السنوار والحزام الناسف
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

السنوار والحزام الناسف

السنوار والحزام الناسف

 السعودية اليوم -

السنوار والحزام الناسف

بقلم - غسان شربل

 

كانَ ذلك في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. أيقظوا بنيامين نتنياهو فوجد كأسَ السُّمِّ في انتظاره. لم يصدق للوهلة الأولى. جاؤوا براً وجواً وبحراً. مقاتلو «القسام» يسرحون في المستوطنات. يطلقون القذائف والرصاص ويقتادون الرهائن إلى أنفاق غزة. انطلت حيلةُ يحيى السنوار على أجهزة الأمن المغرورة. انطلت أيضاً على «الجيش الذي لا يُقهر». وسَرعانَ ما تكشف أنَّ عبورَ مقاتلي «حماس» الجدارَ الإلكتروني في غلاف غزةَ أشدُّ هولاً ممَّا عرفته إسرائيل سابقاً.

المواجهة ليست جديدة. تلقَّت إسرائيلُ في السابق صفعاتٍ كثيرةً وجهتها فصائلُ فلسطينية لكنَّها كانت تردُّ بما هو أقسى منها. هذه ليست صفعة. إنَّها طعنةٌ عميقة. هزَّت طعنة السنوار المستوطناتِ والمستوطنين. هزَّت المؤسسةَ الأمنيةَ والعسكرية ووضعت المؤسسة السياسية أمام فضيحةٍ غيرِ مسبوقة. اندفعت إسرائيلُ في «حرب وجودية» كما قال كبار المسؤولين فيها. القصةُ أكبرُ من استعادةِ الرهائن على رغم أهميتها لحكومة نتنياهو. إنَّها استعادة الهيبة والقدرة على الردع وضمان عدم ظهور سنوار آخر في مكان آخر.

إنَّنا الآن في الرابع من ديسمبر (كانون الأول). بحرٌ من الدم والنعوش الصغيرة. أمواج متلاحقة من النازحين. بحرٌ من الركام. هدنةٌ إنسانيةٌ سمحت بتبادلِ أسرى وإدخال مساعدات. كانَ العالم يحلم بأن يفضيَ تمديدُ الهدنةِ إلى وقف دائمٍ لإطلاق النار. لكنَّ المواجهةَ أكثر تعقيداً ممَّا اعتقد العالم.

إنَّها حربٌ يصعب التراجع فيها. للهزيمة ثمن باهظ لا يمكن احتماله. ثمن المجازفة بالاندفاع في المواجهة أقل من ثمن الانكسار. ففي هذا النوع من الحروب للانكسار طعم الانتحار. لا بدَّ من استكمال الحرب للقضاء على «حماس» وقيام غزة لا تحتضن الأخطارَ ضد إسرائيل. هذا ما سمعه الرئيس الأميركي ومعه وزير خارجيته ووزير دفاعه. لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية رؤية «حماس» تعود إلى حكمِ غزة. وإخراج «حماس» من المشهد يستلزم قصمَ ظهرِها وهو متعذّر من دون التسبب في نكبة جديدة. و«حماس» لا تستطيع قَبولَ سيناريوهات «اليوم التالي» المطروحة فهي لم تطلق «طوفان الأقصى» كي تتقاعدَ بعده.

بعد ما يقرب من الشهرين تستمر الأسئلة حول ما دار في ذهنِ السنوار و«جنرال القسَّام» محمد الضيف قبل إطلاق «طوفان الأقصى». هل اعتبر السنوار أنَّ الهجومَ سيسفر عن العودة بعدد من الرهائن يتيح «تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين»؟ هل توقع أن تردَّ إسرائيل بتوغل على غرار التوغلات السابقةِ يعقبه وقف لإطلاق النار وإنضاج عملية تبادل تعزز رصيد «حماس» في غزة والضفة معاً وتكرسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟ هل استبعد أن تردَّ إسرائيل بحربٍ بلا حدود قتلاً وتدميراً؟ هل أخذ في الاعتبار احتمالَ أن تسارعَ أميركا بأساطيلها ورئيسها للتأكد من أنَّ «حماس» لن تنتصر ولن يكون لها دورٌ في «اليوم التالي»؟ وهل صحيح ما يردّده البعض أنَّ «حماس» فوجئت بانكشاف المستوطنات تماماً أمام مقاتليها فذهبت بعيداً في تكبيد الإسرائيليين خسائرَ غير مسبوقة؟

أسئلة كثيرة تتزاحم. هل قرَّر السنوار توجيهَ ضربةٍ مؤلمة إلى إسرائيل أم قرَّر إطلاقَ شرارة حرب واسعة معها وبغضّ النظر عن الحسابات الدولية والعواقب؟ وهل أطلق شرارة الحرب معتمداً على أنَّ رداً إسرائيلياً واسعاً ووحشياً سيؤدي بالضرورة إلى إشعال حرب إقليمية؟ هل اعتقد أنَّ الشركاءَ في محور الممانعة سيعتبرون الحربَ حربَهم وتمس دورَهم ومستقبلهم وسيسارعون إلى الانخراط فيها؟ هل افترض أنَّ إيران ستشعل المنطقة في وجه الأميركيين فيسارع العالمُ إلى إطفاء النار في منطقة سريعة الاشتعال؟ وهل صحيح أنَّ توقيت المعركة كان سرَّ الأسرار بين السنوار والضيف وأنَّ الحلفاء عرفوا بالزلزال بعد انطلاقه؟ وهل يحقّ للسنوار أن يضعَ حلفاءه أمام أمرٍ واقع بهذه الدرجة من الخطورة أم كانَ واثقاً أنَّهم يستعدون أصلاً لـ«ضربة كبرى» ستنطلق مهما تأخرت؟

تقود الأسئلة إلى مزيد من الأسئلة. هل يقبل السنوار بتقاعد «القسَّام» في مقابل وعدٍ دولي صارم بإطلاق عملية سياسية تفضي إلى حل الدولتين؟ وهل يوافق على الجلوس في دولة فلسطينية ستعترف بالضرورة بالدولة الأخرى أم أن مطلبَه الفعلي هو فلسطين من النهر إلى البحر؟ هل اعتقد السنوار أنَّه يستطيع قلب الموازين الدولية والإقليمية وإرغام الجميع على التعامل مع «حماس» متناسياً أنَّ منظمة التحرير لم تصبح مقبولة دولياً إلا بعدما أعادت النظر في مسلمات وعبارات؟

قضى السنوار الستيني 24 عاماً في السجون الإسرائيلية. حررته «حماس» في 2011 في «صفقة شاليط» يوم أفرجت إسرائيلُ عن أكثرَ من ألف معتقل في مقابل إفراج «حماس» عن الجندي جلعاد شاليط. استنتج من إقامته الطويلة في السجن أنَّ الحربَ مفتوحة على مصراعيها وأنَّها ليست أقلَ من حرب وجود.

أدركت عمقَ هذا الصراع من حكايةٍ رواها لي الرئيسُ السابق للمكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل حينَ رحتُ أقلّب معه في دمشق صفحات قصة الحركةِ منذ ولادتها. سألتُه كيف يتيح المسؤول لنفسه إرسال شاب في عملية انتحارية؟ سارع إلى التصحيح وقال: «نحن نعتبرها عمليات استشهادية فرضها الظلمُ الإسرائيلي المتمادي». روى لي أنَّ شاباً اسمه محمد فتحي فرحات (17 عاماً) قدَّم طلباً لقيادة «كتائب القسام» لتنفيذ عملية استشهادية. ردَّت القيادة طلبه رأفةً بالعائلة إذ كان شقيقٌ له نفذ عمليةً من هذا النوع وشقيقه الأكبر مطارد. بعد فترة تلقَّت قيادة «القسَّام» رسالةً من والدة الشاب تقول فيها: «لا أسمح لكم أن ترفضوا رغبتَه في الاستشهاد وأتمنَّى عليكم قبول طلبه». وافقت القيادة وواكبت الأم استعدادات نجلها وحين بلغها نبأ رحيلِه لبست أفضلَ ما لديها من ثياب وبدأت في تقبل التهاني. وقد قُتل نجلها الأكبر لاحقاً.

ما أقسى هذه الحرب! إسرائيل تبلغ زائريها أنَّها لا تستطيع التراجع. و«حماس» لا تستطيع التراجع. هل نفذ السنوار انقلاباً على تاريخ الضربات المتبادلة مع إسرائيل؟ أين سيكون في «اليوم التالي»؟ هل تقبل «حماس» بالعودة إلى عباءة السلطة وعباس لتفادي كارثة؟ وهل نجح السنوار في قلب المعادلة أم أنَّه ألبس «حماس» حزاماً ناسفاً ودفعها في «عملية استشهادية»؟

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنوار والحزام الناسف السنوار والحزام الناسف



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon