إيران ومتاهة القوقاز
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

إيران ومتاهة القوقاز

إيران ومتاهة القوقاز

 السعودية اليوم -

إيران ومتاهة القوقاز

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

في مقدمة كتابه «جبال الله»، استعان الكاتب الصحافي سيباستيان سميث بالموروث الثقافي الشعبي لتوصيف جغرافيا بلاد القوقاز وقاطنيها، حيث تقول الأسطورة إنَّ «الله عندما خلق الدنيا، نشر الأمم عبر البسيطة، ونشر عبر جبال القوقاز وأوديتها خليطاً من كل الأعراق، لذلك أطلق الرحالة القدامى على القوقاز لقب (جبال اللغات). حيث عبر اليونان والفرس والرومان والعرب والمغول والأتراك هذه المنطقة، التي أثار جمالها خيال الشعراء والفنانين رغم تاريخها المأساوي، حيث إنها بليت بسلسلة مستمرة من الأزمات».
فالمآسي والأزمات بين دول وشعوب القوقاز مستمرة، ما دام ثوب الجغرافيا أضيق من طموحات بعض الدول الكبرى أو المستكبرة، المسكونة دائماً بوهم أو هاجس إمبراطوري تحاول استعادته رغبة بتوسع وثراء، وبهدف تحقيق النفوذ والثروات ارتفعت حدة الصراعات الجيوسياسية والجيواستراتيجية التاريخية على الحيّز الجغرافي الذي يقع ضمن المثلث الروسي - التركي - الإيراني. فمنذ أكثر من قرن لم تعد بلاد القوقاز ممراً للجيوش أو للقوافل المتنقلة ذهاباً وإياباً على طريق الحرير، فقد تحولت جغرافيا القوقاز المتعبة والمقلقة دائماً لسكانها ولجوارها من معابر للغزاة إلى ممر لتصدير الطاقة، بعد اكتشاف الحرير الأسود، حيث استبدلت قوافل الحرير الأبيض والتوابل بأنابيب الغاز والنفط، وقامت الدول مقام القبائل في دور حراستها، كما كانت تحرس القبائل القوافل وترسم طريقها ومحطاتها وتفرض ضرائبها.
في المقابل، توارثت إيران وتركيا التنافس العثماني الصوفي على القوقاز الذي وضعت بطرسبورغ القيصرية شروطها عليه سنة 1828، في اتفاقية تركمنشاي مع إيران القاجارية ومن ثم موسكو السوفياتية حتى 1991.
مما لا شك فيه أن اكتشاف النفط والغاز فرض متغيّرات سياسية اقتصادية واجتماعية أثرت على العلاقات بين دول ما وراء القوقاز (جورجيا، وأرمينيا وأذربيجان) وعلاقتها مع جوارها، ما سرّع بعودة التنافس التركي - الروسي - الإيراني من جديد، وأدَّى إلى تغيرات جوهرية على مستوى التحالفات والنزاعات، حيث تحاول موسكو استعادة دورها في المجال الحيوي السوفياتي، وتنشغل أنقرة بتثبيت حضورها في العالم التركي الممتد من آسيا الوسطى إلى ما وراء القوقاز، فيما تعيش طهران أزمة خيارات قاتلة فرضتها ضرورات حماية ما تبقى لها من مصالح بشروط سياسية قاسية، دفعتها إلى تجاوز عقدة الجوار وإدارة الظهر للروابط العرقية والانتماءات المذهبية، لذلك لم تتردد سابقاً في الوقوف إلى جانب أرمينيا ضد أذربيجان في معركة التنافس الجيوسياسي مع تركيا على هذه المنطقة الحيوية، بالتفاهم مع موسكو.
لكن في المواجهات الجديدة تواجه طهران تحديات داخلية وخارجية تهدد استقرارها، فداخلياً لم يعد بإمكانها المجاهرة بدعم يريفان خوفاً من ردة فعل مواطنيها من الأذر الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 28 مليوناً، ويمتلكون دوراً كبيراً في إدارة مؤسسات الدولة وفي الاقتصاد، الأمر الذي دفع كبار شخصيات النظام إلى تجنب إعلان أي انحياز، وإظهار الحياد بهدف ضمان الاستقرار الداخلي، وذلك بسبب سوء العلاقة بين المركز والأطراف التي باتت تهدد وحدة التراب الإيراني نتيجة صعود الهويات القومية بوجه هوية النظام العقائدية.
فقد كشفت تداعيات أزمة ناغورنو قره باغ عن صعود الهوية الأذرية على حساب الهوية الوطنية في إيران، وتماسكها مع المشتركات القومية والدينية في الجانب الآخر من الحدود أدى إلى بلورة هوية شيعية تركية منافسة للهوية الشيعية الإيرانية، التي يبني عليها نظام طهران شرعيته، فإعادة بلورة الهوية الشيعية التركية المتناغمة قومياً مع الهوية السنية التركية ستلحق أضراراً داخلية وخارجية بطهران.
أما على الصعيد الخارجي، فإنَّ هذه الجولة من المواجهة التي كشفت عن اندفاعة تركية - أذربيجانية وارتباك روسي، أدَّت إلى مزيد من الارتياب الإيراني، خصوصاً أن هذه المواجهة تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي، خصوصاً بعد أن قامت تركيا بنقل مرتزقة سوريين إلى مناطق النزاع، ما دفع الرئيس روحاني إلى انتقاد أنقرة علانية، حيث قال: «إيران لن تسمح للدول بإرسال الإرهابيين إلى حدودنا تحت ذرائع مختلفة». وبالنسبة للأمن القومي الإيراني، فهذه المرة الأولى التي يوجد على حدوده ميليشيات معادية من الممكن أن تتسلل إلى الداخل الإيراني وتتسبب في أعباء أمنية، خصوصاً أن معظم هذه الميليشيات من الجنسية السورية الذين يتهمون إيران بتدمير بلادهم من أجل حماية نظام أقلوي تهيمن على قراره، وهؤلاء قد تكون لديهم رغبة بالانتقام مما فعلته مرتزقة إيران بالشعب السوري منذ قرابة 9 سنوات.
وعليه، فإن موقف نظام طهران الجديد من الصراع ليس نتيجة سياسية عقلانية، بل بسبب عجزه في فرض حضوره السياسي أو الميداني خوفاً على سلامة واستقرار النظام السياسي في مرحلة انتقالية قد يؤدي سوء التقدير إلى دخول إيران في متاهة القوقاز ووعورة مسالكه.

arabstoday

GMT 22:58 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم الحلول

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ومتاهة القوقاز إيران ومتاهة القوقاز



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon