الفجوة الرقمية حضارية
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

الفجوة الرقمية... حضارية!

الفجوة الرقمية... حضارية!

 السعودية اليوم -

الفجوة الرقمية حضارية

بقلم -محمد الرميحي

الفرق بين «الموضة» و«الواقع» يتسع في فضائنا الثقافي العربي. دول ومجتمعات كثيرة عربية تحسبت للمستقبل من خلال تبني التقنية الحديثة في أعمالها العامة، بل إن البعض ذهب في الخيال إلى القول: إنه يريد أن ينشئ «الحكومة الإلكترونية»، وهذا الحماس لإدخال التقنية والرقمنة في العمل الحكومي والخاص في الظاهر يسير مع «الموضة» في العالم، إلا أن التطبيق الواقعي صاحبه ويصاحبه الكثير من الإحباط والتعطيل، فهناك الكثير من المؤسسات والوزارات التي تدّعي أنها تقدّم خدماتها للجمهور من خلال التقنية الحديثة وعن بُعد، تفشل فشلاً ذريعاً في تحويل تلك الرغبة إلى واقع. فعندما يحاول المواطن استخدام تلك التطبيقات كي يحصل على الخدمة، مثل محاولة أن يأخذ موعد طبيب أو سداد اشتراك كهرباء أو موعد لتخليص معاملة خاصة، يواجَه بالكثير من العقبات، أبسطها أن التطبيق لا يعمل، وليس فيه مكان للتنبيه على أنه لا يعمل، وإن كان يعمل فإن الدخول إليه معقد وربما خارج قدرة المواطن العادي، أما إذا كان يعمل، فبعد إدخال كل المعلومات وهي كثيرة ومتعددة، يطلب منك التطبيق مراجعة الإدارة المختصة!

العلّة ليست في الفكرة، فهي فكرة ممتازة، وليست في النيّات أيضاً، فالنيات صادقة... العلّة في مشغِّل الخدمة، فهو لم يحصل على تدريب بما فيه الكفاية، كي يختبر التطبيق بنفسه ويكتشف عيوبه أو أنه لم يحصل على التدريب العملي والأخلاقي أيضاً كي يتعامل مع هذا النوع من الخدمات المتحضرة من دون تعقيد، فهناك في الثقافة العامة مكان «لنظرية المؤامرة» ومكان «للشك في المواطن» بدلاً من الثقة به، لذلك فإن توافرت التقنية لا يقبل متخذ القرار على الطرف الآخر صدق المعلومات المدخلة!

تلك نقيصة في فضائنا العربي الإداري تجدها في كل مرافق الدولة وفي معظم بلداننا، أما إذا قمنا بالمقارنة، فإن متخذ القرار في المجتمعات الغربية ذات البعد الديمقراطي، تجده يهتم بالخدمة المقدمة للمواطن، لأنه في وقت ما سوف يستخدمها. على سبيل المثال اهتمام رئيس الوزراء في بريطانيا بالنقل العام (حافلات أو قطارات) وسوية الخدمة فيها، نابع أساساً من أنه شخصياً عند تركه السلطة سوف يقوم باستخدامها، وكثير من النقد الذي توجهه المعارضة في تلك البلدان، بسبب أن زعيم المعارضة بنفسه وأمام الكاميرات يقوم باستخدام تلك الخدمة. نذكر أن زعيم المعارضة البريطانية السابق عندما اشتدت الشكوى من زحمة القطارات شاهده المواطنون في إحدى العربات جالساً على أرض العربة بسبب عدم وجود كرسي!

أما مَن تَعوّد أن يقوم آخرون بخدمته وله ممر خاص في المطارات، فهو لا يشعر بمعاناة المواطن العادي لا في السابق ولا في اللاحق، ولا تهمه كثيراً تصرفات الأشخاص القائمين على تلك الخدمة تجاه المواطن والتي غالباً ما تكون صلفة إن لم تكن عدائية، ما يهم متخذ القرار أن يقول للرأي العام إنه اتخذ خطوات لتخفيف مشكلاتهم!

من دون تدريب البشر على التعامل الصحيح لاستخدام التقنية ومن ضمن ذلك التدريب هو التدريب على الأمانة الأخلاقية والقيمية وفلسفة تقديم الخدمة عن بُعد، فإن الأمر لا يستقيم، بل يزيد الأمور تعقيداً وتتضاعف الأعباء على المواطن.

قال لي صديق إنه طلب خدمة من إدارةٍ ما أصرت على أن تُطلَب الخدمة عن بُعد، ولكن مضت أسابيع ولم يُرَد عليه! مَن يتحكم في تقديم الخدمة يشعر أنه «مَلك» يأمر وينهى، يتفضل أو لا يتفضل، فبغياب التدريب والمتابعة أو الرقابة فإن من يقدم الخدمة لا يستوعب فلسفتها وأهميتها للمواطن والوطن والاقتصاد.

هنا تظهر التبادلية بين الفرد والمجتمع التي تُنتج السلوك العام، فإن كانت الذاتية مسيطرة فلا معنى لمفهوم خدمة الجماعة. الحياة الرقمية ليست كالسيارة التي يُنتجها الغرب لنستهلكها بالرقمية، فهي تعني ثقافة متكاملة، والاستعداد النفسي والمؤسسي لأن يخدم الناس أنفسهم بأنفسهم من دون «التفضل» عليهم، فهي أساساً مرتبطة بالثقافة، وباختلاف الثقافات ينتج الاختلاف في الاستعمال.

قبل أشهر تأخرت نتائج مدرسية في الكويت (نشرت الصحف عنواناً كبيراً قال: خلل تقني يعطل الحصول على نتائج صفوف النقل). التفسير أن مَن وراء النظام مِن البشر غير قادرين على ضبطه، وهو فقط مثال من عدد كبير من الأمثلة.

إحدى الدول العربية وضعت كاميرات لمراقبة تقديم الخدمة والحد من «الرشى» المقدَّمة للموظفين، فأصبح المواطن يقدم «رشوتين» بدلاً من واحدة، إحداها لمقدم الخدمة والأخرى لمراقب الكاميرات! في دول أخرى سُميت المراقبة باسم «المتعامل السري» وهو شخص المفروض أن يقدم تقريراً على سهولة أو صعوبة تقديم الخدمة العامة، الفكرة في حد ذاتها تعني انعدام الثقة فيمن يقدم الخدمة أصلاً، وفيمن يراقب تقديم الخدمة، والأخير المفروض جزء من جهاز رقابي داخلي، أما الرقيب الأهم فهو الذات المواطنة، والتي تَعد عملها خدمة يجب أن تؤدّى بالأمانة والسرعة، بدلاً من التقاعس والتسويف والمماطلة أو الزبائنية، إنها ثقافة العمل إن لم تتغير فبالرقمنة أو من دون رقمنه النتيجة واحدة!

قد تكون القضايا الموصوفة سابقاً للبعض ذات أهمية جانبية، ولكن الدراسات التي بين أيدينا تقول: إنها ذات تأثير سلبي على الاقتصاد وعلى التنمية في أي مجتمع، فقد وُجد علمياً أن الفرق بين نمو الاقتصاد في مجتمع وركوده في مجتمع آخر، هو عدد الأيام التي يأخذها صاحب الخدمة في ترخيص ما يرغب أن يرخّصه. فذاك يسبب فرقاً في نمو الاقتصاد أو كساده، فأي صاحب مشروع جديد في بلدان النمو المحقق يأخذ بين يوم إلى ثلاثة أيام في ترخيص المشروع، والكثير منها عن بُعد، في الوقت الذي يأخذ في البلدان الأخرى أسابيع وربما شهوراً وقد يُرفض المشروع لسبب ثانوي وبعضه تافه.

آخر الكلام: الفرق هو المنهج في الإدارة، فإن ذُللت المشكلات الصغيرة، الكبيرة فسوف تأخذ طريقها إلى الحل، لأن المنهج صحيح، وإن تغاضيت عن الصغيرة تكبر وتنضم للعقبات الكبيرة التي تواجه المجتمع، لأن المنهج خاطئ.

arabstoday

GMT 00:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 14:20 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أصل القصة في لبنان

GMT 14:18 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا لا ترد حماس وحزب الله على العدوان؟!

GMT 14:15 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب مصر بطل دورة سوريا

GMT 14:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإخوان بين البراجماتية الأمريكية والميوعة الأوروبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفجوة الرقمية حضارية الفجوة الرقمية حضارية



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon