أسبوع ضجيج أميركي وهدوء بريطاني

أسبوع ضجيج أميركي... وهدوء بريطاني!

أسبوع ضجيج أميركي... وهدوء بريطاني!

 السعودية اليوم -

أسبوع ضجيج أميركي وهدوء بريطاني

بقلم - إياد أبو شقرا

بعكس ضجيج المشهد السياسي الأميركي، يبدو أن موسم المؤتمرات الحزبية السنوية في بريطانيا ما زال هادئاً وبعيداً عن الإثارة.

في أميركا، النائمة والصاحية على ظاهرة دونالد ترمب، أطيح بالأمس رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي إثر تصويت تاريخي حرّكه نواب من الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري، ما يعني واقعياً إخراج منافس جمهوري محتمل لترمب من حلبة الانتخابات الرئاسية المقبلة مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ومع أن مكارثي دأب دائماً على «مسايرة» المتطرفين وأحياناً زايد عليهم، من أجل إرضاء قاعدة الولاء الترمبي المطلق، فإنه أسقط لسببين أساسيين:

الأول، الطموح الشخصي للنواب المتطرفين الذي خططوا «الانقلاب» ونفّذوه، إما بأمل تعزيز مواقعهم داخل الساحة الجمهورية، أو تخليص ترمب من منافس محتمل قد يكون مزعجاً خلال الأشهر المقبلة بعد افتتاح الحملة الرئاسية.

والثاني، أن النواب الديمقراطيين - بخلاف ما كان مكارثي يأمل - وقفوا كلهم صفّاً واحداً ضده، مع أن إحدى ذرائع الانقلابيين الجمهوريين عليه، توافقه مع النواب الديمقراطيين على مسائل مثل منع «إغلاق الحكومة». لكن الديمقراطيين لم ينسوا في نهاية المطاف أن مكارثي منذ «أحداث 6 يناير (كانون الثاني)» (مهاجمة الكابيتول)، ولاحقاً في موضوع الحملة الاتهامية، كان شوكة في خاصرة إدارة جو بايدن ووجهاً بارزاً للتصعيد الجمهوري ضدها.

إسقاط مكارثي، وإن كان حدثاً غير مسبوق في الحياة السياسية الأميركية، يتوقع أن يبقى تأثيره الفعلي على مجريات الأحداث محدوداً. ذلك أن «ظل» دونالد ترمب على الحزب ما زال كبيراً جداً. ثم إنه إذا ما طرأ طارئ أخرج الرئيس السابق من الحملة الانتخابية الجمهورية، توجد حفنة من الأسماء التي تعدّ نفسها وريثة شرعية للوائه وشعاراته، ولعلها أكثر جذباً من مكارثي لجماعة «إعادة أميركا للعظمة مجدداً»... المفتونة عاطفياً وغريزياً ومطلبياً بظاهرة ترمب. وبين هذه الأسماء، بالطبع، 3 من الانقلابيين؛ هم النواب مات غايتز وجيم جوردان وستيف سكاليس، وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس.

في المقابل، لا ضمانات واقعية بأن الرئيس بايدن سيكون حتماً المرشح الديمقراطي بحلول نوفمبر 2024، مع أن «مؤسسة» الحزب لا تزال تبدو ملتزمة به سياسياً وأخلاقياً في وجه ترشّح شخصيات يعدّها كثيرون هامشية. والواضح أنه حتى إذا كانت هناك شخصيات مُتداولة أسماؤها في الكواليس - وقد تكون خيارات جدية - مثل حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر، وميشيل أوباما زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما... فإن الوقت مبكّر جداً على «إقناع» بايدن بفوائد التنحي ومغادرة الساحة.

هذا في أميركا...

أما في بريطانيا، فإن الأمور تبدو على السطح هادئة، علماً بأن الانتخابات العامة المقبلة قد لا تنظم قبل أواخر 2025. لكن الواقع، وبالذات داخل حزب المحافظين الحاكم، بعيد عن الهدوء والانسجام والنظرة الموحّدة، مع أن القيادة الحالية تنتمي إلى جيل واحد هو جيل «تلامذة» مارغريت ثاتشر الذي يمثل اليمين المحافظ المتشدد.

حزب المحافظين اختتم بالأمس مؤتمره السنوي الأول في عهد حكومة ريشي سوناك. وكان لافتاً اختيار مدينة مانشستر الصناعية الكبيرة، التي لا تعد أصلاً من معاقله الانتخابية، لاستضافة المؤتمر بدلاً من إحدى المدن السياحية الأكثر ميلاً لنهجه وأفكار أعضائه.

أيضاً جاء انعقاد المؤتمر بعد فترة اضطراب وصراعات داخلية شهدت تعاقب 4 رؤساء حكومات خلال 3 سنوات. وشهدت أيضاً تراجعاً مستمراً للحزب في استطلاعات الرأي، وتصاعد أصوات تارة ناقدة وطوراً مزايدة، وإضرابات شملت قطاعات - مثل أطباء «خدمة الصحة الوطنية» - قلّما فكرت في الإضراب ناهيك بتنفيذه.

محللون تابعوا مؤتمر المحافظين لاحظوا مؤشرات للأجواء التي يعيشها الحزب الذي طالما عدّ نفسه «حزب السلطة الطبيعي». ومن أبرز هذه المؤشرات تواضع نسبة الحضور على الرغم من ارتفاع «حرارة» الخطاب عند بعض الساسة. أيضاً من المؤشرات - التي ربما أسهمت في ارتفاع حرارة بعض الخطب - شعور كثير من الحزبيين بأنه ربما حان الوقت للتحسّب لهزيمة محتملة في الانتخابات العامة المقبلة، الأمر الذي يدعو إلى التفكير جدياً بزعيم جديد... منذ الآن.

كذلك لاحظ المحللون ارتباك العلاقة بين حكومة «دوغماتية» التوجّهات والقطاع الخاص (الذي تمثل مصالحه فعلياً) سواءً لجهة سياسات خلق فرص العمل، أو حماية البيئة، أو ضبط الهجرة أو الاستثمار في البنى التحتية أو التحسّب لعصر الذكاء الاصطناعي إلخ. وبدا في الكواليس أن التيار الأكثر «دوغماتية» متأهب للتمرد... وليس في وارد التروّي والإصغاء.

في هذه الأثناء، حقّق حزب العمال المعارض انتصاراً انتخابياً جديداً في إقليم أسكوتلندا الذي كان من أقوى معاقله التقليدية، قبل أن يهيمن القوميون الأسكوتلنديون على المشهد ويهمّشوا التمثيل العمالي.

إن ما حدث بالأمس خلال انتخاب فرعي في دائرة روذرغلن (بضواحي مدينة غلاسغو الجنوبية الشرقية) هو استعادة العمال مقعدها من القوميين بغالبية ساحقة قرأ فيها محللون أكثر من مجرّد نتيجة عابرة أو معزولة. وهذا ما لمح إليه السير كيث ستارمر، زعيم حزب العمال، الذي كان في غلاسغو عند إعلان النتيجة. والحقيقة، أن ستارمر، رغم تواضع «كاريزميته» وسياساته «الرمادية»، استطاع طمأنة ناخبي حزبه المعتدلين إلى انتهاء فترة الجموح العقائدي إبان زعامة سلفه اليساري المتشدد جيريمي كوربن... وانعكس هذا الواقع تحسناً لأداء الحزب في كل استطلاعات الرأي.

في بريطانيا، بالذات، قد ينجح المتشددون أحياناً، إلا أن فورات التشدد لا تستمر طويلاً لأن البلد بلد توافقات وتفاهمات عريضة لا ترتاح للإلغاء.

هذا بالضبط ما تعبر عنه التطورات الأخيرة.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع ضجيج أميركي وهدوء بريطاني أسبوع ضجيج أميركي وهدوء بريطاني



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 17:08 2013 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

"ديور" تدعوك للتفاؤل بالعام 2014

GMT 16:48 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

"النساء الزرافات" في قبيلة كايان في تايلاند

GMT 19:32 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

سانت لوسيا المكان الأجمل لقضاء شهر عسل رومانسي

GMT 18:42 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

ياسمين نيار تعاتب الحبيب بأغنية " ايش ايش "

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إصابة تريزيجيه بفيروس كورونا وابتعاده عن مباريات أستون فيلا

GMT 07:17 2020 الإثنين ,03 شباط / فبراير

فيروس"كورونا" يصيب السياحة في تايلاند

GMT 05:35 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني تكشف عن موعد طرح سيارة Aventador الجديدة

GMT 17:55 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إيمري كان يُثير قلق يوفنتوس قبل مواجهة مانشستر يونايتد

GMT 13:27 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

العروس تكشف حقيقة صور زفاف شيري عادل ومعز مسعود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab