محسن رضائي وعقدة الماضي
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

محسن رضائي وعقدة الماضي

محسن رضائي وعقدة الماضي

 السعودية اليوم -

محسن رضائي وعقدة الماضي

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

لست على علم بما إذا سنحت الفرصة للقائد الأسبق لـ«الحرس الثوري» الإيراني أمين سر «مجلس تشخيص مصلحة النظام» الجنرال محسن رضائي، بزيارة العاصمة الإيطالية روما والتجول في أحيائها التاريخية، لكان قد توقف ملياً أمام جدارية ضخمة عُلقت في أحد الشوارع المتفرعة من جانب «حلبة الموت الرومانية (كولوسيوم)»، تروي باختصار المراحل التي مرت بها الإمبراطورية الرومانية، وإن لم تخني الذاكرة؛ فقد عُلقت 3 خرائط لها دلالاتها في الجغرافيا السياسية لروما؛ الأولى خريطة للنفوذ الإمبراطوري في أوج توسع تاريخي عرفته روما، أما الثانية فتظهر تراجع نفوذها بعد انقسامها إلى جزأين (غربي وشرقي)، أما الثالثة فقد تقلصت إلى حدود مدينة روما الحالية.
الفارق ما بين من يحكم العاصمة الإيطالية حالياً والعاصمة الإيرانية؛ أن الأول تحرر من عقده التاريخية وقرر الاندماج الكامل في المجتمعين الأوروبي والدولي والالتزام بشروطهما السياسية والاقتصادية والجغرافية، أما الثاني فهو حتى الآن يكابر ولم يتخلص من عقدة الماضي، لذلك يستدعيه كلما واجه أزمة في تعريف هويته أو من أجل الدفاع عن طبيعته أو في علاقته مع جواره. وما قاله الجنرال محسن رضائي في محاضرة طلابية تحت عنوان: «السلطة العلمية واستمرار الثورة الإسلامية» أوضح تعبير عن الهاجس التوسعي المسيطر على عقول صناع القرار في طهران، ففي لقائه دعا رضائي إلى «إعادة المجد والجلالة والكبرياء لإيران العظمى، وإن تشكلت إيران العظمي في شمال الخليج وبحر عُمان فستضم 15 بلداً ستتدخل في السياسة العالمية».
في متخيل رضائي نزعة سوفياتية لكيفية تشخيص علاقة إيران مع الدول الكبرى، فبالنسبة له إيران العظمى تخيف الغرب أكثر من القنبلة النووية، في استنساخ لتجربة الاتحاد السوفياتي الذي تشكل من 15 دولة أيضاً شكلت حيزاً جيواستراتيجياً أشبه بإمبراطورية قارّية مترامية الأطراف، فالدول العظمى كانت مجبرة على الذهاب إلى موسكو السوفياتية لمخاطبة؛ ليس فقط جمهوريات الاتحاد السوفياتي، بل لمخاطبة المعسكر الاشتراكي ومن ضمنه «حلف وارسو» الذي كان جنوده يسيطرون على نحو نصف القارة الأوروبية. وما يريده رضائي أو يرغب فيه من جانب الأوروبيين الذين تعاملوا بحذر مع ترسانة الصواريخ الاستراتيجية الروسية والجغرافيا السياسية للمعسكر الشرقي، أن يتصرفوا مع ما وصفها بـ«إيران العظمى» بالحذر نفسه؛ إذ قال: «إن قرر أحد زيارة المنطقة، فعليه أن يزور إيران أولاً، ويخاطب طهران، وهذا ما يخافه الغرب».
كلام رضائي يختصر سلوك إيران مع جوارها وفي الإقليم، فمنطق الأوهام تحول منذ سنوات عدة إلى مشاريع نفوذ أدت إلى صراعات دموية للسيطرة على المنطقة، ولم يعد نفوذها مرتبطاً بمشروعها النووي؛ بل يتصل مباشرة بمشروعها الاستراتيجي القائم على معادلة: «ينتهي نفوذنا حيث يصل مدى صواريخنا»، وهذا ما بات يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط المرتبطة جغرافياً بأمن واستقرار أوروبا. وهنا يمكن تفسير ما قاله وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «ما نريده من إيران واضح... على إيران ألا تمتلك السلاح النووي، وعليها ألا تكون لها برامج صواريخ باليستية تهدد بها المنطقة برمتها. إيران يجب أن تلعب دوراً آخر في المنطقة». أزمة النظام الإيراني أن نُخبه ترفض التعلم من تجارب الآخرين، البعيدة والقريبة، ويتصرفون كأن إيران حالة استثنائية عابرة للتاريخ والجغرافيا، وحتى الآن لم يغادرهم ذلك الوهم الإمبراطوري، ويحاولون استعادته ولو افتراضياً، كما فعلت إحدى الصفحات الإلكترونية التابعة لـ«الحرس الثوري» منذ نحو أسبوع عندما تباهت بنشر صورة لخريطة الإمبراطورية الفارسية القديمة وأشارت إلى مدى توسعها. والملاحظ أن النظام عند كل مفصل سياسي يعود إلى ماضي بلاده التوسعي، لكنها عودة مرتبطة بأزمة داخلية لم يعد النظام يملك أجوبة مقنعة عنها؛ الأمر الذي يدفع إلى التساؤل: هل يواجه النظام مشكلة إقناع مواطنيه بتغطية طموحاته الإمبراطورية وفي تبني هويته العقائدية؟
يذكر أنه في الحملة الترويجية للانتخابات البرلمانية الأخيرة استعان نظام ولاية الفقيه بالتاريخ... عاد أكثر من 2500 سنة إلى الوراء؛ رُفعت على أحد جسور المُشاة في طهران لافتة رُسم عليها الوجه الافتراضي لأشهر الملوك الفرس، قوروش الكبير، مؤسس السلالة الأخمينية، وإلى جانبه خريطة للحدود التي وصلت إليها الإمبراطورية الفارسية في عهده، وكُتب عليها بالفارسية: «إيران الغد هي امتداد لطموحات قوروش»، وأن إمبراطوريته «تمتد من السِند وسيحون في الشرق إلى غزة ولبنان في الغرب».
ما لم تدركه قيادة «الحرس» أن ما تريد أن تستعيده، ولو افتراضياً، يتناقض مع واقع إيران الحالي في الداخل، ولا يمكن فرضه من خلال نفوذها الخارجي، فالداخل والخارج يواجهان تعقيدات ستترك أثرها على طبيعة النظام وعلى مشاريعه الجيوسياسية؛ حيث بدأ نفوذه في التقلص ويعاني من حرائق وصلت إلى حدائقه الخلفية.

arabstoday

GMT 22:58 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم الحلول

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محسن رضائي وعقدة الماضي محسن رضائي وعقدة الماضي



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon