غزة وجوقة التصريحات النارية

غزة وجوقة التصريحات النارية

غزة وجوقة التصريحات النارية

 السعودية اليوم -

غزة وجوقة التصريحات النارية

بقلم - جبريل العبيدي

غزة المنكوبة بحرب انتقامية دموية تتناثر وتسيل دماء الأبرياء فيها، بينما يجري إلى جانب ذلك سباق للتصريحات النارية حول الحرب الدموية في غزة التي تطلقها جوقة من المنشدين من بعد بدءاً بتصريحات خارج غزة بل وخارج البلاد والمنطقة أصلاً بعيداً عن قذائف وصواريخ إسرائيل التي تسقط على رؤوس الأبرياء في غزة. كما نرى صحافيين وفنانين لا يستطيعون حتى إمساك أنفاسهم من هستيريا الضحك وليس السلاح يطلقون تصريحات نارية تهيج الرأي العام في محاولة أو أخرى لكسب أصوات المعجبين وكأن المعركة تدار على صفحات التواصل الاجتماعي وخلف لوحة الكتابة الحاسوبية.

ونرى أيضاً سياسيين ووزراء سابقين ينضمون إلى جوقة التصريحات النارية التي طاولت حتى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي انضم لجوقة التصريحات النارية بالقول: إن «الوقت لاستمرار جرائم تل أبيب ينفد بسرعة» بينما قائد «الحرس الثوري» يقول «إن الوقت ينفد أمام تل أبيب في استمرار الجرائم بحق أهل غزة»، كما توعّد قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي الذي هدد بـ«الردع العسكري الذي لا يمكن لأي قوة مواجهته».

رغم خطاب «المقاومة» التاريخية الإنشائي الذي صدعنا به البعض، فإن المشاركة الخجولة لـ«حزب الله» في «طوفان الأقصى» لا تختلف كثيراً عن المشاركة الضعيفة لحوثي اليمن في إطلاق بضعة صواريخ على أهداف وهمية.

وسبق أن قال رئيس القوات الجوية الإيرانية بأنه بدلاً من إعطاء سمكة للمقاومة فعلموهم صناعة الصنارة، فهذا ما ينذر بتحول النزاع الراهن إلى صراع إقليمي متعدد الجبهات، وهذا ما يتخوف منه الكثيرون من الخبراء بخاصة بعد تصريح السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل هرتسوغ: «إن القيادة الإسرائيلية تشتبه في وجود أيادٍ إيرانية من وراء الكواليس».

هناك جماعات في أغلبها لا علاقة لها بالمقاومة أو حركات التحرر، مثل ميليشيا الحوثي وميليشيا «حزب الله» لكنها تحاول التدخل بحق الفلسطينيين في اختيار طريقة المقاومة التي يرغبون فيها ويرون أنها ستحقق لهم نتائج في استعادة أرضهم.

البعض من أصحاب التصريحات النارية يخوض حربه الخاصة ببنادق وجند غيره ولا يتوقف عن التصريحات النارية من حين لآخر بينما لا يجرؤ على مواجهة مسلحة بشكل مباشر بعيداً عن استخدام الأذرع في المنطقة لتصفية حسابات إقليمية ودولية تخصه تحت مسمى المقاومة.

وبعيداً عن خلط الأوراق وتوظيف التصريحات النارية التي يطلقها نتنياهو ويزج بأبناء إسرائيل في حرب وقودها البشر بينما أبقى ابنه في كاليفورنيا بعيداً عن أتون الحرب، فإن حكومته المأزومة لا تستطيع إدارة الأزمة وتتعامل معها على أنها حرب إبادة وحرب وجود.

من حق الفلسطينيين استعادة أرضهم والعيش فيها بسلام وما يقوم به جيش حرب إسرائيل من قصف للمدنيين والمستشفيات والمساجد والكنائس في غزة تجاوز حق الدفاع عن النفس إلى جريمة حرب إبادة للفلسطينيين.

فمهما فعلت إسرائيل من دمار وقتل وتهجير قسري ومهما تجبر الجنود الإسرائيليون لا يمكن لهم القضاء على شعب الجبارين الفلسطينيين ولن يستطيع جند إسرائيل اجتثاث الفلسطينيين من أرضهم إلا أمواتاً فهم كالنخيل الشامخ يموت وهو واقف.

حل النزاع طال وهو في عقده الثامن الآن والفلسطينيون في هذا «العالم المتحضر جداً» ما زالوا يرزحون تحت الاحتلال وتحت جبروت قوة يقولون عنها إنها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». نعم «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» التي بنيت على جماجم الفلسطينيين، بعد إبادتهم بحروب مفتعلة متكررة أغلب ضحاياها من الأطفال والنساء.

الحل الناجع للصراع هو إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967عند الخط الأخضر الذي يحدد الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية بخاصة أن الأمم المتحدة تبنت قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين عام 1947، رغم أن إسرائيل ابتلعت ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتركت الربع مفتتاً تنهكه المستوطنات في محاولات متعاقبة من الإسرائيليين لمنع أي إمكانية لقيام دولة في الربع المتبقي ولكن لو مارس المجتمع الدولي ضغطاً لاستطاع إخلاء المستوطنات الإسرائيلية التي هي السبب الرئيس في أي تماس أو قتال أو حرب كالتي في غزة اليوم.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وجوقة التصريحات النارية غزة وجوقة التصريحات النارية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 16:41 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

بيترز وفيشر يتنافسان على "أبوظبي إتش إس بي سي" للغولف

GMT 21:32 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

35 ألف شخص يشاركون في سباق دلهي رغم التلوث الصحي

GMT 04:48 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح معرض جديد في سومرست هاوس يضم أزياء لكبار المصممين

GMT 16:54 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إنستغرام تدعم الرد على التعليقات على غرار فيسبوك

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العالول يُؤكّد أنّ الانتخابات تحتاج إلى موافقة من الفصائل

GMT 10:58 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

صدور الإعلان الدعائي لفيلم "الفلوس" للفنان تامر حسني

GMT 00:42 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الاحتلال يغلق جمعية برج اللقلق ويعتقل مديرها

GMT 08:12 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

الرئيس الأميركي ترامب يصل فيتنام الثلاثاء

GMT 09:50 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

رصاصة "أقوى بندقية في العالم" تُعادل قذيفة دبابة

GMT 15:35 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

زنان يؤكد اتخاذ إجراء ضد ملعب الجامعة

GMT 15:28 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فولكس واجن توشقنا للجيل الثامن من "جولف"

GMT 19:38 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

باير ليفركوزن يجدد عقد مدافعه جيدفاج حتى عام 2023

GMT 06:00 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

النصائح التي يجب إتباعها قبل صبغ الشعر وتلوينه

GMT 21:59 2018 الأحد ,22 تموز / يوليو

مميزات وعيوب "شيفرولية لانوس" موديل 2018

GMT 02:29 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab