دروس من أفغانستان والعراق لغزة
حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة مقتل 6 جنود باكستانيين في هجوم مسلح على موقع أمني قرب الحدود مع أفغانستان غضب إيراني واحتجاج مصري بعد تصنيف مباراة منتخبيهما في مونديال 2026 كمباراة فخر في سياتل زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر اليوم جنوب جزر كيرماديك في نيوزيلندا اليابان تحذر من موجات تسونامي تصل ثلاثة أمتار بعد زلزال بقوة 7,6 درجة ليفربول يستبعد محمد صلاح من رحلة ميلانو وسط توتر مع المدرب سلوت
أخر الأخبار

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

 السعودية اليوم -

دروس من أفغانستان والعراق لغزة

بقلم - عمرو الشوبكي

 

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة بأن الدولة العبرية ستسيطر أمنياً على قطاع غزة، تؤكد أن إسرائيل لم تحاول استخلاص بعض العبر والدروس من حروب حليفتها الكبرى الولايات المتحدة و«غزواتها» في العراق وأفغانستان، والتي انتهت بمآسٍ كبرى دفع ثمنها مئات الآلاف من أبناء الشعبين، وأيضاً هزيمة كبرى للمشاريع الأميركية التي حاولت هندسة الواقع السياسي والاجتماعي والعسكري في كلا البلدين وكانت نتيجتها فشلاً مدوياً.

العِبر من الغزو الأميركي لأفغانستان والتخلص من حكم «طالبان» (2001) ومن الغزو الأميركي للعراق والتخلص من نظام صدام حسين (2003) كثيرة، وكلها لم تحاول إسرائيل أن تقرأها أو الاستفادة منها وهي تعيد تكرار تجارب الفشل نفسها في غزة وبصورة أكثر قسوة ودموية.

صحيح أن غزة ليست العراق و«حماس» ليست «طالبان»، لكن يقيناً الفكرة التي حكمت الغزو الأميركي لكلا البلدين وهي الاستئصال والاجتثاث لحكم «طالبان» وحكم «البعث»، وهندسة بديل سياسي جديد على «المقاس الأميركي» فشلت تماماً مثل الفكرة التي تحكم إسرائيل حالياً، وهي اجتثاث «حماس» والقضاء على المقاومة و«تنظيف» غزة لصالح بديل تصنعه أو تساهم في صنعه عبر سيطرتها الأمنية.

والحقيقة، أن الولايات المتحدة غزت العراق بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل، وثبت كذبها، ولكنها في الوقت نفسه تصورت أنها يمكن أن تصوغ مشروعاً ديمقراطياً جديداً للعراق يكون نموذجاً لدول المنطقة واعتمدت أطروحة وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق كوندوليزا رايس في الفوضى الخلاقة التي من خلالها راهنت على تأسيس شرق أوسط جديد على أنقاض القديم الذي وصفته بالاستبداد وتفريخ الإرهاب.

لم تبنِ أميركا بعد احتلالها العراق النموذج الذي أرادته، وتحولت حربها على الإرهاب إلى أحد أسباب انتشاره، كما أصبحت القوى المؤثرة على الأرض هي تنظيمات وميليشيات شيعية خارج مؤسسات الدولة ومعادية لأميركا ومرتبطة بالاستراتيجية الإيرانية. كما أن الحكومة العراقية الحالية اتسمت سياساتها بقدر من الاستقلالية عن الولايات المتحدة، ورفضت أن تصطف معها في مواجهة إيران والعكس أيضاً، بما يعني أن ما حاولت أميركا أن تهندسه في العراق حدث تقريباً عكسه.

أما في أفغانستان، فقد كانت أميركا أكثر سخاءً في الإنفاق على «نموذجها السياسي» مقارنة بالعراق، فقد أنفقت أكثر من تريليون دولار على تأسيس جيش جديد وسلّحته ودرّبته وبنت أشكالاً ديمقراطية ومؤسسات حديثة من الخارج، ولكنها من الداخل كان «يعشش» فيها الفساد وسوء الإدارة رغم مظهرها الحداثي.

20 عاماً قضتها أميركا في أفغانستان تبني نموذجاً بديلاً لـ«طالبان»؛ وفشلت لأنها كانت قوة احتلال، وانسحبت وتركت السلطة لحركة «طالبان» التي حاربتها منذ 2001.

والحقيقة، أن هذا الفشل لأكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم في اجتثاث أعدائها الذين حاربتهم في العراق وأفغانستان، وجاءتهم لتنتقم بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) لم يلفت نظر إسرائيل، التي تحاول تكرار تجربة الاجتثاث مع حركة «حماس» في غزة، وتصنيع نموذج جديد لا يحمل أي مشاريع سياسية مثل التي روَّجت لها أميركا في تجاربها الفاشلة، إنما يعتمد فقط على القتل والتهجير.

إسرائيل ترتكز على القوة العسكرية الغاشمة وقتل المدنيين في رسالة ترويع من أجل عدم تكرار «7 أكتوبر (تشرين الأول)» مرة أخرى، وتعمل على ترتيب سيطرة أمنية على غزة منزوع عنها أي رؤية للحل السياسي، إنما اختراع أشكال مختلفة لاستمرار الاحتلال.

إن الخطط الإسرائيلية في تفريغ قطاع غزة والسيطرة الأمنية عليها قد تنجح لبعض الوقت، ولكنها لن تنجح طول الوقت، وستعود الأسباب نفسها (ومعها أخرى) التي أدَّت إلى تفجر المواجهة الحالية لتنفجر مرة أخرى في وجوه الجميع بصورة أكثر قسوة.

إن مشروع اجتثاث حكم «البعث» في العراق خلّف إرهاب «القاعدة» و«داعش» وميليشيات شيعية متطرفة، والفشل في خلق نموذج بديل في أفغانستان أعاد «طالبان» مرة أخرى للسلطة، ومشروع اجتثاث المقاومين والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة سيعيد العنف بصورة أكثر قسوة وعشوائية إلى كل الأراضي الفلسطينية وداخل إسرائيل. المطلوب فتح باب التسوية السلمية الذي سيؤدي إلى ظهور جيل جديد من القادة الفلسطينيين أكثر اعتدالاً وفهماً لما يجري في العالم من قادة «حماس» الحاليين.

فالاعتدال لن يأتي «بقرار» إسرائيلي أو دولي أو حتى عربي، ولن يأتي بسيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، إنما بتغيير الواقع الموجود على الأرض وجعل حياة الفلسطينيين مثل باقي شعوب الدنيا طبيعية أو شبه طبيعية فيها مشاكل التنمية ومحاربة الفقر وبناء دولة القانون وليس حياة الذل والقتل والتهجير بسبب سياسات الاحتلال.

المطلوب في الأراضي الفلسطينية المحتلة أكثر بساطة من البدائل التي طرحتها أميركا في العراق وأفغانستان؛ لأنه يقوم فقط أو أساساً على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وليس بناء نموذج وتصنيع نخبة على مقاس إسرائيل أو أميركا.

ما دامت إسرائيل دولة استثناء فوق القانون والشرعية الدولية لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة وتصرّ على استلهام تجارب الفشل الأميركية في أفغانستان والعراق بصورة أكثر دموية وعنفاً، سيضع المنطقة والعالم أمام مخاطر أكبر.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس من أفغانستان والعراق لغزة دروس من أفغانستان والعراق لغزة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 12:04 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب
 السعودية اليوم - دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب

GMT 13:51 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة منة شلبي تخوض الفترة الحالية نشاطًا دراميًا مكثفًا
 السعودية اليوم - الفنانة منة شلبي تخوض الفترة الحالية نشاطًا دراميًا مكثفًا

GMT 07:13 2012 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

قائمة نيويورك للكتب الأعلى مبيعات في الأسبوع الأخير

GMT 14:18 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

منتخب الأردن في مهمة سهلة أمام نظيره الفلسطيني الثلاثاء

GMT 20:34 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الهلال يؤكد أن الوحدة الخصم الأفضل في الدوري

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الـقـدس .. «قــص والصــق» !

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

اتحاد عزت والفساد الرياضي

GMT 20:58 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أم صلال يتعادل مع الوكرة بدون أهداف في الدوري القطري

GMT 02:26 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

انتحار أمين شرطة في مطار الأقصر الدولي

GMT 18:43 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الريحان ينشط الشهية ويحسن الهضم ومضاد للتشنج

GMT 08:50 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أجمل إطلالات النجمات الساحرة خلال عرض أزياء شنيل

GMT 17:33 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

20 صورة لـلفنانة هالة فاخر تثيرالجدل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon