ما بعد بريغوجين

ما بعد بريغوجين

ما بعد بريغوجين

 السعودية اليوم -

ما بعد بريغوجين

بقلم - مصطفى فحص

بوفاته إثر سقوط طائرته نتيجة خلل تقني أو اغتياله نتيجة عمل مدبر، ولكن تبقى النتيجة واحدة داخلياً وخارجياً، وهي خروج زعيم ميليشيا فاغنر يفغيني بريغوجين ونائبه نهائياً من المشهدين السياسي والعسكري والذي من الممكن أن يؤدي إلى خروج هذه القوة العسكرية أيضاً من المشهد أو تراجع دورها أو تحجيمه أو جعله تحت مظلة المؤسسات الرسمية أقله في الحرب الأوكرانية، وذلك نتيجة طبيعة المؤسسة العسكرية الروسية التي لا يمكن لها التعايش مع ميليشيات مهما كانت حليفة أو مساندة لها.


مقتل بريغوجين لن يمر من دون تداعيات على الداخل الروسي مهما حاولت موسكو التظاهر بمتانة نظامها وتماسك الجبهة الداخلية وبأن هكذا أحداث لن تؤثر على صورة نظام الكرملين وهيبته الداخلية والخارجية وأنه قادر على الاستمرار بذات الجبروت كما كان قبل غزو أوكرانيا.

منذ تمرده قبل أكثر من شهرين وإلى وقت سقوط طائرته بطريقة تثير الريبة، شغل بريغوجين الرأي العام المحلي والخارجي في تحليل واقعة التمرد وسرعة تحركه وتوقفه وسبب تراجعه، وحقيقة صراعه مع رفاق السلاح داخل أروقة الكرملين الذين التزموا الصمت أثناء أزمته العلنية مع مؤسسات الدولة الرسمية خصوصاً وزارة الدفاع، هذا الصمت حينها كان أقرب إلى الخيانة، فقد تُرك بريغوجين ومقاتلوه وحدهم من دون غطاء بعد محاولته التمرد على إرادة سيده، الذي لن يسمح لأي من مراكز القوة مهما بلغ شأنها أن تتصرف منفردة أو تتعدى الخطوط الحمر التي رسمها الكرملين أو أن تنقل صراعاتها إلى العلن.

أحد الجوانب المؤثرة في مشهد تحطم طائرة زعيم «فاغنر» على الوعي الجماعي الروسي أن من يتجرأ على السلطة المركزية ومهما كانت قوته سيدفع الثمن، ففي الحالة الروسية إذا لم تعاقب السلطة المركزية مباشرة، فإن الطبيعة والمناخ أو التقنية الإلكترونية قد تعاقبه، ولكن رحيل بريغوجين في هذا التوقيت وبعد سلسلة اضطرابات داخلية كان هو سببها، وإن كان بحادث طبيعي وفقاً للرواية الرسمية الروسية التي قد تكون مدعومة بتحقيقات رسمية ستجريها الأجهزة المختصة، أو بحادث مدبر، سيطرح تساؤلات حول شكل السلطة وتوزيع مراكز القوة مستقبلاً، خصوصاً أن هناك من يطرح سؤالاً أمنياً حول شركاء بريغوجين في تمرده وإذا كان على صلة بالمعسكر الذي يريد وقف الحرب.

يغيب بريغوجين وسط صراع خفي بين معسكرين، معسكر الحرب الذي يتمسك بها حتى تحقيق انتصار بات مكلفاً جداً، ومعسكر إنهاء الحرب الذي يحاول إنهاء الأعمال القتالية والاكتفاء بما تحقق على الجبهة ووقف الاستنزاف، لكن الكفة تبدو مستمرة لصالح معسكر الحرب الذي تحول من الهجوم إلى الدفاع، إذ لم تزل خطوط وزارة الدفاع صامدة أمام هجوم مضاد أوكراني لم يحقق نتائجه المرجوة حتى الآن.

ولكن وسط غياب واضح للبدائل القتالية التي كانت تملأها «فاغنر»، فكتيبة القوقاز المعروفة بقوات قاديروف فشلت في تحقيق أغلب المهام التي أوكلت إليها في أوكرانيا، كما أن عدد نخبتها القتالية على الخطوط الأمامية قليل جداً مقارنة بوحدات «فاغنز»، إضافة إلى أن زعيمها يحاول تجنيبها الإنهاك في أوكرانيا والحفاظ عليها استعداداً لاستخدامها ضد أي تمرد محتمل في شمال القوقاز بوصفه إحدى أهم بؤر التوتر التي تؤرق استقرار الكرملين، كما أن الكرملين الذي يعضّ على جرح فشل وزارة الدفاع في تحقيق أهداف ما يسميه بالعملية الخاصة، بات يشكك بقدرات قواته المسلحة على حمايته من أي انقلاب داخلي أو تمرد آخر، أو احتمال إخفاق المؤسسة الأمنية بالحد من اتساع نطاق القوى والشخصيات الرافضة للحرب وإمكانية تأثيرها المعنوي على الانتخابات الرئاسية العام المقبل وعلى صورة الرئيس بوتين الذي يعول أمنياً وعسكرياً الآن على الحرس الوطني بعد انعدام الثقة بـ«فاغنر» وتضعضع الثقة بقدرات قاديروف.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد بريغوجين ما بعد بريغوجين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:19 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

علامة تحذير خطيرة في البول لمرض السكري النوع 2

GMT 15:50 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

دنيا عبد العزيز تكشف حقيقة زواجها من فاروق الفيشاوي

GMT 17:19 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مي سليم مذيعة مشهورة في "قرمط بيتمرمط" مع أحمد آدم

GMT 11:07 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

لقاء سويدان تستأنف تصوير دورها في "البيت الكبير"

GMT 17:58 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مذيع شبكة "إن بي سي" المشهور مات لاور يعتذر في بيان رسميّ

GMT 13:09 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هاري كين يرد على كلمات زين الدين زيدان

GMT 00:35 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

ناصر حمدادوش يؤكد تعدي البرلمان على الدستور

GMT 12:23 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

"موفنبيك بوابة ابن بطوطة" في دبي ينال العضوية الذهبية

GMT 08:34 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

الذهب يسجل تراجعًا بفعل تعافي الدولار

GMT 17:34 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

المرأة السعودية أصبحت قريبة من منصب "قاضية"

GMT 09:10 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"أبل" تعلق عمل تطبيق استخدم لتنسيق حصار مبنى الكونغرس

GMT 06:19 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

"حنة ورد" يشارك في مسابقة مهرجان "كليرمون" في فرنسا

GMT 16:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

"طيران" الإمارات تنفي سقوط طائرة في مدينة دبي

GMT 11:22 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

"ضمك" يتأهل لدوري المحترفين السعودي

GMT 12:52 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

صالح العمري يقرر الاستمرار مع الوحدة

GMT 15:10 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

شيرين عبدالوهاب تكشف سبب امتناعها عن الصلاة

GMT 11:37 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

جيسوس سعيد بتسجيل 4 أهداف في الفوز على بيرتن ألبيون

GMT 11:40 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

محترفا النصر "أمرابط" و"موسى" يشاركان في "الجنادرية33"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab