غزة والعدمية الجديدة مستقبل جيل ما بعد الألفية
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

غزة والعدمية الجديدة: مستقبل جيل ما بعد الألفية!

غزة والعدمية الجديدة: مستقبل جيل ما بعد الألفية!

 السعودية اليوم -

غزة والعدمية الجديدة مستقبل جيل ما بعد الألفية

بقلم - يوسف الديني

مع حالة اليأس والانسداد السياسي واستمرار الهمجية الإسرائيلية والكارثة التي تحل بأهل غزة، لا يمكن إلا -في محاولة الخروج من مأزق- تصور حل سياسي قريب إلى تأملات في تأثيرات هذه الكارثة الإنسانية الاستثنائية؛ ليس في حجم الضحايا أو فقدان الحل، وإنما في تأثيراتها المابعدية.

الألم الممض كثفته صورة مزلزلة للحد الأدنى من الإنسانية: عجوز فلسطينية تشبه جداتنا تماماً ممن حضرن نكبة 1948، وهي بالكاد تسير بما تبقى من حياتها الأقصر من ذاكرتها المديدة إلى الجنوب، بما يحمله من رمزية جهة المغلوبين على أمرهم من سادة الشمال في هذا العالم الذي تعرّى بالكامل على المستوى الأخلاقي والقانوني والحقوقي.

وفي النقيض تماماً مما تجسده تلك الجدة المتعبة من حمولات الماضي وقسوته، تتكشف الأزمة اليوم عن مسألة قل التفكير فيها، وهي علاقة الأجيال الجديدة، وتحديداً جيل ما بعد الألفية Gen-Z، بما يجري في غزة. هذا بحكم اهتمامي بهذه الفئة على مستوى التحديات والخطاب والتوصيف؛ حيث يشكلون ربع سكان كوكب الأرض؛ لكن تأثيرهم يتجاوز الـ75 في المائة بما يحملونه من سمات مذهلة وسُلّم قيمي مضطرب وفرداني يميل للصمت والاختباء خلف الشاشات الرقمية، ومع ذلك فإن نتائج الاستطلاعات التي أجرتها مراكز الأبحاث والمنصات الرقمية عكست تحولاً كبيراً على مستوى التفاعل والصدمة والتعبير عن «عدمية» جديدة، والشعور باللاجدوى، مع ارتفاع كبير في منسوب التعاطف مع الضحايا، وانخفاض كبير جداً على مستوى أي تعاطف مع إسرائيل، رغم الإقرار بضرورة تجريم هجوم «حماس». وأنا هنا لا أتحدث عن جيل ما بعد الألفية العربي أو المسلم، حتى أولئك المقيمين خارج الحدود في المجتمعات الغربية، وإنما الشباب الغربي الذي وُلد عقب عام ألفين، جيل الألفية الأميركي في سابقة يتعاطف مع الفلسطينيين بفوارق ضخمة عن الإسرائيليين وفي بريطانيا، فإن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً هم أيضاً أكثر دعماً للفلسطينيين (23 في المائة) من الإسرائيليين (7 في المائة) فقط. وهو العكس تماماً تقريباً لمن تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاماً. وعلى مستوى النخب أو الطبقة الواعية، إذا أخذنا شريحة الجامعات في معظم أوروبا من الطلاب والأكاديميين، انتشرت ظاهرة تمزيق الملصقات التي تم وضعها من الجمعيات اليهودية تحمل صور المختطفين. وعلى مستوى شريحة الغارقين في العالم الموازي وتطبيقات التواصل الاجتماعي؛ خصوصاً «التيك توك» و«إنستغرام» فإن تقنيات تجاوز الخوارزميات، وإعادة نشر الملصقات التهكمية Memes التي تحمل صور هتلر، أو تحاول وضع علامات ترقيم أمام كلمات لها علاقة بقاموس حرب غزة، لكيلا يتم الحجب، تدل على أننا مقبلون على فواتير قيمية وفكرية وتحولات كبيرة جداً على كل العالم الاستعداد لها، وبدرجة أولى العالم الغربي الذي سقط في ازدواجية المعايير والانحياز ليس غير المبرر فحسب، وإنما الخطر تماماً على أمنه القومي في قادم الأيام.

على مستوى المجتمعات غير المصنفة جغرافياً من الشباب العربي والإسلامي واللاتيني المتأثر بشعارات وقيم «المواطنة العالمية» أو العولمة، والذي كان يوسم عادة بالأمركة على مستوى أسلوب الحياة واللغة والثقافة، فإن أهم ملاحظة هي تضخم كبير جداً للمحتوى التاريخي للصراع، والبحث عن جذور المعضلة سياسياً، بحكم الانقطاع التاريخي بسبب الفارق العمري، كما هي الحال في عقد مقارنات كثيرة في الخط الزمني للاحتلال والاقتطاع والاستيطان من 1948 إلى لحظة 7 أكتوبر (تشرين الأول) بما في ذلك محاولة طرح أسئلة محرجة لا تحمل حمولة آيديولوجية أو موقفاً مسبقاً: هل إسرائيل دولة؟ ما حدودها؟ ما الفارق بين الدولة والمستعمرة الاستيطانية؟ وهي أسئلة تتجاوز الواقع السياسي ومآلاته إلى تفكيك الجذور وانبعاثها، وهي جزء من سمة وشخصية جيل ما بعد الألفية التشكيكية؛ خصوصاً فيما يخص الأطروحات الرسمية.

ولذلك كتبت كاثلين ستوك، معبرة عن هذه التحولات الفكرية: كيف تخجلنا الحرب الثقافية بين إسرائيل و«حماس»؟

الشباب الغربي اليوم ميّال للأطروحات الثورية واليسارية، كما هي الحال مناخ الإسلاموية الذي يهيمن على كثير من البلدان؛ لا سيما التي خاضت تجربة الربيع العربي، وكلاهما يعبر بشكل متقارب عن ميول ضد استعمارية، وبطريقة حماسية لا تفكر في العواقب، فنهايات الساعة وآخر الزمان عند المتطرفين يحضر عند اليسار الغربي الشاب كتعبير عن السأم من «نهاية التاريخ»، كما أن بعدهم الزمني عن المحرقة جعلهم يشككون في السردية الإسرائيلية التي كانت أقرب للعقيدة لآبائهم وأجدادهم الذين لديهم عقدة ذنب كبيرة، والتي تمثلت في مقدمة ونتيجة: اليهود بحاجة لدولة، ويجب أن تكون في فلسطين؛ لكنه في الجيل الجديد يتحول إلى أسئلة نقدية يضاف لها كثير من الاستياء والتململ من سردية «الهولوكوست»، في مقابل محتوى متعاظم من كارثة إنسانية ومجزرة ونكبة جديدة يتناقلونها، ويعيدون تدويرها ملايين المرات في الدقيقة الواحدة، أو كما علّق شاب بريطاني من أصول يهودية في مدونته: «النكبة باتت الإبادة الجماعية التي لم نتعلمها في المدارس».

مشكلة جيل ما بعد الألفية ستكون المعضلة الكبرى والفاتورة الضخمة التي على العالم معالجتها ما بعد توقف الأزمة؛ لأنها ستمتد لعقود وستشكل عائقاً كبيراً عن استعادة حالة من «العقلانية»، في مقابل العدمية، ويجب ألا تلهينا سمة «الصمت» التي يفضلها هذا الجيل عن التنبه لعودة التطرف بكل أنواعه وأشكاله. وإذا كانت غزة -فرج الله عن أهلها أزمتهم- ستحتاج إلى إعادة إعمار، فإن إعادة تأهيل وقود المجتمعات والمستقبل، الشباب، وحمايتهم من التطرف والعنف والراديكالية السياسية، لا تقل أهمية عن ذلك!

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة والعدمية الجديدة مستقبل جيل ما بعد الألفية غزة والعدمية الجديدة مستقبل جيل ما بعد الألفية



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon