من يحكم المطار ومرفأ بيروت

من يحكم المطار ومرفأ بيروت

من يحكم المطار ومرفأ بيروت

 السعودية اليوم -

من يحكم المطار ومرفأ بيروت

عوني الكعكي نقيب الصحافة اللبنانية
بقلم : عوني الكعكي

سؤال مُلِحّ، يطرح نفسه أمام المواطنين اللبنانيين اليوم، بكل فئاتهم وعلى اختلاف توجهاتهم وتنوّع مشاربهم وانتماءاتهم... من المسؤول الحقيقي عن مطار ومرفأ بيروت؟

قد يبدو السؤال عادياً للوهلة الأولى، لكنه ليس صعباً إذا أراد الانسان الإجابة عليه، فالأمر جليّ واضح... إذ ان كل اللبنانيين يعلمون أن لا دولة في لبنان، بل هناك حزب يمسك بمفاصل هذه الدولة، ويتحكم بمقدّراتها... سلاح هذا الحزب، أقوى من سلاح الجيش اللبناني... والحزب يفاخر ويجاهر بانتمائه لإيران، ويعترف علانية أنّ أسلحته وأمواله ورواتب عناصره وعديده، وصواريخه الذكية وغير الذكية كلها من إيران، والأنكى من ذلك كله، أنّ الحزب بقادته تابع لولاية الفقيه..

ماذا يعني هذا؟ إنه يعني بكل وضوح أنّ الدولة غائبة، إذ لو كانت موجودة، فلا يمكنها القبول بهذه التصريحات العلنية التي لم تعد خافية على أحد.
ونسأل: هل يمكن لأي دولة في العالم القبول بشيء مماثل فيها... بالتأكيد، ان الدول كلها ترفض قبول أمر واقع كما يحدث عندنا...كل شيء كان يسير بشكل عادي، والجميع صامتون على تجاوزات وتصريحات لم تعد تقف عند حد... ولكن ما فضح «الحزب العظيم»، هو الإنفجار الكبير الذي حدث في مرفأ بيروت... تلك الجريمة التي أدت الى مقتل حوالى 200 مواطن بريء، وجرح أكثر من خمسة آلاف، وفقدان حوالى الخمسين... ويتساءل المواطن اللبناني والأسى يعصر قلبه، ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ وما ذنب أكثر من 300 ألف مواطن ينامون في العراء، بعدما تصدّعت أكثر من تسعة آلاف بناية،

ودمّرت المدارس والمستشفيات، ناهيك عن الخسائر التي تقدّرها أوساط متابعة بأكثر من 15 مليار دولار... وكيف يتم تعويض الضحايا، وكيف ستتم مواساة الأسر المفجوعة؟..وإزاء هذه الجريمة التي لم يعد مقبولاً السكوت عليها، بدأ التحقيق القضائي... واستبشرنا خيراً بالمحقق العدلي... لكننا وحرصاً منا على القضاء ونزاهته، نقول بأنّ هناك تساؤلات عدة حول الموقوفين، الذين هم من الموظفين العاديين، وبصراحة نخشى أن يكون هؤلاء ضحايا لعدم وجود قوى سياسية فاعلة تحمي ظهورهم.

ونظراً لهول الجريمة أوقف مدير عام الجمارك بدري ضاهر المحسوب على جبران باسيل وتياره. أوقف لأنّ باسيل لم يعد قادراً على حمايته من فضيحة بان دوره فيها، ولم يعد باستطاعة أحد إخفاء هذا الدور، فقامت الدنيا ولم تقعد ضد الاستاذ غسان عويدات المدعي العام التمييزي.
نحن هنا لا نريد الدفاع عن أي شخص، كما لا نسمح لأنفسنا باتهام أحد، كل ما نريده جلاء الحقيقة وكشف المجرمين ومحاسبتهم وتنفيذ العقوبات المستحقة بهم.

لكننا بالتالي نضع أمام قرائنا الأحباء بعض المعلومات عن مرفأ بيروت. فمن المعروف لدى كل متابع، أنّ لـ»الحزب العظيم» مكاتب في عواصم كثيرة في العالم... مهمتها شحن «كونتينرات» من أي عاصمة في العالم الى لبنان، على أن يكون التسليم في مكان يحدّده التاجر المستورد، مع وجود «تعرفة» خاصة لكل صنف مستورد، وحسب أهمية وخطورة الصنف والحاجة إليه.ونعود الى الجريمة... وهنا نطرح أسئلة عدة قد تقودنا الى معرفة الحقيقة كاملة غير منقوصة:

أولاً: مَن استورد البضاعة المخزنة في العنبر رقم 12؟
ثانياً: مَن دفع 3 ملايين دولار ليبقيها في المرفأ سبع سنوات... ولماذا؟
ثالثاً: مَن هي الجهة التي تستطيع أن تحتفظ بمثل هذه المواد الخطرة، وبالرغم من التحذيرات التي وجهها عدد كبير من المسؤولين؟
رابعاً: لماذا -ولغاية اليوم- لم نفهم ولم نعرف حقيقة كيفية حصول الإنفجار؟
خامساً: لماذا لم نوجه -كعادتنا- أصابع الإتهام لإسرائيل كما هي الحال دائماً، عند حصول أي تفجير أو حدث غريب في لبنان؟

سادساً: يتردد في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ وزير الطاقة الأسبق جبران باسيل، هو الذي استورد هذه المواد، وأنّ وزارة الطاقة يومذاك في عهده استوردت نيترات الأمونيوم، بهدف إجراء مسح بري للتنقيب عن النفط في منطقة البترون، وللتحقيق التأكد من صحة هذه الفرضيات.
سابعاً: أما ما قاله النائب بيار بوعاصي إنّ رئيس الجمهورية أقرّ بأنه علم بالشحنة في 20 تموز، وتنصّل من مسؤوليتها إذ قال: ليس لدي سلطة على المرفأ، بعدما كان قد نفى معرفته بالأمر أصلاً.ألا يستحق هذا الإعتراف المتأخر وقفة تساؤلية ازاءه؟ وهل تغاضيه جاء نتيجة علاقته المميّزة بـ»الحزب العظيم»؟

ثامناً: أما محاولة «رمي» المسؤولية على المدعي العام التمييزي القاضي الاستاذ غسان عويدات... فغايتها واضحة هي «حرف» الأنظار عن المسؤول الحقيقي.إنّ هذه المحاولة، ليست الأولى التي يهاجم فيها قاضٍ نزيه... فالقاضي عويدات معروف بجرأته ونزاهته وإقدامه وشجاعته على قول الحق. إنه ابن المرحوم منيف عويدات، وتاريخ آل عويدات في القضاء يشهد لهم بالنزاهة والإقدام.أمّا المطار، فالحادث الذي تعرّض له الزعيم وليد جنبلاط فيه من محاولة اغتيال، حين ألغى زيارته الى القاهرة يومذاك يشهد على من يتحكمون به.

وعندما حاولت الدولة تغيير قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير، قامت الدنيا ولم تقعد، فقام «الحزب العظيم» باقتحام بيروت عنوة، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على أنّ الدولة ليست هي صاحبة القرار... لا في المرفأ ولا في المطار...
القرار لسلاح «الحزب» وحده... والكلمة الأخيرة لصاحب السلاح الأقوى.

arabstoday

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

GMT 20:15 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

حزب الله والارتياب والتدويل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحكم المطار ومرفأ بيروت من يحكم المطار ومرفأ بيروت



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم
alsaudiatoday.com

GMT 06:58 2012 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

"شيخ الرماية" رواية جديدة للكاتب المغربي محمد أنقار‎

GMT 08:34 2013 الإثنين ,22 تموز / يوليو

صفات الرجل الريفي المتميزة حلم كل فتاة

GMT 06:52 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

12 عامًا فقط أمام سكان الأرض للحد من كارثة تغير المناخ

GMT 17:09 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية خارج التوقعات لقضية حارس النادي الأهلي محمد العويس

GMT 00:00 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المغربي يوسف العربي لاعب الشهر في الدوري القطري

GMT 00:50 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

خبراء نفط يشككون في اكتشافات "روزنفت" في بحر كارا

GMT 18:57 2013 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

كيدمن تتألق في فستان من لورين سكوت

GMT 18:47 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حلقة نارية من "منّا وجرّ" للنجم عادل كرم مع بيار رباط

GMT 16:57 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري تتصدر جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تناول "الخبز" في آخر الطعام يحافظ على معدلات السكر في الدم

GMT 22:37 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البدر يكتب البيت الأول لأطول قــصيدة في العالــم

GMT 07:41 2014 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

فُندق "البُستان مراكش" خدمات فاخرة في طبيعة ساحرة

GMT 20:08 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

دامير جومهور يصعد لثاني أدوار بطولة شينغن للتنس

GMT 13:31 2017 الخميس ,27 إبريل / نيسان

حلوى الماكرون بالفانيليا والتوت الاحمر

GMT 07:09 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

"cbc" تعرض المسلسل التركي "العشق الأسود" قريبًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab