كسينجر الخادع والعربي المخدوع
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

كسينجر الخادع... والعربي المخدوع

كسينجر الخادع... والعربي المخدوع

 السعودية اليوم -

كسينجر الخادع والعربي المخدوع

بقلم - فـــؤاد مطـــر

 

تستعيد ذاكرة المتابع مثلاً حالياً للتطورات العربية من أحداث ومؤتمرات قبل وما بعد الحربيْن مع إسرائيل (الأولى 5 يونيو/ حزيران 1967) والثانية (6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973)، وها هو الجنوح التدميري من جانب «إسرائيل نتنياهو» يفرش أبسطته المغطاة بدماء الناس في غزة وبقايا أشلاء تحت أتربة منازلهم وحطام مستشفياتهم ومساجدهم وكنائسهم، أمام الحرب العربية - الإسرائيلية الثالثة اضطراراً وليس اختياراً... تستعيد الذاكرة كلاماً حول ظاهرة الدكتور هنري كسينجر وسعيه على مدى سنوات تجوال في المنطقة بدا فيه وكما لو أنه يريد اقتباس شخصية وأسلوب «لورنس أوف أرابيا» بنكهة أميركية - يهودية، إذا لم نقل صهيونية. وذاك الكلام قاله لي محمود رياض وأحمد الشقيري في لقاءات في القاهرة ولندن بعدما بات الاثنان (رحمة الله عليهما) خارج العمل الرسمي: محمود رياض لم يعد الأمين العام للجامعة العربية وأحمد الشقيري أورث الزعامة الفلسطينية بعد الأولى في رحاب الحاج أمين الحسيني، إلى ياسر عرفات رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية.

كان الكلام الذي قاله محمود رياض وذاك الذي قاله الشقيري دونْته على أوراق تُنشر في الوقت المناسب وعملاً بقاعدة المجالس بالأمانات حول الدور الذي قام به كسينجر على مدى بضع سنوات من الصراع العربي - الإسرائيلي، وبالذات في تصميمه على أن تكون إسرائيل هي الآمنة والمستقرة، ويكون الجانب العربي عموماً، بالذات مصر وسوريا والجهاد السياسي الفلسطيني ودول الخليج التي تدعم الأحوال الفلسطينية، أطرافاً غير مستقرة وفي دائرة القبول بما تعرضه الدبلوماسية الأميركية كمطالب أو حلول، ومن خلال كسينجر، بدءاً بسنوات إدارة الرئيس نيكسون، ثم استمراراً بعد إسقاط الرئيس بفعل «فضيحة ووترغيت» وتولّي جيرالد فورد الرئاسة التي أخذ فيها كسينجر مداه الأبعد لمصلحة إسرائيل، وذلك لأن الرئيس فورد غير ملم بأوضاع منطقة الشرق الأوسط على النحو الكافي، وهذا جعل كسينجر يحقق في الصف العربي ارتباكات من كل نوع.

وحيث إن كسينجر بات بعدما أنهى المئوية الأولى من العمر ونال يوماً من المئوية الثانية (توفي يوم الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2023)، وكان سبقه أحمد الشقيري (توفي يوم 25 فبراير/ شباط 1980) ثم محمود رياض (25 يناير/ كانون الثاني 1992)، فإن كلاماً حوله سبق أن قاله لي الاثنان يصبح مجازاً التذكير به.

من جملة ما قاله محمود رياض في لقاء في مكتبي بلندن، حيث احتفيت مع زملاء بلفتته كما بإفاضته في الحديث عن سنوات صعبة من تجربته وزيراً للخارجية ثم أميناً عاماً للجامعة العربية: «إن سياسة كسينجر مع الرئيس السادات وكذلك مع الرئيس حافظ الأسد كانت دائماً خداعية، وكان يردد من العبارات التي يطيب للقائد العربي سماعها بأمل تنفيذها، لكن ذلك لا يحدُث مثل إن الإدارة الأميركية حريصة على تحقيق الحل الشامل، ثم يتبين أنه ضمناً ينسق في اتصالاته مع إسرائيل على الحلول المتفردة...».

يضيف محمود رياض: «إن كسينجر بتفرد بميدان العمل السياسي في المنطقة العربية نتيجة ارتباك نوعي في أسلوب تعامل الاتحاد السوفياتي مع مصر حرباً ثم سلماً...».

يضيف أيضاً أن تركيز كسينجر كان بالنسبة إلى مؤتمر جنيف هو تسميته «مؤتمر السلام»، ولقد روجت الوسائل الإعلامية الأميركية لذلك بغرض أن يقال عنها ومن خلال كسينجر أنها صنعت السلام في الشرق الأوسط، وبذلك تعطي استنتاجات تقلل من شأن النصر الذي حققه الجيش المصري في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وبالذات قدراته في العبور الذي أزال من الأذهان مسألة استحالة حدوثه.

يضيف محمود رياض أيضاً أن لكيسنجر الدبلوماسي الدور اللافت، ومن منطلق تعاطفه كيهودي مع أبناء ملته في إسرائيل الذين يحاربون العرب، في تدعيم الجيش الإسرائيلي بعد وقْف حرب أكتوبر بأنواع من السلاح الأميركي المتطور براً وجواً لم تحصل عليه إسرائيل من قبل، وذلك من أجْل رفْع معنويات الحُكم الإسرائيلي وجيش إسرائيل.

يضيف محمود رياض أن كسينجر كان يملك مشاعر غير ودية تجاه دول النفط بالذات في العالم العربي، وينطلق في ذلك من بدهية أنه عندما يتم تعطيل ورقة النفط لا تعود هنالك قدرات للعرب على الحرب وبذلك تستقر إسرائيل. ويستحضر وهو يقول ذلك تصريحاً أدلى به كسينجر أواخر عام 1974 هدد فيه بما يوحي باستخدام القوة ضد الدول النفطية (دول الخليج والعراق والجزائر). وتحضر محمود رياض في هذا الشأن إجابة كسينجر رداً على سؤال وجهه صحافي إليه عما إذا كان الاستيلاء على الثروة الوطنية لشعب عملاً جائزاً، أو أنه ليس أخلاقياً، حيث رد بما معناه «إذا راجعْنا تاريخ البشرية سنجد أن الحروب كانت تقع منذ القدم بشأن الموارد الطبيعية...».

يطول الكلام حول انطباعات محمود رياض عن كسينجر ومكائده الدبلوماسية التي كادت تودي إلى ما هو أكثر بعثرة للموقف العربي الموحد. وفي هذا المنحى كان الذي قاله لي أحمد الشقيري في لقاءيْن معه وكان بات يتفيأ في ظلال القضية قابعاً في شقته الكائنة في «عمارة ليبون» المطلة على أحد فروع نيل القاهرة والمسكونة من بعض وجهاء السياسة والسينما والصحافة.

ففي قراءة لظاهرة كسينجر، قال الشقيري عنه إنه «الرئيس المتجول للولايات المتحدة»، وإنه يتصرف في تجواله على أهل القرار العربي «وكما لو أنه موسى الجديد وريثاً لموسى القديم». وفي معرض حديثنا عن الفرق في السعي الدبلوماسي الأممي الأميركي - الأوروبي لإنهاء الاحتلالات الإسرائيلية رأى «إن مسعى يارينغ أخفق لأن الرجل مسيحي ومستقيم وترنو مشاعره نحو القدس وبيت لحم، فيما حقق كسينجر لدى بعض القادة العرب المبتلاة أوطانهم باحتلالات إسرائيلية نجاحاً نوعياً لأنه يهودي شاطر...».

كما مع محمود رياض، فإن الكلام مع الشقيري يطول هو الآخر. وحيث إن متعة الإبادة الإسرائيلية تتكرر بين حين وآخر، وتلقى من غض النظر الأميركي والدولي عموماً وإلى درجة الموافقة ضمناً وتكثيف المساعدة لتحقيق المزيد ما يشجع نتنياهو وجنرالاته على التفنن في وسائل الإبادة، فإن نعيم الاستشهاد الفلسطيني ستبقى سطوره مضيئة في كتاب الصراع الذي لن ينتهي بغير التكفير الدولي عن الهوى الإسرائيلي واعتماد المبدئية والصدق في تحويل صيغة الدولتيْن وفق مبادرة السلام العربية إلى أمر واقع. وبذلك تصبح مقولة وداعاً للسلاح وأهلاً بالسلام حقيقة وليست من الأحلام التي حجبتها الكوابيس منذ الأخذ بوعد بلفور الذي قال الشقيري «إنه صيغ في البيت الأبيض وأما اللورد بلفور فإنه وضع توقيعه عليه».

arabstoday

GMT 00:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 14:20 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أصل القصة في لبنان

GMT 14:18 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا لا ترد حماس وحزب الله على العدوان؟!

GMT 14:15 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب مصر بطل دورة سوريا

GMT 14:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإخوان بين البراجماتية الأمريكية والميوعة الأوروبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كسينجر الخادع والعربي المخدوع كسينجر الخادع والعربي المخدوع



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon