الرعب من التخلّف
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

الرعب من التخلّف

الرعب من التخلّف

 السعودية اليوم -

الرعب من التخلّف

بقلم - سوسن الأبطح

في خطوة صادمة، قرَّرت السويد التخلي عن استخدام الشاشات والأجهزة الإلكترونية في المدارس، وكانت من بين الدول الأكثر حماسة للتخلص من الكتب والأقلام والانحياز للتكنولوجيا في التعليم. وبعد خمسة عشر عاماً من الاستغناء عن الحبر والورق وباقي الأساليب التقليدية، اكتشفت هذه الدولة الاسكندنافية التي تباهت باستمرار بمستواها التعليمي، وقدرة خريجيها التنافسية، أنها أضرت بطلابها وبقدرتهم على حصد المعرفة. وبالطبع فإن جيلاً بأكمله خضع للتجربة، كما دول عديدة أخرى في العالم، لتعلن نهاية الشهر الماضي وزيرة التربية لوتا إيدهولم ومعها وزيرة الثقافة باريسا ليليستراند، عن خطتهما للعودة إلى الورق والكتب والاستغناء عن الكومبيوترات والألواح.

أما السبب فهو الهبوط الملحوظ في مهارات الطلاب السويديين في القراءة والكتابة، ما اعتبر مشكلة وطنية رئيسية من قبل الحكومة تجب معالجتها، لما تشكله من مخاطر على مستقبل السويد كوطن. فالضعف في القراءة والكتابة، يعني أن التلميذ عاجز عن الوصول إلى المعلومات أو التواصل مع الآخرين.

وبينما يتم الترويج للذكاء الاصطناعي و«تشات جي بي تي» وقدراته العجائبية في الإجابة على أي سؤال مهما بلغت صعوبته، بحيث يجعل الحاجة إلى التعلم مجرد تقليد من الماضي، تتراجع، في هذا الوقت تحديداً، دول أوروبية عدة، عن انجرافها المتسرع لاعتماد الألواح والشاشات في الصفوف.

ومع أن أجراس الإنذار قرعت باستمرار محذرة من المبالغة في التفاؤل، بالتحول الرقمي التعليمي، فإنه كان لا بد من التجريب، ودفع ثمن تجهيزات بعشرات مليارات الدولارات، لمعرفة النتائج. فقد موّلت فرنسا وحدها - وهي من بين أقل الدول الأوروبية، انبهاراً وحماسة للتكنولوجيات - مدارسها بما يناهز أربعة مليارات يورو، في حملة تحديثية عام 2014 أيام الرئيس فرنسوا هولاند، من أجل تطوير التعليم ورقمنته، وردم الفجوة بين الفقراء الذين لا يملكون ألواحاً ومعدات عصرية، وزملائهم ممن يملكون كل شيء.

لكن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، تقول لنا الدراسات، إن المستوى التعليمي لم يتحسن في فرنسا، مع أن تسعة من كل عشرة معلمين يقرّون بفوائد التكنولوجيا التعليمية. فقد انخفضت المهارات، وازدادت الفجوة بين الفقراء والأغنياء واتسعت الهوة. وعلى عكس المبتغى، غرق أبناء الطبقة الأكثر تواضعاً بلوثة الألواح وفتنة الشاشات، وجنون التصفح الفوضوي، فيما لجمت العائلات الغنية أطفالها، وقننت استخدامهم للتكنولوجيات، وفرضت عليهم سلوكيات أكثر تعقلاً، مما انعكس إيجاباً على نتائجهم المدرسية.

هذا لا يعني أن الوصفة المثالية هي في العودة إلى القرن الماضي، لكن التسرع في تلقف المخترعات الجديدة، والتخلي الكلي، كما حدث في السويد، عن الأدوات التي اختبرت عشرات السنين، لم يكن مفيداً بالضرورة. وبالغ البعض في وصف معجزات التكنولوجيا في التعليم، حتى ظننا أن ذكاء البشر سيتضاعف، وأن أطفال اليوم هم نوابغ بالقياس إلى آبائهم، نظراً لما يتوفر لهم.

لكن أما وأنّ اعتماد الآلة جعل العقول كسلى، والرغبة في بذل جهد فكري أقل من ذي قبل، والقدرة على التعبير أضعف، كما أن القراءة متعثرة، فهذا كله لا يتناسب والطموح الذي علّق على التعليم الحديث.

لا نزال نقرأ المطولات حول الفتوحات التي نحصدها بتبني الآلات في التعليم، وكيف أنه السبيل الوحيد لامتلاك مفاتيح العصر، فيما غالبية تلامذتنا، يقرأون بتعثر ويكتبون كما لو أنهم لم يغادروا الصفوف الابتدائية، حتى وهم يستعدون للحصول على الثانوية. وتلك كارثة تنبهت لها السويد، رغم أن مستوى طلابها لا يزال أعلى من جيرانها الأوروبيين، وهم من بين أفضل 15 في العالم، فيما نرفض نحن كعرب الإقرار بأن من يتعثر بلغته كتابة وقراءة، هو أمي رسمياً، حتى وإن أجاد كتابة الخوارزميات وتشغيل التطبيقات.

تهرع البشرية صوب أتمتة التعليم بدافع الخوف من التأخر، والرغبة في المنافسة والربح والتفوق، على اعتبار أن المستقبل يمر من هنا. وهذا يتبين أن له تكاليفه. فالمبالغة في الاعتماد على الألواح أفقدت الأطفال مهارات استخدام اليد في الكتابة، وحك الرأس لتجويد الإملاء، والبحث عن المعلومة ومطاردتها، وإن أكسبهم قدرات أخرى لا يمكن إنكارها. وما نحتاجه اليوم، هو الاعتراف بالخسائر كما بالأرباح، والموازنة بين ما نخسره وما نعتقد أننا حصلنا عليه. فالبشرية بحاجة اليوم إلى تنمية الحسّ النقدي ومرونة التدبّر، أكثر من أي وقت مضى، لإيجاد الحلول الأنجع. فالتعليم هو «اكتشاف الأشياء من أجل التفكير في العالم».

ومن يظن أن الشركات التكنولوجية بريئة من اللعبة، وأنها لا تروج لمنتجاتها وكأنها الخلاص الأكبر، يكون مخطئاً. فحجم سوق تكنولوجيا التعليم العالي وحده سيصل بحلول عام 2025 إلى أكثر من 400 مليار دولار. ويعيب الفرنسيون على مشروع رئيسهم السابق هولاند حين عزز التكنولوجيا في الفصول أن الرابح الأكبر كانت ميكروسوفت.

وإن نظرنا إلى تكلفة التعليم الحديث لوجدته أضعاف ما كان عليه سابقاً، لكن النتائج أسوأ والمعارف أضعف، والمزاج عند الشباب ليس على ما يرام.

فقد دفعت أميركا عام 2020 أكثر من 35 مليار دولار لسد الحاجات التكنولوجية في زمن الوباء، وهو مرتان تكاليف العام الذي سبقه.

وجاء مفصل كورونا، والتعليم عن بعد بهشاشته وعوراته، ليؤكدا أن المراجعة السريعة واجبة، وأن المبالغة في تعليق الآمال على الآلات والذكاء الصناعي، وعبقرية التطبيقات لتغيير وجه الحياة، هي مجرد سراب وأضغاث أحلام.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرعب من التخلّف الرعب من التخلّف



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم
alsaudiatoday.com

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة

GMT 14:50 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

منة فضالى تتمنى الشفاء لأشرف زكى وتدعو له

GMT 11:37 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

شريهان تثير قلق الجمهور بتغريدة غامضة وأحلام تعلق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon