شجاعة إماراتية ومزايدون
خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان نتنياهو يدافع عن لجنة تحقيق السابع من أكتوبر وسط اتهامات المعارضة بأنها بلا صلاحيات حقيقية المملكة العربية السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُقرر خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عودة ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة
أخر الأخبار

شجاعة إماراتية... ومزايدون

شجاعة إماراتية... ومزايدون

 السعودية اليوم -

شجاعة إماراتية ومزايدون

خير الله خير الله
بقلم - خير الله خير الله

تقضي الشجاعة السياسية، في جانب منها، بعدم الرضوخ للمزايدة والمزايدين ووضع المصلحة الوطنية فوق كلّ ما عداها. ليس التاريخ الحديث للمنطقة سوى سلسلة من الخيبات تسببت بها المزايدات التى اوصلت الى حرب العام 1967، وهي حرب لم يشف العالم العربي من آثارها بعد.تعكس الإرادة الإماراتية بالتوصّل الى اتفاق سلام مع إسرائيل في مقابل "تعليق" عملية ضمّ قسم جديد من الضفّة الغربية رغبة واضحة في تجاوز المزايدات والمزايدين الذين امضوا حياتهم في المتاجرة بالقضيّة الفلسطينية. ليس الاتفاق الاماراتي – الاسرائيلي حدثا عاديا، بل انّه حدث ستكون له انعكاسات على صعيد المنطقة كلّها، من المحيط الى الخليج.

قليلون في المنطقة عملوا من اجل القضيّة الفلسطينية ما عملته الامارات بدءا بمؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وصولا الى الشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبوظبي. في كلّ تاريخ العلاقة بين الامارات وفلسطين، لم يكن من هدف لدى هذه الدولة الخليجية سوى مساعدة الفلسطينيين. هل هناك من يستطيع القول ان الامارات وضعت يوما شرطا، من ايّ نوع كان، على الفلسطينيين في مقابل ما قدمته لهم ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؟يخشى في ضوء بعض ردود الفعل الفلسطينية، وليس كلّها، على الاتفاق الاماراتي – الإسرائيلي برعاية أميركية، من ان ينطبق على هذه الفئة من الفلسطينيين المثل الفرنسي القائل: هناك خدمات كبيرة الى درجة لا يمكن الردّ عليها سوى بنكران الجميل!

كان في استطاعة الامارات الاكتفاء بخريطة الطريق من اجل التوصّل الى اتفاق سلام مع إسرائيل يشمل تبادلا للسفراء بين البلدين وتطبيع للعلاقات بينهما. كان في استطاعتها تجاهل فلسطين والفلسطينيين لاعتبارات ذات طابع إقليمي ودولي في منطقة اختلفت فيها الأولويات العربيّة خصوصا منذ العام 2003 عندما سلّمت إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة الى ايران. ليس العراق دولة هامشية في المنطقة. انّه دولة شرق أوسطية ودولة خليجية في الوقت ذاته، إضافة الى ان العراق كان في الماضي عامل توازن مع ايران.

بعد 2003، لم تعد فلسطين القضيّة المركزية لا للعرب ولا لغير العرب. لم تعد سوى قضيّة إيرانية او تركية تستخدم في لعبة ذات طابع تجاري يتقنها الإيراني الذي سار التركي في ركابه، بعد وصول رجب طيّب اردوغان الى الرئاسة. ماذا فعل اردوغان لفلسطين والفلسطينيين غير تكريس الحصار الإسرائيلي لغزّة وأهلها وتحويلها الى سجن في الهواء الطلق؟ حاول الرئيس التركي في العام 2010 فكّ الحصار عن غزّة فارسل سفينة فيها عدد من المتطوعين ومواد اغاثة. ماذا كانت النتيجة بعد تصدّي إسرائيل للسفينة؟ تراجع اردوغان وأعاد العلاقات مع إسرائيل الى طبيعتها، فيما اهل غزّة ما زالوا في يقبعون في سجنهم الكبير بحماية "حماس" ورعايتها!

كشفت الخطوة الإماراتية تركيا وايران في الوقت ذاته وكشفت انّه لا يزال هناك مكان للمزايدات والمزايدين على العرب. كذلك، كشفت ان هناك غيابا في النضج لدى بعض الفلسطينيين الذين لم يتذكروا انّ لا فضل فلسطينيا على الامارات. هناك من دون شكّ شخصيات فلسطينية لعبت دورها، بصفة استشارية، في مراحل تأسيس الدولة وطوال سنوات لاحقة ما زالت ممتدة الى اليوم. هذا ينطبق على فلسطينيين ولبنانيين وسوريين وعراقيين. هذا شيء والتصرف بطريقة نزقة تجاه الامارات شيء آخر لا يمتّ الى السياسة والاعتراف بالجميل بصلة.

يبقى ان الإعلان عن خريطة طريق تمهّد لاتفاق سلام اماراتي – إسرائيلي برعاية أميركية، مناسبة للعودة الى خلف قليلا. لم تستعد مصر ارضها الّا بعد توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل في آذار – مارس 1979 في ظلّ اعتراض عربي قاده البعثان السوري والعراقي. كان في سوريا حافظ الأسد وكان في العراق الثنائي احمد حسن البكر وصدّام حسين. اجبر البعثان المتخاصمان العرب الآخرين على مقاطعة مصر. حرما الفلسطينيين من قطف أي ثمار من الاتفاق المصري – الإسرائيلي الذي صار عمره 41 عاما. لم يكن حصول الفلسطينيين وقتذاك على ايّ مكاسب مضمونا، لكنّ بقاءهم خارج الاتفاق المصري – الإسرائيلي حرمهم من لعب دور سياسي وفضلوا بدل ذلك البقاء في اسر المستنقع اللبناني. كان في استطاعة ياسر عرفات، لو امتلك حينذاك صفات قيادية، التمرّد على حافظ الأسد بدل البقاء في لبنان اسير الجغرافيا. من يتذكّر ان اتفاق كامب ديفيد للعام 1978 كان في الواقع اتفاقين احدهما يخص مصر وإسرائيل والآخر الفلسطينيين والحكم الذاتي للضفّة الغربية التي لم تكن مليئة بالمستوطنات كما الحال الآن.

لم يستوعب "أبو عمّار"، على الرغم من تجربته الطويلة مع حافظ الأسد، انّ الأخير لم يكن مهتمّا يوما باستعادة الجولان. الجولان المحتلّ تجارة بالنسبة اليه، مثلما ان القدس تجارة بالنسبة الى ايران.

حسنا، أضاع الفلسطينيون كلّ الفرص التي سنحت لهم منذ قرار التقسيم في 1947. صحيح ان إسرائيل ليست حملا، لكنّ الصحيح أيضا انّهم لم يدركوا يوما انّ عليهم اخذ ما يستطيعون اخذه، بما في ذلك في قمّة كامب ديفيد للسنة 2000 ايّام الرئيس كلينتون والتي شارك فيها ياسر عرفات وايهود بارك. ولكن ما العمل عندما لا تكون لديهم فكرة عن اهمّية موازين القوى في المنطقة والعالم وعمّا يستطيعون عمله وما لا يستطيعون عمله؟

لماذا لم يتعلّم الفلسطينيون، الذين وقّعوا اتفاق أوسلو، من الملك حسين؟ عرف الحسين في 1994 ان الفرصة المتاحة امام الأردن، في وقت كان فيه اسحق رابين رئيسا للوزراء لن تتكرر؟ سارع، رحمه الله، الى اتفاق سريع مع إسرائيل لضمان حقوق الأردن بالأرض والمياه وتأكيد انّه ليس الدولة الفلسطينية البديلة.

تسير القافلة الإماراتية. لن تتأثر لا ببعض المساكين الفلسطينيين الذين كان عليهم شكر محمّد بن زايد لتركيزه على كيفية إيجاد طريقة لابقاء خيار الدولتين حيّا، وان بصعوبة... علما انّه كان في غنى عن ذلك وعن أي غطاء للاتفاق مع إسرائيل.

لن تتأثر الامارات بالكلام الذي لا معنى له الذي يصدر عن اردوغان ولا بالمزايدات الإيرانية. لو كانت لدى ايران أي صدقية، من أي نوع، لما كانت صمتت صمتا مطبقا عندما زار بيبي نتانياهو سلطنة عُمان في عهد السلطان قابوس، رحمه الله، ولكانت "الجمهورية الإسلامية" غيّرت موقفها من احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث. هذا الاحتلال مستمرّ منذ 1971. انّه يكشف ان ايران تظلّ ايران وانّ سياستها التوسّعية ما زالت هي هي. لم يتغيّر شيء بعد قلب الشاه باستثناء ان ايران صارت اكثر عدوانية واكثر انتهازية في كلّ ما له علاقة بالمتاجرة بفلسطين والفلسطينيين... والقدس تحديدا.

 

arabstoday

GMT 22:58 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم الحلول

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة إماراتية ومزايدون شجاعة إماراتية ومزايدون



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم
alsaudiatoday.com

GMT 15:16 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 السعودية اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 21:32 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تحديد لوجو وهوية ملعب راسلمينيا 33

GMT 22:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الأهلي يُعرب عن سعادته بالفوز على الفيصلي

GMT 12:04 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

القاهرة وتوحش المدينة (3-4)

GMT 01:55 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب ينجح في عقد صفقة مع "إنديانا كاريير"

GMT 11:55 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة المملكة الدولية "قفز الحواجز" بـ60 فارسًا

GMT 10:24 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

فالنتينو تخطف الأنظار وتطلق احدث مجموعة ريزورت 2020

GMT 01:57 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف عادة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى وفاتك

GMT 00:28 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيڤنشي تطرح مجموعتها الرجالية لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 07:16 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

على النجاح رغم الصعوبات

GMT 01:36 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

برّي يصعّد الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعثر مفاوضات اتحاد جدة مع الوحدة لضم أسامة هوساوي

GMT 13:37 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

نجم النصر ينتقد أرضية ملعب الجوهرة المشعة

GMT 08:58 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيا من بيت لحم

GMT 19:22 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لمياء كرم تُوجَّه رسالة إلى مُتابعيها في أحدث جلسة تصوير

GMT 04:18 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

جريمة زواج الداعية من الممثلة!

GMT 21:49 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

تعرف على موعد الكشف عن هاتف HTC U12

GMT 02:37 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

​"سافوي" أحد أجمل الفنادق الكلاسيكية في موسكو

GMT 00:38 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

مشروع لتشغيل السيارات بالنفايات في قطر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon