خطة غالانت ومن سيحكم غزة

خطة غالانت ومن سيحكم غزة!؟

خطة غالانت ومن سيحكم غزة!؟

 السعودية اليوم -

خطة غالانت ومن سيحكم غزة

بقلم - جبريل العبيدي

غزة التي أصبحت المباني والعمار فيها أكواماً من الدمار والخراب ليست في حاجة للاختيار لها من سيحكمها بقدر ما هي في حاجة لمن يعمّرها بعد الخراب الإسرائيلي فيها، في ظل تجاهل دولي لوجود «مليون شخص ليس لديهم مأوى آمن فيها»، هذا وفق تصريح لليونيسف، إحدى منظمات الأمم المتحدة، وليس تصريحاً لـ«حماس»، ليتم تكذيبه أو اتهامه بالمتاجرة بحجم الكارثة الإنسانية، والبعض يقترح من سيحكم غزة؟ في تجاهل تام للوضع الإنساني الكارثي.

أعتقد أن الوقت الآن الأولوية فيه للعمل الإنساني وإيواء النازحين وإعادة الحياة وإيقاف الحرب، أما من سيحكم غزة فهذا حق أصيل للغزاويين أهل غزة يختارون من يحكمهم ويتحملون نتائج حكمه، وإن أصبحت غزة أكواماً من الدمار والركام، وليست في حاجة لمن يحكمها، بل في حاجة لمن يفكها من بين أنياب الآلة العسكرية الشرسة والجبانة.

وفي ظل تغييب للواقع الإنساني الكارثي كُشف عن خطة غالانت، حيث ستكون إدارة غزة من أربعة أطراف، هي إسرائيل وقوى فلسطينية (شريطة أن لا تكون معادية لإسرائيل) وقوة متعددة الجنسيات ومصر. خطة غالانت، نشرت خبرها صحيفة «جيروزاليم بوست»، حيث قدمها لحكومة الحرب الإسرائيلية، التي تتبنى منطقاً يقول: «حماس لن تحكم غزة».

تجاهل المدنيين الذين أصبحوا ضحايا بين الطرفين دون أدنى احترام لقواعد الاشتباك هو العنوان الغائب في المرحلة الحالية، فقد حان الوقت للجم إسرائيل للتوقف عن التهجير القسري للمدنيين وإفراغ الأرض من سكانها وتجويع السكان بمنع الماء والكهرباء والطعام والدواء، وأي شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.

لن تجد من سيحكم غزة بعد عملية التدمير والقتل والتهجير التي قامت بها القوات الإسرائيلية في غزة بهمجية ووحشية، ضاربة بكل قوانين الحرب عرض الحائط، والتي ما هي إلا محاولة لإفراغ غزة من أي وجود فلسطيني ودفعه باتجاه مصر، وإحداث تغيير ديمغرافي كبير، وهذا المخطط ليس بالجديد.

وفق خطة غالانت، إسرائيل تعتزم عزل المناطق الحدودية مع مصر بالوسائل التكنولوجية، بالتفتيش الأمني، مما سيجعل غزة مجرد سجن كبير مفتوح لأكثر من مليوني فلسطيني أشبه بمعتقلات الفاشية الإيطالية لليبيين إبان الاحتلال الإيطالي، حيث جُمع آلاف من الليبيين في برقة خلف الأسلاك الشائكة في أكبر عملية إبادة عرفها التاريخ المعاصر، تتشابه اليوم مع ما يجري في غزة، لكن بالتكنولوجيا بدلاً من الأسلاك، فخطة غالانت تشمل تعزيز الحدود بين القطاع ومصر بوسائل إلكترونية بدعم من واشنطن.

غزة خالية من «حماس»، أم غزة خالية من الفلسطينيين، فحرب إسرائيل الهمجية لم تطل المقاومين وقادتهم سوى مقتل قيادي اغتيل بشقة في بيروت أرادت إسرائيل توجيه رسالة لـ«حزب الله» من خلاله، لتبين أنَّها قادرة على اغتيالات أخرى تطول كوادرها، وبالتالي عليه الحياد في الحرب، بينما ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية هو حرب شاملة في غزة واضح أنها مسلطة على المدنيين العزل، فكيف نقتنع أن الحرب كانت فقط لإزاحة «حماس» عن حكم غزة، لكن إسرائيل كانت دائمة الحفاظ على شعرة معاوية مع بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، لتبرير أي عمليات تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني.

صحيح أنه ليس ببعض الفصائل تحيا غزة وخروجها من المشهد السياسي قد يكون مفيداً للشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام، ولكن يبقى هذا خياراً فلسطينياً خالصاً وليس لغالانت ولا غيره أن يقرر من سيحكم غزة.

arabstoday

GMT 13:43 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترمب: لا تحبسوني

GMT 13:40 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «السِّتّ» إبداعٌ وإضافة

GMT 13:38 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانحون الكبار وضحاياهم

GMT 13:35 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صعوبة استقبال الجديد في سوريا

GMT 13:33 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صحافة الابتزاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة غالانت ومن سيحكم غزة خطة غالانت ومن سيحكم غزة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 10:52 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

حمية طبيعية لزيادة هرمون الشبع GLP1 والتحكم بالوزن
 السعودية اليوم - حمية طبيعية لزيادة هرمون الشبع GLP1 والتحكم بالوزن

GMT 16:59 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

بسمة تحسم الجدل حول مشاركاتها في موسم دراما رمضان المقبل
 السعودية اليوم - بسمة تحسم الجدل حول مشاركاتها في موسم دراما رمضان المقبل

GMT 06:13 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 06:08 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 19:05 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:32 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 00:15 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سوء التصرف بين الزوجين قد يحول حياتهما إلى الخطر

GMT 14:31 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

الفنان اللبناني رامي عياش يرزق بمولودة جديدة

GMT 22:39 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يُعلن إصابة هيثم الجويني وابتعاده 15 يومًا

GMT 15:23 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

"الأهلي" ينفرد بصدارة الدوري المصري

GMT 10:19 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال الإسرائيلي يغلق معبر "الطيبة" غرب طولكرم

GMT 13:40 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس نادي الهلال ينشر فيديو أعمال تخريبية لجماهير النصر

GMT 04:39 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

محمد باركيندو يؤكّد أن "أوبك" تعمل لمصلحة الجميع

GMT 06:09 2018 السبت ,23 حزيران / يونيو

تراجع عدد سكان شرق أوروبا بشكل كبير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon