خريجى الجامعات المصرية لا يقدرون على ذلك، لأنهم لم يتعودوا عليه وعاشوا فى ظل ثقافة التلقين والإملاءات المكررة، ولعلى أطرح الآن الملاحظات التالية:

أولًا: إن الأسرة مسؤولة من البداية عن تحديد ملامح التكوين النفسى لأبنائها وبناتها، فالقمع والقهر والتخويف لا تصنع مُحاورًا، كما أن منطق الأبوية القائمة على الوصاية الدائمة لا يصنع محاورًا بل يقتل فى الإنسان كل خصائص الفكر الحر والانفتاح على الآخر وشجاعة إبداء الرأى، فالطفل الذى جرى كبت آرائه بحرمانه من أساليب الحوار المختلفة مع الأب والأم والإخوة والأخوات سوف ينطلق من محيط تلك الأسرة محبطًا مرتعش الفكر مضطرب الوجدان، ولن تستقيم له قدرات واضحة على اقتحام المشكلات والحوار فى ندية مطلوبة للوصول إلى الرأى الصحيح دون قمع أو كبت أو طغيان.

ثانيًا: إن الثقافة الدينية مسؤولة هى الأخرى عن تكوين نفسية الفرد وتحديد ملامح شخصيته، فالدين مكون رئيس فى شخصية الفرد والوصول إلى أعماق النفس البشرية، فـ«الإسلام» جعل التفكير فريضة إسلامية، و«المسيحية» تزرع المحبة بديلًا للصراع (أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم). بينما كانت «اليهودية» معتمدة على قدر من التشدد الذى يصل إلى حد التزمت، وليس ذلك التعميم صحيحًا فى مجمله؛ إذ إن هناك استثناءات كثيرة للخروج عن هذا التفكير النمطى ولكن الاستثناء فى النهاية يؤكد القاعدة، والحياة بطبيعتها تقوم على التعددية والتنويع والتغيير، ولا توجد فيها قواعد جامدة ولا حقائق مطلقة.

ثالثًا: إن «القرية الكونية الواحدة» التى هى عالمنا المعاصر أصبحت بوتقة تنصهر فيها الثقافات والحضارات والقوميات، وأضحى الحوار بالتالى أمرًا لازمًا فى ظل تقدم وسائل الاتصال وتوفير الخدمات «اللوجستية» وازدهار تكنولوجيا المعلومات، ولم تعد هناك حواجز مانعة فى ظل فكر العولمة التى بشر بها «الغرب» منذ عدة عقود، حتى نظرية «صراع الحضارات» أيضًا تأخذ طريقها ـ فى النهاية ـ إلى حوار بين الحضارات حتى ولو سبقه صدام طويل، وقد يتساءل البعض وماذا عن «الإرهاب»؟ هل يمكن الحوار مع إرهابى يحمل السلاح ويقتل الناس ويروع البشر؟ إنه سؤال هام فى ظرف خاص يمر به العالم عمومًا والمنطقة العربية الإسلامية خصوصًا، إذ لا يمكن أن يكون الحوار بالكلمات مع من يكون الرصاص والدماء والأشلاء هى لغة حواره الوحيدة، إنها معادلة صعبة تواجهها مجتمعات معاصرة وهى تقاوم «الإرهاب» وتكافح العنف وتدعو إلى الحوار الذى يشترط الوقوف على أرض وطنية حقيقية.

رابعًا: لقد أثبتت تجارب التاريخ وبرهنت كافة الصراعات الإقليمية والدولية على أن «مائدة المفاوضات» هى النهاية الطبيعية لكل أنواع الصدام والمواجهة مهما كانت الظروف والملابسات، وما أكثر الصراعات الدولية الدامية التى لم نكُن نتوقع أن يجلس أطرافها على مائدة واحدة للحوار والتفاوض ولكن تحقق ذلك فى النهاية، ولعل الصراع العربى الإسرائيلى والخطوة التاريخية الضخمة ــ بما لها وما عليها ــ التى اتخذها الرئيس الراحل «أنور السادات» عام 1977 هى تأكيد لهذا المعنى، ويجب أخذها فى سياق الحوار الحتمى بعد شلالات الدم وبارود المعارك وقطيعة السنين، لذلك فإن الأمر فى النهاية محكوم عليه بالحوار مهما اختلفت موازين القوى وتباينت ردود الأفعال.

إن الحوار هو لغة العصر بل كل عصر، فالحوار نوع من تراشق الأفكار حتى ولو حدث ذلك بعد تراشق السلاح فى ميادين القتال، ولن تتقدم الأمة المصرية إلا إذا وعينا الدرس وتعلمنا أن الحوار هو لغة الحضارة وسلوك الثقافة والتنوير، فضلًا عن أنه نتاج طبيعى لنظام تعليمى عصرى حديث يدرك به الشباب كيف يحترم خيارات الآخر ويسعى للحوار مع محيطه الإنسانى فى كل زمان!.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوار الغائب الحوار الغائب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon