القومية الشقية نظرة خارج الصندوق
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

القومية الشقية: نظرة خارج الصندوق!

القومية الشقية: نظرة خارج الصندوق!

 السعودية اليوم -

القومية الشقية نظرة خارج الصندوق

بقلم : د.محمد الرميحى

ربما أشقى قوميتين في العالم اليوم هما القومية الفلسطينية والقومية الأوكرانية، كلتاهما تتعرض لاحتلال وكلتاهما رغم المواقف العالمية المتعاطفة معهما بدرجات مختلفة، لا يبدو أمامها طريق إلا أن تسلّم بالواقع، بصرف النظر عن العواطف.

الحرب في أوكرانيا تعدو سريعاً إلى عامها الثاني، وتتكبد أوكرانيا، شعباً ودولةً وبنيةً تحتيةً، الكم الضخم من الخسائر في الأرواح والمعدات، وبصرف النظر عن الحق أو الباطل، فإن صراع الشعوب ليس بالضرورة ينتهي بأن ينتصر الحق على الباطل، في الكثير من تجارب التاريخ، الباطل أيضاً ينتصر على الحق، فالحق والباطل نسبيّان وليسا قطعيين.

تراهن روسيا على نتائج الانتخابات الأميركية العام القادم 2024، وترغب أن ترى سيناريو عودة دونالد ترمب إلى السلطة في البيت الأبيض. ذلك احتمال لا يتوجب صرف النظر عنه، حتى لو لم يصل ترمب إلى السلطة ووصل أحد مرشحي الحزب الجمهوري، الذي يعتقد قادته أن نصرة أوكرانيا بهذا الحماس خطأ سياسي، فإن المعادلة سوف تختلف في أوكرانيا، وربما يضاف إلى ذلك سيناريو آخر، هو وصول القوى المساندة لأوكرانيا في الغرب إلى مرحلة «الإرهاق» السياسي، وقد ظهر بعض تجلياته في أوروبا الغربية، ويزداد في الدول القريبة من أوكرانيا، ولكن ليست هي فقط، فحتى بعض شرائح النخب الأميركية بدأت علناً تتحدث عن التكاليف الباهظة لنصرة أوكرانيا على المدى الطويل، والمؤشرات واضحة في معظم الاقتصاد الأوروبي الذي أصبح يعاني تراخيَ الاقتصاد وإدمان الدَّين، وترتفع تكاليف المعيشة في الدول الأوروبية مع ارتفاع في نسبة البطالة في سوق العمل.

ليس جديداً لدى القوة الغربية التخلي عن شعاراتها وخطبها الكثيرة في «نصرة الشعوب» أو «الدفاع عن الديمقراطية». لدينا مثالان: الأول قبل عقود في الحرب الفيتنامية التي خسرتها الولايات المتحدة، كما يقال، في «صالونات المنازل»، حيث كان التليفزيون، وهو الوحيد الشائع وقتها في التواصل الاجتماعي، ينقل كل ليلة أخباراً «غير سارة» حول الخسائر الأميركية، وانتهاء الأمر بمشهد كاد يتكرر، وهو ارتفاع طائرة الهليكوبتر الأخيرة مغادرةً من مبنى سفارة الولايات المتحدة في سايغون، وترك آخرين يكادون يتشبثون بعجلات تلك الطائرة. ونفس المشهد بتفاصيل أخرى شهده العالم عندما تشبث بعض الأفغان بأجنحة الطائرات الضخمة المغادرة مطار كابل، وسقوط الجثث من على سطحها بمجرد ارتفاعها في الجو.

الديمقراطيات الحديثة تخسر حروبها في الداخل، ذلك ما يراهن عليه الكرملين في حربه في أوكرانيا. وعلى الرغم من خروج نسبة معقولة من الشباب الروسي من بلاده بمجرد دخول الحرب خلال أشهرها الأولى في «المراوحة»، فإن ذلك التذمر من الحرب لم يتوسع، حتى في عصيان قيادة فاغنر «القوة العسكرية» المرتزقة التي صنعتها موسكو لم يحدث الانشقاق الداخلي الذي توقعته التحليلات الغربية، بل ربما تلاشى خطره بعد مقتل بريغوجين، قائد تلك المجموعة المرتزقة، شر قتلة!

من جانب آخر فإن الفشل النسبي لما رُوِّج له كثيراً من «الهجوم الصيفي المعاكس» للأوكرانيين ضد القوات الروسية، أضاف ثقلاً جديداً على أن الحرب لن يكون فيها منتصر واضح أو خسارة واضحة، وكلما طالت تكلَّفت الاقتصاديات العالمية الكثير من النزيف، لذلك نجد أن هناك حديثاً شبه جدّي لعودة موسكو إلى النظام المالي العالمي (سويفت) من أجل تسهيل تسويق الحبوب الروسية والأوكرانية على السواء، الأمر الأخير لم يَرُقْ لكييف (العاصمة الأوكرانية) ولكن ليس لديها أي أدوات لمنعه.

لهذا فإن الحديث في بعض الأوساط الأوروبية أن «الدرس قد وصل إلى موسكو» بمنعها من التوسع، ولا بأس من ترك الجزء من أوكرانيا الذي يتحدث الروسية والملاصق للحدود الروسية، والذي يحتله الآن الجيش الروسي لروسيا مقابل كف يدها عن الأراضي الأخرى، ودخول أوكرانيا في السوق الأوروبية وربما في وقت لاحق إلى حلف الأطلسي.

هل ثمة رابط بين احتلال روسيا لأوكرانيا واحتلال فلسطين؟ يبدو، مع بُعد الموقع الجغرافي، إلا أن السياسات تقريباً متشابهة، فالصف الفلسطيني منقسم بين الضفة و«حماس»، ولا يخلو الاثنان من شيء من الفساد الداخلي، إلى جانب أن الشِّقاق فلسطيني وتاريخي وعسير، فهو ينتقل حتى إلى المنافي، ومخيمات اللجوء، كما حدث أخيراً في مخيم «عين الحلوة»، إلى جانب الانصياع من جماعات فلسطينية لأطراف متنازعة في الشرق الأوسط، وبين العرب، كما أن الملاحَظ أن هناك انحساراً في المناصرة منذ اتفاقية كامب ديفيد «أنور السادات، ومناحم بيغن، عام 1978»، من ثم اتفاق أوسلو «عرفات، ورابين، 1993» منذ ذلك الوقت والاعتراف الدولي بإسرائيل يتوسع.

كما أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على وجه الخصوص فوّتا فرصتين على الأقل: مبادرة إسحاق رابين، التي كانت تعطي الفلسطينيين بعض الحقوق، وقُتل على أثرها أول رئيس حكومة إسرائيلية على يد متطرف إسرائيلي عام 1995. والفرصة الثانية كانت خطة أولمرت (رئيس وزراء 2006 – 2009) التي أيضاً لم تُقبل، وكان أول رئيس وزراء يُسجَن في إسرائيل بسبب الفساد.

في السياسة لا توجد عواطف، توجد مصالح وحقائق على الأرض، في الحالتين الأوكرانية والفلسطينية هناك تصور لدى بعض القيادات أن القادم يمكن أن يحمل الأفضل، إلا أن ذلك قد يكون أملاً أكثر منه واقعاً، فرغم التضحيات التي يقدمها الشعب الأوكراني أو الفلسطيني، وهي لأي متابع ظاهرة للعيان، وبالغة القسوة من الطرف الآخر، فإن الزمن ليس بالضرورة يتوجب أن يراهَن عليه؛ فإسرائيل رغم كل المشكلات الداخلية سوف تظل مدعومة من الولايات المتحدة، ليس بسبب إسرائيل ولكن، وهو الأهم، بسبب التفاعلات السياسية الداخلية الأميركية، كما أن دول العالم تمد جسور التعاون مع إسرائيل من الصين إلى روسيا إلى الهند وغيرها، كان بعضها معارضاً شرساً في السابق لسياساتها.

افتراض أن القادم هو الأفضل في الحالتين، افتراض غير واقعي، والتاريخ يُعلّمنا أن الأمر ليس بتلك البساطة، فالعدل والحقوق نسبيّان، خصوصاً على المستوى الدولي، وبناء الآمال على عواطف، غير بناء السياسات على تحليل علمي رصين. إنها معاناة القومية الشقيّة في عالمنا.

آخر الكلام:

في السياسة الحق فيه شيء من الباطل، والباطل فيه شيء من الحق!

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القومية الشقية نظرة خارج الصندوق القومية الشقية نظرة خارج الصندوق



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon