تركيا والقبعات المتعددة
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

تركيا والقبعات المتعددة

تركيا والقبعات المتعددة

 السعودية اليوم -

تركيا والقبعات المتعددة

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

بى غرام بتاريخ الدولة العثمانية وتأثيرها على العالمين العربى والإسلامى، وقد قرأت الكثير فى هذا الشأن حتى تكونت لدى تصورات واقعية حول تاريخ تلك الامبراطورية الكبرى التى حكمت الشرق الإسلامى لعدة قرون، واكتشفت دائمًا أن آل عثمان كانوا يتميزون بالقسوة والشدة أحيانًا, وبالانفتاح والرحابة أحيانًا أخرى، وذلك وفقًا لتكوين السلطان القابع فى قصره بالأستانة, والذى غالبًا ما كان يقتل أشقاءه أو ينفيهم بعيدًا حتى لاتكون هناك مطالبة بالعرش أو منافسة فى الحكم، ومازالت آثار العثمانيين ترصع سماوات عدد من الدول العربية والإسلامية وداخل تركيا وخارجها، وقصور السلاطين ومساجدهم شاهدة على سنوات المجد التليد والحكم الطويل، وعندما برزت «الأتاتوركية» وسقطت الخلافة العثمانية أطلت علينا تركيا من العاصمة الجديدة «أنقرة» برداء مختلف وبثوب مغاير لما اعتدنا عليه، حيث يدور الجميع حول الجمهورية التركية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد, فقد أحدث أتاتورك انقلابًا ضخمًا فى التراث الثقافى والاجتماعى لتركيا الدولة الأوروبية الآسيوية التى يدين عدد كبير من أبنائها بالدين الإسلامى وفقًا للمذهب السنى، فاختفى الطربوش غطاء رأس العثمانيين، وتحولت الأبجدية إلى اللاتينية وتقلصت المظاهر التقليدية للدولة العثمانية، خصوصًا أن أتاتورك ورفاقه قد تحلقوا حول الرؤية العلمانية للدولة الحديثة، واستنكروا الكثير من مظاهر الخلافة التى انحسرت، ثم تهاوت وبقيت تركيا تعيش على أطلال تلك الرموز الخالدة للدولة العثمانية التى كانت قوية لعدة قرون قبل أن تتآكل وفقًا لعوامل الزمن والانهيار التقليدى للامبراطوريات.

ولقد لاحظنا فى السنوات الأخيرة أنه بوصول رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم رئيسًا للوزراء, ثم رئيسًا للجمهورية فإن الأحلام القديمة بدأت تراوده، وأضحى تأثير التاريخ الطويل للامبراطورية الضائعة هاجسًا يؤثر على الحكام الجدد، بل وربما فى ثقافة الشعب التركى كله الموزع بين آسيا وأوروبا، والمطل على البحار الدافئة والمغلقة معًا فى وقت واحد، والذى لا يزال يتطلع إلى دور أوروبى فى الاتحاد الذى يحلم بأن يكون عضوًا فيه، ولكن ذلك لن يتحقق لا لأسباب سياسية فقط بل لعوامل ثقافية واختلافات فى الشخصية الوطنية بين الأتراك وغيرهم من دول أوروبا، ويجب ألا ننسى أن تركيا دولة مهمة فى حلف الأطلنطى، كما أنها دولة مؤثرة فى التجمع الدولى الإسلامى ولها علاقات متميزة مع إسرائيل من منطق الشعور التركى بالتفرد والرغبة فى التميز، وهى دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، بل إن الكيمياء وتفاعلها الزائد قد لعبت دورًا فى العلاقات بين واشنطن وأنقرة، خصوصًا فى فترة حكم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويدهش المرء كثيرًا عندما يلاحظ درجة التوازن فى السياسة الخارجية التركية، والقدرة على الجمع بين المتناقضات، وحشد الكروت لديها فى مواجهة كل الأطراف، ففى الوقت الذى توجد فيه علاقات تجارية وعسكرية بين أنقرة وتل أبيب فإننا ندهش لوجود علاقاتٍ متنامية بين البلدين فى جوانب مختلفة، وذلك لا يمنع أن يوجه أردوغان أشد الانتقادات وأقسى العبارات لجنرالات تل أبيب من قادة الدولة العبرية، وهو يلعب لعبة التوازن بين هذه القوى المختلفة مستخدمًا كل ما لديه من أوراق، وما يسعى لتحقيقه من تحالفات، ولقد بشرت شخصيًا من سنوات طويلة بأن مسألة الأحلاف الكاملة لن يكون لها وجود، حيث أصبحنا أمام ما يمكن تسميته بالأحلاف الناقصة بحيث تكون الدولتان ألف وباء مختلفتين فى قضايا معينة، ويحترم كل منهما حق الاختلاف لدى الطرف الآخر ويمضى التوافق النسبى بينهما دون مشكلات حادة أو خلافات قاطعة، ولذلك فإن تركيا تضع فى أجندتها قضايا متعددة مثل الوجود الكردى فى تكوينها السياسى والاجتماعى، فضلاً عن الاختلافات مع اليونان وقبرص أحيانًا، لأن الدولة التركية ورثت قدرًا كبيرًا من مشكلات الدولة العثمانية فى بلاد البلقان ومازالت تعانى آثارها حتى اليوم .. دعونا نتأمل اللاعب السياسى الذكى رجب طيب أردوغان الذى يرتدى قبعة الأطلنطى حينًا ثم يخلعها ليرتدى عمامة آل عثمان حينًا آخر، وقد يترك هؤلاء وأولئك ليتفرغ للمشكلات القادمة لبلاده من الحدود مع سوريا وتوابعها فى المنطقة، فضلاً عن اهتمامه الدائم بشرق البحر المتوسط وصراعاته المختلفة، بدءًا من ليبيا، مرورًا بقبرص واليونان، وصولاً إلى تخوم البحر الأسود، إنها براعة سياسية ودهاء ملحوظ!.

arabstoday

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 14:26 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا والقبعات المتعددة تركيا والقبعات المتعددة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon