جريمة جديدة و«سيناريو» قديم
خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان نتنياهو يدافع عن لجنة تحقيق السابع من أكتوبر وسط اتهامات المعارضة بأنها بلا صلاحيات حقيقية المملكة العربية السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُقرر خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عودة ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة
أخر الأخبار

جريمة جديدة و«سيناريو» قديم

جريمة جديدة و«سيناريو» قديم

 السعودية اليوم -

جريمة جديدة و«سيناريو» قديم

مصطفى الفقي

عندما التحقت بوزارة الخارجية عام 1966، جرى توزيعى على قسم «بريطانيا» فى إدارة غرب أوروبا، وكان يترأسه دبلوماسى شاب هو الراحل «السكرتير الثانى»- فى ذلك الوقت- «محمد أحمد الخازندار»، وكنت أستمع منه دائمًا إلى ذكرياته حين كان غلامًا صغيرًا، عندما سقط والده المستشار «أحمد الخازندار» صريع رصاصات غادرة وهو يخرج من منزله ذات صباح فى ضاحية «حلوان» عقابًا له على نزاهته القضائية وشجاعته فى الحق واحترامه لرسالته فى خدمة العدالة، وكان معنا فى الوزارة فى ذات الوقت ابن آخر للمستشار الراحل هو «السكرتير الثالث» حينذاك «حسين الخازندار»- أمد الله فى عمره- وكنا نحن- شباب الدبلوماسيين- نتحدث فى ذلك الوقت من «العصر الناصرى» عن جريمة «الإخوان» باغتيال المستشار «الخازندار» ضمن سلسلة من الاغتيالات طالت رجال السياسة، حتى وصلت إلى رئيس الوزراء «النقراشى باشا»، وامتدت لتضرب فى كل اتجاه، عندما قررت الجماعة أن تخرج عن مسارها الدعوىّ وتتجه إلى ممارسة العنف والأخذ بالأساليب الدموية خلافًا لروح «الإسلام» الحنيف وتعاليمه الراقية، لقد تذكرت ذلك كله عندما بلغنى نبأ الجريمة النكراء التى أطاحت برجل القضاء الشهيد المستشار «هشام بركات» وهو خارج من منزله صباحًا فى ضاحية «مصر الجديدة» بنفس «السيناريو» تقريبًا، مع تطور «تكنولوجيا» الاغتيال بحكم الفارق الزمنى بين ما جرى فى حلوان صباح 22 مارس 1948 وما جرى فى «مصر الجديدة» صباح 29 يونيو عام 2015، وأدركت جيدًا أن الذين سلكوا طريق العنف فى أربعينيات القرن الماضى قد لجأوا إلى «الإرهاب» أسلوبًا فى العام الخامس عشر من القرن الحادى والعشرين، لقد بدأت أستعيد من جانبى ذكريات معرفتى بالنائب العام الراحل «هشام بركات»، وتذكرت يوم أن اتصلت به عقب المحاولة الفاشلة لاغتياله أمام مكتبه بدار القضاء العالى وقلت له: «لماذا لا تمارس عملك من المقر الجديد فى (التجمع الخامس)، حيث المكان أقل ازدحامًا والأمن أكثر إحكامًا؟» فقال لى نصًا: «لن أغير شيئًا فى حياتى، لأن العمر وديعة إلهية يستردها المولى حين يشاء، ولن أنحرف عن الخط المستقيم الذى رسمته لنفسى مهما كانت الظروف»، ولقد كتبت بعد ذلك فى مقال لى معبرًا عن إعجابى برده البليغ الذى صار حكمة راسخة فى قلوب عارفيه عندما هاتفة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» ذات يوم، فقال له المستشار الراحل ضمن حديثه معه: «عندما ألقى وجه ربى لن يكون معنا أحد وأنا أعمل بوحى تلك اللحظة التى نترقبها جميعًا»، ويومها اتصل بى المستشار «هشام بركات» وقال لى: «لقد أسعده ما كتبت بقدر ما أخجله ذلك، لأنه لا يبتغى إلا وجه الله ومصلحة الوطن»، وقد زرته يومًا فى مكتبه ورأيته يضع قواعد جديدة للعمل باستحداث حقيبة صغيرة لكل رئيس نيابة عند مرافعته فى قضية مهمة، وتضم الحقيبة ملفات موثقة لكل ما يحتاجه مسؤول النيابة من حقائق عند مرافعته، وذلك تنظيمًا للعمل وسعيًا نحو الدقة فى خدمة العدالة، ومضيًا على نهج أسلافه، وآخرهم المستشار «د.عبدالمجيد محمود»، وكان الرجل يحلم بمدينة قضائية تضم مجمعات المحاكم فى كل محافظة، وقد بدأ بالفعل فى تطبيق ذلك فى محافظة «الإسماعيلية» قبل رحيله، لذلك فإننى أظن أن استشهاد «هشام بركات» خسارة فادحة للقضاء وللوطن، بل لـ«الإسلام» الحقيقى أيضًا، فقد كان الرجل مؤمنًا صادقًا وقد احترق «المصحف الشريف» فى سيارته عندما دمرها التفجير الغادر، وأنا أريد أن أطرح ملاحظات ثلاثاً فى هذه المناسبة:

أولًا: علينا أن نتوقع مزيدًا من هذه النوعية من الجرائم، لأن الشعب المصرى قد اختار بإرادته طريق الاستقلال الوطنى، والتمسك بالهوية التى تقوم على الوسطية والاعتدال مهما كانت الظروف والتحديات، كما أن الشعب المصرى- بـ«مسلميه» و«مسيحييه»- يدرك أن الله قد «دعا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة»، وأن الديانات والحضارات والشعوب لا تقبل العنف أداة، ولا «الإرهاب» طريقًا، ولا تخيفها التفجيرات، ولا تقهرها الاغتيالات.

ثانيًا: يجب أن نتعلم الدرس من استشهاد المستشار «هشام بركات» صائمًا فى شهر «رمضان»، إذ لابد من التدقيق فى الإجراءات الأمنية لكبار المسؤولين والمستهدفين من رموز السياسة والحكم، سواء كانوا فى «القوات المسلحة» أو «الشرطة» أو «القضاء» أو «الإعلام» أو غيرهم، خصوصًا عند الخروج من بيوتهم المرصودة لدى القوى الآثمة التى لا تريد خيرًا للبلاد أو العباد، إذ إن من يتربص بشخصية معينة يكون على يقين بأنه سيخرج من منزله صباحًا فى موعد شبه ثابت، ومن عنوان إقامته المعروف الذى يخضع لمراقبة العناصر الإرهابية، لذلك لابد من تشديد الإجراءات الأمنية، لأن توقع الخروج فى الصباح أمر مؤكد، فينبغى علينا أن نعى الدرس وألا نكرر أخطاءنا، إذ «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».

ثالثًا: يجب أن نربط ربطًا مباشرًا بين «الإرهاب» فى الداخل و«الإرهاب» فى الخارج، فالمنطقة التى نعيش فيها تتعرض حاليًا لموجات إرهابية غير مسبوقة من تنظيمات لم تكن معروفة. إن هناك من يسعى لتقويض كيان الدول وتمزيقها، بل إن كل التوقعات تشير إلى موجات عاتية من «الإرهاب» لم تقتصر على منطقتنا وحدها بل تسعى لاجتياح العالم بضرباتٍ موجعة فى «أوروبا» وعلى الشاطئ الآخر من «الأطلنطى» فى «الولايات المتحدة الأمريكية» مع تركيز خاص على «المشرق العربى» و«الشمال الأفريقى» و«جنوب الجزيرة» ومنطقة الخليج، وإذا تأملنا الموقف برمته فإننا نكتشف أن وراءه فكرًا واحدًا يخطط ليدمر ويرسم «سيناريوهات» المستقبل فى خبث ودهاء، مستخدمًا كل الوسائل للوصول إلى غاياته الآثمة، والأمر يقتضى منا تكثيف الوعى السياسى والأمنى إلى جانب تماسك «الجبهة الداخلية»، وإدراك الجميع أننا مستهدفون، لأن «مصر» هى «الجائزة الكبرى» لكل الطامعين فى السيطرة على «الكنانة»، لأنها وطن الأوطان، و«مصر الأمصار»، ودرة «العروبة» و«الإسلام» و«أفريقيا» و«الشرق الأوسط» و«جنوب البحر المتوسط».

ولنتذكر دائمًا أن «الإرهاب» لم يُقم نظامًا يستمر ولا أسقط دولة قائمة، إنه يعكر الصفو ويستنزف الجهد، وقد علمنا التاريخ أنه دائمًا إلى زوال.

بقى أن أقول إننى شهدت المستشار الراحل وهو يعطى توجيهات لمساعديه بالتوسع فى كشوف من يستحقون إطلاق سراحهم من الشباب المحتجزين على ذمة قانون التظاهر أو غيره، خصوصًا الطلاب منهم، حرصًا على مستقبلهم، وكان الرجل يفعل ذلك بحماس شديد ورغبة صادقة، لأنه كان مواطنًا مصريًا وأبًا حانيًا قبل أن يكون نائبًا عامًا أو رجل قضاء رفيع الشأن.. رحمه الله وأنزله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.

arabstoday

GMT 18:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف أوكرانيا ورحلة المخاطر المحسوبة

GMT 18:24 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

من باريس إلى الصين

GMT 18:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 18:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 18:03 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 18:02 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

GMT 17:55 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان والاغتيال الثانى للنقراشى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة جديدة و«سيناريو» قديم جريمة جديدة و«سيناريو» قديم



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 15:16 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 السعودية اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 21:32 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تحديد لوجو وهوية ملعب راسلمينيا 33

GMT 22:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الأهلي يُعرب عن سعادته بالفوز على الفيصلي

GMT 12:04 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

القاهرة وتوحش المدينة (3-4)

GMT 01:55 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب ينجح في عقد صفقة مع "إنديانا كاريير"

GMT 11:55 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة المملكة الدولية "قفز الحواجز" بـ60 فارسًا

GMT 10:24 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

فالنتينو تخطف الأنظار وتطلق احدث مجموعة ريزورت 2020

GMT 01:57 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف عادة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى وفاتك

GMT 00:28 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيڤنشي تطرح مجموعتها الرجالية لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 07:16 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

على النجاح رغم الصعوبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon