أمين معلوف مسافرٌ بجروح كثيرة
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

أمين معلوف مسافرٌ بجروح كثيرة

أمين معلوف مسافرٌ بجروح كثيرة

 السعودية اليوم -

أمين معلوف مسافرٌ بجروح كثيرة

بقلم - غسان شربل

يحمل أمين معلوف في روحِه جروحاً كثيرة. إنَّه لبناني. ابن بلد رجراج يشبه ثمرة زواج شبه إلزامي بين أوطان صغيرة وقواميس متباينة. على شفير المتوسط وُلد معلوف. التقت في شجرة عائلته جهات ولهجات. والتقت في ثقافته جداول كثيرة. مِن والده رشدي المعلوف ورث لعنة الصحافة، وهي لعنة لمن يعتنقها مصاباً بهاجس الوصول إلى سر الأشياء. هاجس المستقبل دفع أمين إلى التنقيب في بحيرات الماضي. والمهمة مفتوحة على الأخطار. معلوف ابن هذا العالم العربي الذي رزح طويلاً تحت الإرادة العثمانية، ثم تحت وصاية الغرب. العالم العربي الذي اكتشف قبل عقود أنه مسبوق ومريض، لكنه أخطأ في اختيار العلاجات، وأمضى أيامه بلا دولة ومؤسسات. ومعلوف ابن هذا الشرق الخائف والمخيف الذي يضمد جروحه بالسحر والخرافات وتلميع الحراب.

الكاتب الكبير صحافي كبير، مهمته التقاط الإشارة الوافدة من المجتمع والناس، ثم مقارنتها والغوص فيها وامتحانها. والكاتب، كما الصحافي، جاسوسٌ حاذق يفك أزرار الأسرار ويحولها حكايات. الكاتب جاسوس يرفع تقاريره إلى ديكتاتور اسمه القارئ، وهو المحكمة الأخيرة والقاضي الأخير. يحتاج الروائي إلى قدرة الصحافي في التسلل ورفع الستائر واستنطاق الأفراد والمجموعات والمنعطفات للإمساك بخيط المصائر. ويحتاج الصحافي إلى شيء من قدرة الروائي لاستدراج القارئ إلى آخِر الحكاية، بدل تفاديها أو مغادرة القطار في منتصف الطريق. الصحافة تزوِّد الروائي بموهبة التلصّص على الأفراد والعالم، واصطياد نقاط الضعف من دون التمويه أو إخفاء الارتكابات.

الصحافة تسعف الروائي لأنَّها تضعه على التماس مع هذا النهر من التحولات الذي يصيب الأفراد والمجموعات. كان غابرييل غارسيا ماركيز صحافياً محترفاً قبل أن يدخلَ أدغال الروايات. يمكن القول إنَّه ظلَّ صحافياً حتى الرمق الأخير. هذه العين الصحافية برؤيتها الاجتماعية والسياسية والأدبية مكّنته من كهربة القاموس، وإغناء روح العالم بـ«مائة عام من العزلة»، و«خريف البطريرك». ولم يكن أمام جائزة نوبل غير أن تسقط في يد الكولومبي الرهيب الذي التقط خيوط الوجع والاستبداد ووطأة الظلم وشيخوخة الظلام.

يحرس الكتاب المدن من النسيان، كما تحرس الأشجار التربة من الانزلاق. أقصد الكاتب الذي ألقى بنفسه في النهر وتسلّل بعينيه النفاذتين إلى ما وراء الستائر والجدران. الكاتب الذي يهزّ القاموس من غفلته، ويوقظ في ممراته تلك الرؤى التي تربك الروح وتدخلها في مسار التغير والتهور. الكاتب الذي يقف أمام تاريخ بلاده حاملاً القنديل ليكتشف في التاريخ المفروض ما تمّت تغطيته من ويلات. كلما زرت إسطنبول شعرت بأنني أزور مدينة أورهان باموك، رغم ثراء ذاكرتها بالأسماء والعناوين. درس باموك العمارة والصحافة، ثم انتابته لعنة الكتابة. تحسّس جروح الأتراك والأكراد والأرمن، ولم تردعه التهديدات. وفي 2006 زارته جائزة نوبل، وأقامت في كفيه.

ساحر آخر اسمه ماريو فارغاس يوسا، جاء من بيرو. تشرَّب هذا الصحافي أهوال أميركا اللاتينية وأحزانها على غرار ما فعل صديقه «اللدود» ماركيز. وقع في إغراء باريس وروائييها ولغتها، ثم راح يكتب فيها. اجتمع الروائي والصحافي والسياسي في عمر زاهر، وتوالت العناوين «حرب نهاية العالم»، و«حفلة التيس»، وغيرها. كان من الصعب على جائزة نوبل أن تقاوم إغراء إلصاق اسمها باسمه، فكان موعدهما في 2010. ولأن الذهب لا يخدعه اللمعان، لم يدفعه مجد نوبل إلى التقاعد. ما زال يتجسّس على الحياة والأشياء، ويحوك الروايات، وما زال يكتب المقالات، وكم أبهجني يوم اتفقنا معه في «الشرق الأوسط»، ورحنا ننقل مقالاته إلى قرائها. ويقيم يوسا اليوم في «مجمع الخالدين» وهو الأكاديمية الفرنسية التي انتُخب أمين معلوف أميناً دائماً لها.

لن أجازفَ بإصدار أحكام في مسائل معقدة وتحتاج إلى التخصص. ما قلته هو انطباعات صحافي سياسي يهرب أحياناً من ملفات القسوة والفساد والفشل ليقاتل الوقت برواية قد تُغني روحه أو تضيف إلى إنسانيته. أريد أن أعبر عن اعتقادي أن معلوف البعيد جغرافياً عن منابت ماركيز ويوسا، والأقرب إلى فتى إسطنبول من حيث الجغرافيا، يجسّ ببراعة نبض التاريخ الشائك باحثاً عن مستقبل لا يشبهه. والحقيقة هي أن معلوف وُلد على خط التماس بين الحضارات والثقافات، وهاله الدم المتراكم بفعل «الهويات القاتلة». أدرك الشابُّ الذي مزّقت الحرب بلادَه أن إرث الكراهيات يتدفق بقوة من ينابيع كثيرة، وكأن الحروب القديمة لا تكتفي بضحاياها القدامى، بل تبحث دائماً عن أجيال جديدة. دخل الصحافي غابة الأشراك المنصوبة في ذاكرة المدن التائهة بين مخاوف الهويات وخنادق الشرق والغرب وكمائن العلاقات بين الأديان والحضارات والثقافات، وعاد منها بحفنة روايات تشبه حفنة شموع.

يوم شرعت له الأكاديمية الفرنسية أبوابَها قال في كلمته: «اليوم، هناك جدار في المتوسط بين الفضاءات الثقافية التي أنتمي إليها... طموحي هو المساهمة في هدمه. لطالما كان هذا هدف حياتي وكتابتي، وسأواصل السعي إليه، إلى جانبكم».

منذ بدايات عمله في صحيفة «النهار»، لفت معلوف الأنظارَ بقدرته على شمّ رائحة الماضي في الانهيارات الحالية. التفت إلى شياطين التاريخ في نزاعات الحاضر، وراح يعمّق بحثَه عن المصالحة، على قاعدة احترام الاختلاف، وتحويل التناقضات مصدر ثراء لا فرصة اشتباك. «ابتعد وطنه عنه» فسلك طريق فرنسا وقاموسها، من دون أن يسمح لهوية بطمس أخرى، وكأنه اختار جمع الجذور في حديقة روحه، رغم صعوبة المهمة. أغنى الصحافي رحلة الروائي الذي أهدى العالم «ليون الأفريقي»، و«سمرقند»، و«صخرة طانيوس»، و«غرق الحضارات»، و«الحروب الصليبية كما رآها العرب».

يحك أمين معلوف جروح التاريخ. أغلب الظن أنه يحزن حين يتابع الحرب الروسية في أوكرانيا، وازدياد عدد المسافرين في «قوارب الموت»، وصدام الهويات، وذعر الإمبراطوريات. أمين معلوف مسافر بجروح كثيرة.

arabstoday

GMT 00:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 14:20 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أصل القصة في لبنان

GMT 14:18 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا لا ترد حماس وحزب الله على العدوان؟!

GMT 14:15 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب مصر بطل دورة سوريا

GMT 14:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإخوان بين البراجماتية الأمريكية والميوعة الأوروبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمين معلوف مسافرٌ بجروح كثيرة أمين معلوف مسافرٌ بجروح كثيرة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon